عرض مشاركة واحدة
  #204  
قديم 10/03/2009, 03h34
الصورة الرمزية رغـد اليمينى
رغـد اليمينى رغـد اليمينى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:229310
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: ممر الضوء إلى الشتات
المشاركات: 209
افتراضي رد: بقعة ضوء فى ظلمة النفس



الآستاذه القديرة صاحبة القلم المُبدع

(( نــــاهـد ))

صباحُكِ إبتسامة إقحوان

عدت وفى جعبتى سؤال ننقد ولا نقضيها سندويتشات

لآجد تؤام الروح الآستاذة ( ناهـد ) تُخبرنى فى رسالة أنتظر ردكِ

توكلنا على الله


القصة بإختصار تدور أحداثها حول إمراة أقتحمت المجهول بملء إرادتها


وهذا عندما يصل الإنسان لحالة شديدة من الحزن،ناتجة عن جرح عميق آلم بقلبه وطعن مشاعره ،يحتاج إلى أن يجلس بمفرده وحيداً..بعيداً عن


هذا العالم.. قد أرادت التقوقع ، بعد أن إستسلمت لتلك الصفعة أو السقطة ثقيلة الوقع والآلم الذى نتج عنه ظلمة بحياتها ،


هذا مع بداية القصة

..نأتى لهذه الفقرة..
اقتباس:
أخذت تضرب أخماسا فى أسداس وهى تحاول تفسير أسباب هذا الشجار المتكرر من جيرانها , تقول فى نفسها أهذا الرجل المهذب خفيض الصوت الذى لا أكاد أسمع صوته وهو يلقى التحيه فى المرات المعدوده التى رأيته فيها على السلم أثناء عودتى او ذهابى إلى عملى , معقول هو نفسه صاحب هذا الصوت العالى


وربما كان هُناك نوع من الإعجاب أو الإستلطاف من جانبها
ففى هذه الفقرة نستنتج من تعجبها إنها إنتبهت لحُسن خلقة
وأدبه الجمّ فى إلقاء التحية عليها أثناء صدفة تلاقيهم بالسلم ، مما أثار دهشتها حول هذا الشخص الآخر ذات الصوت الصاخب الذى يزعجها بمُشاجراته اليومية مع زوجته
اقتباس:
أه , يبدو أنها من ذلك النوع من أصحاب الأعصاب البارده الهادئه لايثيرها رفع زوجها صوته عليها , أو ربما يكون عدم ردها عليه خوفا من أن تتسع شقة الخلاف , نعم يبدو أنها سيدة عاقله تؤثر الصمت حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه , وحتى تحفظ ماء وجهها أمام جيرانها ,

تبحث عن مُبررات تُرضى فضولها أو ما جسده لها خيالها المريض
من كثرة المُشاجرات والمُشاحنه الزوجية اليومية والتى وجدت من خلالها أُنسه لوحدتها الموحشه ..

اقتباس:
إذن ماذا أفعل .. أه لابد أن أذهب بنفسى كى أرى ما حدث , لا يصح أن أبقى هنا مكتوفة اليدين وجريمة تحدث فى الشقة المجاوره ..

وكأنها الفرصة التى أتتها حتى تلتحم بجيرانها ، تبحث عن أحد يُحدثها
وتتحدث له وأن تخرج من روتين حياتها اليومى بين الآربع جدران ..


اقتباس:
هرعت إلى دولاب ملابسها , لبست فستانها التى تستقبل فيه ضيوفها , عقصت شعرها تحت الايشارب حاولت أن تصلح هندامها قدر ما يسمح به الوقت المتأخرمن الليل
أثناء سيرها فى الطرقه الفاصله بين الشقتين دار فى ذهنها أفكار كثيره وهى ترتب أفكارها




وكأنها ذاهبة إلى حفل إستقبال ، لم يعجبنى تصرفها حيال الآمر
فعندما نتلقى فزعة خاصة فى الليل ووجب علينا التدخل ، لا نُدرك حينها
ماذا نرتدى طالما الذى نرتدية غير خادش للحياء ، وإذ إنها إمراة لا يجب أن تتدخل فى مثل هذا
الوقت المُتأخر من الليل ! وربما خيالها صور لها بأنه لم يقتلها من البداية فإستعدت للقاء بهندام يليق ،، إذا كان الآمر عكس تصورها

اقتباس:
أدركت السيده أن الامر ليس خلافا بين زوج وزوجه , وفهمت أخيرا سبب عدم سماعها لصوتها , أخذت تنظر حولها خوفا من أن يكون قد رأها أحد فى هذه الساعه المتأخره وهى أمام شقة جارها , وفى الحال تلفتت حولها وهرعت الى شقتها وأغلقت الباب عليها وأسندت ظهرها اليه وأنفاسها تتلاحق , بعد أن هدأت قالت لنفسها ..... يا إلهى .. أيعيش هذا الرجل بمفرده ..


وهُنا قد جاءت لحظة التنوير فى القصة بعد أن إكتشفت بأن الشجار القائم طول هذه الفترة ما كان سوى مع قطة تعيش معه وهى بمثابة بُقعة الضوء التى نبحثُ عنها من خلال هذا التسلسل الدرامى الإجتماعى الفُكاهى الجميل ..



اقتباس:
أخذت تتقلب فى فراشها وهى تبتسم ابتسامة ذات معنى
, لاول مره تشعر بسعادة تسرى فى نفسها , أسلمت نفسها لشعور غريب جميل كانت قد نسيته من زمن , حتى أتاها النعاس , وأضاء هذا الاحساس ظلمة نفسها المستوحشه ........................






وكان هذا الصراع من أجل أن تحظى بالنور الذى طالما بحثت عنة وأخيراً
ومضة الحب من النظرةالاولى وهذا الإحساس الذى إعترى مشاعرها بمثابة هواء جديد نقى يطرد ما علق بالروح من ذكرى ألمت بها فى الماضى وإلتمست شفق من النور ليَضئ ظلمة نفسها المستوحشة مع بداية يومٍ جديد، والحياة تستمر ..

فكم من ثغرات وعثرات وسقطات نتلقاها فى حياتنا لو أستسلمنا لها جميعا فالأفضل لنا التقوقع
وعلينا أن نُدرك بأن هُناك بُقعة بعيدة وضوء ينتظرنا علينا فقط بالإيمان والصبر



.:.سيدتى الجليلة.:.

رغم أن هذا النوع بالذات من القصص القصيرة له أعداء والعبده لله واحدة منهم وسوف أشرح لكِ لماذا؟
إلا أن هذه القصة بالأخص تعتبر من القصص الجميلة التى إستغلت مزايا النوع الذى أُعاديه وقد تبرأتِ بشكل كامل من عيوبه وسوف أوضح لكِ ما أجملت

من خلال دراستى هُناك مدرسه
تأثرت ببعض رواد كتاب القصة القصيرة ذوى الطابع المرح لا داعى لتحديدهم كانوا يخلطون بين المُفارقة والسرد ولحظة التنوير بشكل مُدهش غير أن تلاميذ هؤلاء الرواد فهموا نجاح قصص روادهم خطأ فكانوا يحاولوا التقليد فيأتى السرد ليوهم المُتلقى بالسير في إتجاه ما ثم تأتى لحظة التنوير وكأنها مقلب مقصود يجرى فى إتجاه مُعارض تماماً لما قُدمْ له السرد لتُصبح القصة وكأنها مَقلبْ أو نُكتة فى بعض الأحيان
بينما من واجبات السرد ووظائفه الأساسية التقديم السّلس والشارح بهمس للحظة التنوير وخلفياتها
أنتِ فى قصتكِ توهم الكل بأن الشجار القائم بين زوج وزوجة وجعلتيننا نتخيل أول ما نتخيل ما نتيجة هذا الشجار وإلى أين سيصل بالنهاية..
اقتباس:
قامت تجرى لشباك المنور وهى تسمع الزوج وهو يتوعدها هذه المره بالقتل.... ...... والله لأقتلك , سأقتلك ..



عند قراءة هذه الفقرة مِن قِبل المُتلقى ستؤكد له هذا الهاجس
الذى يُريد الكاتب إقحامه فيه

ثم تأتي لحظة التنوير الزكية لا لتصدم المُتلقى بل لتنبهه بإقتدار كاتبة جميلة لمعانى أكبر من بُقعة الضوء التى وصلت إليها وإستأنست بها
وكأنكِ تريدين أن تقولى هُناك قيم مُهمة لا يجب أن ننساها حين نسير مع السرد ولكننا ننساها
سيدتى الجليلة (( ناهـــــد ))
قد إتبعت طريقة السهل المُمتنع فى سرد أحداث القصة ،
هى جميلة بحق وأعجبتنى كثيراً لما بها من مُراوغة مع المُتلقى حول الوصول لفكرتها هكذا يكون القاص الجيد وهى فعلا جميلة وبسيطة فى تعقيدها ومعقدة فى بساطتهاوهذا أيضا من جمال القص ..

أن لا يٌقدم كل شئ يُريد قوله فى القصة وأن يكون هُناك يد تخفى ما بين السطور لجذب القارئ ومحاولة السيطرة على نُصب فِكره نحو القصة


وكل عام وأنتِ بخير وصحة وسعادة،،

دمت بنقاء قلمكِ ورقى حرفكِ ماجدة.






رد مع اقتباس