عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18/03/2009, 15h18
الصورة الرمزية ثناء حيدر
ثناء حيدر ثناء حيدر غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:369450
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: تشيكية من أصل سوري
الإقامة: التشيك
المشاركات: 15
افتراضي فيروز في قريتنا / شعر ثناء حيدر

مقدمة :
إليك يا سيدة من غنى للقدس والشام ومكة وعمان وبغداد ...
إلى التي لم تغنِ إلا للوطن والحرية والحب،
حلّقي في سماء الشام وغردي،
فأنت أكبر من كلّ المتقولين والمتطاولين الأقزام الحاقدين،
وأكبر من كل الحكام والسلاطين
يا بوابة الحرية ويا قنديل المحبة
يا أسطورة خالدة لا تتكرر
صوتك يا فيروز هو صلة الوصل بين أبناء هذا الوطن
فأنت الوحيدة التي تتفاخر الهامات عندما تنحني إجلالاً لها
أنت من علّّمنا أن الفن أكبر وأرقى رسالة إنسانية تسمو فوق الحقد والظلم والضغينة،
وأنت من علّمنا أن ياسمين الشام يبقى أبيضاً في كل المواسم،
مهما حاولت غربان الشؤم أن تصبغه بلونها،
أحيكي لنا من شمس بعلبك شالاً لقاسيون،
وازرعي على ضفاف بردى غصن أرز
يا سيدة الوطن ويا أحلى صباحاته المعطرة بالياسمين والطيّون .



فيروز في قريتنا
( 1 )
في قريتي
هناكَ في الجبالِ
..
هناكَ حيثُ الشّمسُ ...
شرشفٌ من نارْ
والرّيحُ موسمُ انبهارْ
هناكَ في الجبالِ
كان صوتُها يوقظنَا في هدأة الفجرِ
ويبعثُ الجمالَ في أرواحِنا
ويطلقُ الخيالَ من شُبّاكِنَا
ويفتحُ النهارَ
في مواهبِ التلالْ
( 2 )
هناكَ كانَ صوتُها ..
يَجِيْئُنَا مكلّلاً بالغارْ
وكانَ صوتُ الرّاديو صديقُنَا
في اللّيلِ والنّهارْ
في الصّباحِ والمساءْ
في البردِ ، في الصّقيعِ
في الصّيفِ وفي الشّتاءْ
وكانَ جارُنَا الفقيرُِ
جارُنا الذي اشترى مذياعَهُ لأجْلِهَا
يسكرُ عندَ صوتِهََا
يسكرُ عندَ صمتْهَا
وصوتُهَا يفتتحُ المذياعَ والنّهارْ
( 3 )
هناكَ في الجبالِ
كانتْ مشغره
وقمرُ الفيروزِ يمشي فوْقَنَا
في موسمِ الغناءِ
كالدّعاءِ
في أيامنا كالسُّكّرَة
( 4 )
هناكَ كانَ صوتُها يَجِيْئُنَا طَرِيَّا
يُدَغْدِغُ الأشياءَ
يبعثُ الرّيحَ إلى قيلولةٍ
ويبعثُ الرّوحَ إلى حاكورةٍ
لتُنْبِتَ البنفسجّ الشّهيّا
ويرسلُ المياهَ في غديرِنا
وتدفقُ المياهُ موسماً شَتْوِيّا
ويَبعثُ الطّيّونَ في مشوارِهِ إلى عيونِنَا
مُنَمْنَمَاً .. بَرِّيّا
( 5 )
وعندما نفطُرُ في الصّباحِ
كانتْ تشربُ الشّايَ وتأكلُ الزّيتونَ
والزّعترَ
والخبزَ
على مائدة الصّباحِ
كانتْ مثلَ همسِ الرّيحِ
تحملُ اللّمامَ والحبقْ
وبالأغاني والأماني
يعبقُ الطّبقْ
( 6 )
في الحقلِ كانتْ عندَ جارِنَا
رفيقةً لهُ
قائمةً قاعدةً معهْ
تقولُ هذا عَرَقُ الرّجالِ لا تخفْ ...
ولم يكنْ يتعبُ إذْ يسْمَعَهَا
لأنّها معهْ
لأنّهُ يعرفُ أنّ فيروزاً هناكَ تسْمَعَهْ
( 7 )
في كلِّ وقتٍ
في الصّباحِ في الظهر وفي المساءِ
كانتْ تُحْضِرُ تشايكوفسكي
وبيتهوفن ..
لبيتنا الفقيرْ
وسمفونيةً وألفَ عازفٍ
تمددتْ ألحانهم هنا على الحصير
تناولوا طعامهم معي
على مائدةِ الإفطارِ
والغداءِ
والعشاءْ
( 8 )
فيروزُ يا جارتَنا
يا قَطْفَةً من اللّمامِ
في قريتِنَا
يا وردةَ المذياعِ في صباحِنَا
يا عبقَ اللّيمونِ في بستانِنا
علّقْتُ صوتَكِ الجميلَ في شُبّاكِنا
نَشَرْتُه في حيّنَا
عملْتُهُ من وردةٍ ألوانُها
نهرٌ يصبُّ في أحلامِنَا
في روحِنَا الجميلهْ
( 9 )
يا جارتي
رَفَعْتِ ذوقَنَا ... لقامةِ السّماءْ
أمسكتِنا
صَنَعْتِ من تاريخِنا أُنشودَةً
لوّنتِنا
عزفتِ لحنَك الجميلَ فوقَ ريفِنَا
وسَهْلِنَا
وِبَرِّنَا
وَبَحْرِنَا
صلّيْتِ في ضلوعِنا
ولمْ نزلْ نجهلُ يا جارتنَا
ما تمْنَحِيْنَ أنتِ
أوْ ما يمنحُ المذياعُ
منْ دعاءْ
( 10 )
في كلِّ يومٍ تنْزُلُ السّماءُ
في الصّباحْ في قريتنا
تطيرُ منْ نجومِهَا
وكانَ صوتُكِ الدّليلُ للسّماءْ
( 11 )
في كلِّ يومٍ في الصّباحِ
كانتِ النّجومُ تدخلُ المذياعْ
ويأخذُ المذياعُ شكلَ قامةَِ السماءِ
حتّى نشرةِ الأخبارْ
( 12 )
هناكَ في الجبالِ
كانَ صوتُها يوقظُنَا
ويبعثُ الجمالَ في أرواحِنَا
ويطلقُ الخيالَ في شُبّاكِنَا
ويفتحُ النهارْ
في مواهبِ التّلالْ
ثناء البيطار - حـيــدر -
بـــــراغ
27/1/2008
__________________
رد مع اقتباس