عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10/03/2009, 00h27
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: كم ناشد المختار ربه

إخوانى الأعزاء

أشكر أولاً أخى العزيز .. الأستاذ عادل الغمراوى .. ( الإبن الغالى للشاعر الكبير .. حيرم الغمراوى ) .. لإختياره هذه الأغنية المعجزة ..

كما أشكر أخى وصديقى الحبيب محمد أبو مندور لتزكيته لشخصى الضعيف .. للتصدى لتحليل هذه الأغنية ..

برغم من أن فيلم ( الشيماء ) من الأفلام الكبيرة .. والتى لا نمل من مشاهدته مهما تعددت مرات المشاهدة ..

إلا أن أغانى الفيلم تجعلنا نتوق دائماً لمشاهدة الفيلم مرات ومرات .. لنستمتع بأجمل الكلمات وأعذب الألحان .. وبصوت سعاد محمد .. الذى قلما يجود الزمان بمثله ..

وهذه الأغنية بالذات ( كم ناشد المختار ربه ) .. من الأغانى المحببة لى شخصياً ..

وأتذكر .. فى إحدى المرات .. حدث نقاش بينى وبين أحد الأصدقاء .. الذى يعشق إحدى المطربات .. وأخذ يعدد جماليات صوتها .. ويقول لى ( أن جواباتها متفردة ) ولا يستطيع أحد أن يأتى بجوابات مثلها ..

فكان ردى عليه بسيط .. إسمع سعاد محمد .. فى أغنية ( كم ناشد المختار ربه ) وخاصة فى الجزء الأخير من الأغنية ..

إستمع لجواباتها .. ونفسها الطويل فى أداء هذا المقطع بالذات ..

وتعالوا بنا نفند الأغنية بأضلاعها الثلاث ( الكلمات , الألحان , الغناء ) ..

إن عمنا عبد الفتاح مصطفى .. أراد أن يعبر عن موقف معين فى أخر الفيلم .. فلم يجد أحسن ولا أجمل من كلام الله .. وبما أن كلام الله لايجوز تلحينه مثل الأغانى .. فإنه إلتف حول المشكلة .. ووجد لها مخرجاً .. قام بكتابة خمس شطرات تعبر عن المعنى المقصود .. وشرح لنا فى إيجاز شديد .. مايريد توصيله من معانى ..

أما عمنا وأستاذنا عبد العظيم محمد .. فأعطانا جرعة مكثفة وشديدة الإيجاز فى كيفية البناء اللحنى لمثل هذه العبارات القصيرة ..

ويبدو أنه كان يعرف إمكانيات صوت سعاد محمد جيداً .. مما جعله يأخذ منها أقصى ماتستطيع أداؤه ..

تبدأ الأغنية بجملة موسيقية بنفس لحن الشطرة ( إنك لا تهدى الأحبة .. والله يهدى من يشاء ) .. نفس الجملة التى يكررها الكورس فيما بعد ..

إختار مقام الكرد ليبدأ منه اللحن .. وإختار إيضاً إيقاع ( السماعى الثقيل ) وهو إيقاع ميزانه ( 10 / 8 ) ويعتبر من الإيقاعات المركبة ..

وتغنى سعاد محمد ( كم ناشد المختار ربه ) من نفس المقام .. ولكن تبدأ من الدرجة الرابعة منه .. وفى نفس الوقت يتغير الإيقاع إلى ( الواحدة الكبيرة ) .. وهو إيقاع رباعى الميزان ..

إستمعوا إلى الرد الموسيقى بعد أن تغنى سعاد محمد هذه الشطرة .. إنه درس من دروس التلحين أو التأليف الموسيقى ..

كان الرد عبارة عن ثلاث حروف موسيقية .. ليست متجاورة .. وإنما يفصل بين كل حرف .. حرف ساكن .. وهو مايسمى بالأربيج .. ولكن هذه المرة جعله ( أربيج ) هابط .. أى إلى الأسفل ..

ثم نستمع إلى ( لكن وحى الله جاء ) .. نجده إستعمل حساس المقام .. وكأنه إنتقل للحجاز .. ولكننا نجد أنفسنا مازلنا فى الكرد ..

دليل على وجود خطة مرسومة للحن .. وليس مجرد لحن عشوائى وليد اللحظة ..

وبعدها نسمع منها ( إنك لا تهدى الأحبه والله يهدى من يشاء ) بلحن مختلف عما يردده الكورس ..

نسمع هذا المقطع بلحنين مختلفين .. مرة من الكرد .. أو على الأصح .. من الجنس الفرعى للكرد .. ومرة من الصبا .. بتحويلة بديعة تأخذ بالقلب والعقل معاً ..

ثم يبدأ الكورس فى أداء نفس المقطع بنفس لحن المقدمة الموسيقية ..

وبذلك يكون لدينا ثلاث ألحان لمقطع واحد ..

ويكرر الكورس المقطع .. إلى أن تردد معه سعاد محمد .. بصوتها السوبرانو الأوبرالى .. ونسمع الإمتداد والإطالة حتى ليخيل لنا أن نفسها إنقطع .. ولكنه لم ينقطع ..

إن هذه الشطرة بالذات .. تجعلنا نقف ونفكر .. إن عمنا عبد العظيم محمد .. إستخدم سلم المقام بأكمله .. بل إستخدم الأوكتاف كله .. أى سلم المقام زائد درجة صوتية زائدة ..

وتنتهى الأغنية .. ولكن عمنا عبد العظيم لم ينتهى .. فأعطانا نهاية معجزة .. لقد إستمرت الموسيقى معنا .. ولم تكتفى بالثمانى درجات .. وإنما تعدتها إلى الدرجة الخامسة بعد الجواب .. إعجاز مابعده إعجاز ..

أما سعاد محمد .. من أنا حتى أتكلم عن سعاد محمد .. سعاد محمد التى تصدت لأصعب الألحان .. ويكفى هذا اللحن .. وكذلك لحن ( أنا هويت ) لسيد درويش ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .