عرض مشاركة واحدة
  #166  
قديم 18/03/2009, 19h50
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 6 )



شارع واسع و هادىء .. يقع أمام ( بيتزا هت ) في أول الهرم ، لحظات ،
و سأجد نفسي في مغارة علي بابا ، تلك التي حدثني عنها غازي كثيرا ،
فهناك ما هو أغلى و أثمن من الذهب و المرجان و الياقوت .. هناك اسطوانات نادرة بالمئات .. تحمل تراثا لا تعرفه الميديات .. و جرامافونات
( سينييه ) .. و نوادر لم يطلع عليها إنس و لا جان منذ العشرينيات

كان البواب في استقبالنا ، و تقدَمَنا حتى باب المغارة .. طـَرَقات بسيطة على الباب كانت بالنسبة لي بمثابة ( إفتح يا سمسم ) ..
فتحت لنا الخادمة بلباسها الريفي ، و أشارت لنا بالدخول إلى الصومعة ..
بينما وقف الدكتور محمد الباز بهيئته المهيبة ، و ملامحه التي ذكرتني ب ( بيتهوفن ) في البورتريه الشهير الذي أبدعه الألماني جوزيف كارل شتيلر

إستقبلنا الدكتور الباز بترحيب حار و تلقائي .. و خطونا نحو ( الصومعة ) أو البرج النائي في سماوات الفن .. و بدأتُ أتأمل المكان بمجرد جلوسي ،
بينما مستضيفـُنا ، يضع إحدى نوادره ( اسطوانة ل أسما الكمسارية )
في واحد من الجرامافونات التي احتلت الأركان ..
صالة ( هُول ) واسع ، برز أحد أركانه على شكل محراب ، و قد تدلت من منتصفه مشكاة فضية ، بينما استقرالجرامافون الفخيم في الزاوية المقابلة ، يقابله على استقامته جرامافون آخر ، يمنح شعورا بالسيميترية و التوافق الجمالي ..

و أخذنا نتمايل طربا مع كوكبةٍ من مطربي الزمن الجميل .. بينما الأستاذ الآلاتي يتحدث عن جماليات الإيقاعات و المقامات
أما الدكتور الباز ، فقد بدا و هو يغمض عينيه طربا و نشوة ، أنه
تلاشى من المكان ، و انخطف في عوالم أخرى لا ندري عنها شيئا !!
جاءت جلسته على الكرسي المجاور ، و همس لي الرجل المتيم بالاصالة قائلا : أتعرف ..تلك هوايتي الوحيدة ، فأنا عاشق لأصيل الغناء و قديمه ، و ذائقتي توقفت عند الستينات ..
ذائقة صائبة ، نعم .. الستينات ..ألم يتضاءل الإبداع منذ تلك الحقبة ، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من غثاثة !
__________________
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس