عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 18/03/2009, 20h49
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 5 )


و أخيرا ، طاب لنا ( المُقام ) على مائدة مستطيلة بجوار مسجد الإسماعيلي في حضرة مولانا ( بَحَّة ) الأشهر في عالم السِّمين في شمال أفريقيا و العالم العربي .. و بادر الباشا ( الأستاذ رؤوف ) صاحب العزومة ، بالقول :
إشتهوا ما تشاءون !

دقائق ، و كانت المائدة عامرة ً بما لذ و طاب من ( السمين ) ...
كلاوي ، لسان ، كوارع ، فتة ، نيفة ، طحال ، شوربة ، مومبار، حلويات ،
سلاطات .. و المدهش أن التجربة العملية أثبتت أن الأستاذ غازي ، صاحب
الدعوة ، فاشلٌ في التهام تلك الأصناف ، عِوضا عن جهله بأسماءها..
فكان أبو حسام يطلعنا على مسميات ما نأكل ، و الدكتور أسامة يوضح القيمة الغذائية لكل صنف !!

و جاءت ساعة الحساب ، و تسلل من بيننا ( الباشا ) ليحاسب (المَعلم)
لكن صراعا ً ( حاتميا ً ) نشأ بينه و بين المهندس ( قناديلي ) ، الذي أصر على أن يقوم ( بالليلة ) ، إلا أن الأستاذ رؤوف انتصر على خصمه ..
و قمنا متخمين بلذائذ السمين ، بعد جرعات من ( السِّفن ) ..
و توجهنا ، قاصدين الدكتور محمد الباز ( حسب البروجرام ) ..
تاكس ...........
و انقسمنا إلى مجموعتين ، و جاء حظي مع ( الباشا ) و عادل في نفس
السيارة ..


أصر الأستاذ رؤوف على الجلوس في المقدمة ، و غرضه ( الماكر ) هو منع أى محاولة لسداد الأجرة ، و رغم شوارع العاصمة التي أوحشتني كثيرا ، و لي معها ذكرياتٌ و مواقفُ أخذت تبرق في غياهب ذاكرتي ، إلا أن حديث ( الباشا ) كان أكثر جاذبية .. إنه رجل مخلص و عاشق حقيقي للفنون المسموعة ، و صوته الهادىء الذي كنت أميزه بصعوبة من موقعي ، كان يحمل أفكارا ً مُبهرة ً للحفاظ على التراث الغنائي من العبث ، و أداء رسالة حفظه لعشاقه و مريديه ، و لأجيال قادمة ، لابد و أنها ستعي يوما ما ، قيمة تلك الكنوز و النوادر ..
بينما جلس الأستاذ عادل بجواري مستمعا و مستمتعا بحديث الباشا ..

وصلنا سريعا كأنما كنا نستقل بساط الريح .. لعله إيقاعي الزمني الخاص ،
الذي تمضي فيه اللحظات الخاصة الرائعة مثل البرق .. حديث الباشا الرصين و الموضوعي ، و الذي يخطط بيقين ، لمستقبل أكثر تألقا ، و تعليقات الأستاذ عادل المرحة و الساخرة ، و شوارع تمر من النافذة سائلة ً إياى .. أتذكرني ؟!
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس