[hafid]

لا يسعني في غمرة فرحي و تيهي بهذه التّسجيلات المرئيّة إلاّ أن أرفع آيات الشّكر، مرّةً أخرى، إلى صاحب السّعادة، محمّد علي باشا بحري،

و لكم أسعدُ في كلّ مرّة أضيف فيها تسجيلاً جديداً للبُلْبلِ الشّادي، محمّد باشا خيري رحمه الله، إلى مكتبتي الغنائية، الّتي له فيها النّصيب الأوفر من التّسجيلات و الحفلات.

أمّا مشاهدة أبي هيثم و هو يغنّي فهي غير الإستماع لصوته وحده، للّه درّه، ما هذه الأريحيّة الّتي يشدو بها و ما هذا الإحساس الكامل الخالي فعلاً من التّكلف و التّشدّد و انظر إلى كلّ كلمةٍ أو آهة تخرج من حنجرته كيف يرافقها بانفعلات جسديّة عفويّة تكاد تنطق بدل الكلمة و النّغمة، ثمّ انظر إلى وجوه هؤلاء العازفين و المذهبجيّة تجدْها و قد مُلئت بالبِشْرِ و الحبور ثم استمع إلى تهليلاتهم بعد كلّ آهة من آهات أبي هيثم أو كل ليلة من لياليه لترى، و كما ذكر ذلك أحدهم، أنّهم يعملون معه من أجل المتعة و الاستمتاع لا من أجل المال و الجنيهات، هذا عدا أنّه كان رحمه الله كريماً معهم إلى حدّ الإسراف.

بعد إذنك أستاذي بحري، فهذه محاولة منّي لحفظ حقّك و حقّ المنتدى بملكيّة هذه الحفلة المصوّرة بوضع خاتم المنتدى و اسمك على الملفّات، و أنا أرى أن أعرض عينةً على أنظاركم، فإن فاءت بالغرض أتممنا العمل و إلاّ فمرحباً بأيّ محاولة جادّةٍ أخرى.