بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة 00الأستاذة عفاف00تحية من الله طيبة مباركة لك ولكل احبائك وأعزائك ولأولئك الذين يستظلون بهذا المنتدي الوارف الهادف00أختي الكريمة أشكر لك كريم اهتمامك ورقة احاسيسك ونبل أخلاقك00وحقيقة الأمر يا أختاه أن الانتماء الي اولئك الأعزاء من المهمشين والبسطاء ,الذين ينكرهم الكثيرون من بني جلدتهم ووطنهم وينكرون عليهم حتي حق الأنين والبوح باشجانهم00الانتماء اليهم شرف في تقديري لا أدعيه وأقسم يا أختاه انني غبطتهم صغيرا علي دفيئ مشاعرهم وعلي بساطة أحلامهم وعلي مسكنتهم وألامهم وكدت اتمني ان اكون مثلهم00وحينما اتسعت مداركنا الثقافية والمعرفية والأخلاقية والدينية وجدنا ان لديهم من التجارب الانسانية وموجبات الالم ما يلزم مجتمعنا ان يلتفت اليهم ولا يزدريهم او يختزلهم ووجدنا ان الحاحا نفسيا وثقافيا ودينيا يلح علينا ان نكتب عنهم وراعنا وادهشنا وشاقنا ما خبرناه وشغفنا به من ادراك كبار الكتاب المصريين والعرب وغير العرب لما انتهت اليه رؤانا وافكارنا00وأقسم لك ياختاه ان مدامعنا سالت مع شخوص اديبنا الفذ العميد الدكتورطه حسين وهو يتلظي بالنار حين كان يكتب ويرسم وينبه الي اولئك البؤساء ويحذر من تجاهلهم في روائعه (المعذبون في الأرض-وشجرة البؤس00 ودعاء الكروان 00الخ)ولم يكن محمد حسين هيكل ويحي حقي وسعد مكاوي وحسن محسب ومحمود البدوي وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ ثم يوسف القعيد وجمال الغيطاني ويوسف أدريس الا حملة لنفس اللواء الذي حمله عميد الأدب العربي وهانحن نلهث في سعينا الدؤوب الثقيل الذي تصطرع عليه آلامنا وهمومنا الشخصية مع عبئ الاحساس بالدور الواجب اللازم الي الاسهام بشحيح وساذج ما نكتب في هذا المضمار00الأخت الكريمة انها قضية كبيرة ومسألة جد خطيرة وأدعوك الي قراءة اهداء الدكتور طه حسين الذي اراه رسالة نذير تطرح نفسها الآن مجددا بعد ان كانت نبؤة صادقة لثورة يوليو ,يقول في تعبير جامع شامل فلسفي يحتاج في تحليله الي تسويد كتب ومقالات عديدة واسعة(اهداء00الي الذين يؤرقهم الشوق الي العدل والي الذين يؤرقهم الخوف من العدل)00أدعوك اختاه الي استكناه المعاني والنذر الجبارة التي كان يعنيها وعودة نفس المشكلة لتطرح نفسها مجددا, كأن لم يكن بين الحجون الي الصفا انيس00 ولم يسمر بمكة سامر00علي حد تعبير شاعر عربي قديم00وأذكرك يأختاه ان التاريخ للأسف يعيد نفسه ورحم الله من قال أن التاريخ لا يعيد نفسه الا علي المغفلين والمغفلين تعني الغافلين او المتغافلين وكلاهما بين ظهرانينا نراهم يسدون علينا أقطار الأرض والسماء00 ويكادون يعدون علينا أنفاسنا,أختاه لن أطيل عليك أكثر من هذا وان بقي شكري لك وأملي ان تهوني علي نفسك فمثلي ينوء بحمل ثقافته ودينه ولا يملك دورا ولا عونا يمكن له أن يقدمه سوي الكتابة00 ثم الكتابة فالكتابة00ولك خالص شكري وتقديري وأطيب أمنياتي