عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 02/03/2009, 09h33
Alfarabymusic Alfarabymusic غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1729
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الأراضي المقدّسة
المشاركات: 142
افتراضي رد: مطربون تفوّقوا على أم كلثوم في أداء أغانيها

اسمحوا لي أن أشارككم الرأي وإن جاء متأخراً .
كيف للأذن بعد عقود طوال من "إدمان" صوت الست ، أن تطاوع أصواتاً من شاكلة هذه أو تلك من اللواتي غنّين للستّ ، فاندرجت محاولاتهنّ في باب التتلمذ على الأستاذ ومحاولة التشبّه به وتقليد أسلوبه .
قلّة هم التلاميذ الذين يتفوّقون على أنفسهم وربما على أستاذهم بعد أن يتتلمذوا عليه ، ليخلدوا على مرّ التاريخ ، كمثل تلامذة الشيخ عبد الرحيم المسلوب مثلاً (العجوز ، عثمان ، الحامولي ، المنيلاوي ، حلمي وغيرهم ...) ويقدرون ، كلّ وملكاته ، أن يبقوا في الذاكرة الجمعيّة للجمهور رغم انقضاء قرن منذ أن رحلوا . أما باقي ألوف تلامذة الشيخ على مرّ قرن نبغ فيه وعلّم ، فقد طواهم النسيان الى غير رجعة .
وحدها الستّ لم يفُقها من "تلامذتـها" احد على مرّ العقود الثمانية الأخيرة ، هذا إن كان لها تلامذة أصلاً ، وراحت جميع محاولات التشبّه بها وتقليدها أدراج الرياح . أكاد أجزم أن ليس من ناطقة بالعربية ، منذ ثلاثينات القرن الماضي الى يومنا هذا ، إلا وغنّت أمام مرآة محاولة تقليد الستّ والتشبّه بها بنسب متفاوتة من "النجاح" ، فكان أن اقتنعت الغالبية الساحقة منهنّ ، والشكر لله على ذلك كثيراً ، عسى أن يزيدنا منه ، أنّهن أو أصواتهنّ لا تصلح للغناء فأحجمن عن المتابعة أو قُسرن على ذلك . أما القلّة التي لم تقتنع رغم محاولات الثني عن المضيّ في مثل هذه المتاهات ، فقد خرجت الينا بتجارب تدريباتها الصوتيّة العاثرة تنشرها على خشبة وفرقة وجمنهور وتسجيلات وتصوير .
لله درّهنّ ما أغرب ، وأكاد أقول أنكر ، أصواتهنّ وهنّ يغنّين طقاطيق الست ، فما بالك بالمونولوجات وبالأدوار وبالأعمال الكبيرة . وحدها هي المارشات من أواخر أعمال الستّ تصلح أن تتغنّى بها تلك أو أخرى ، وكفاهنّ بذا فخراً ، أما الصبّ تفضحه أو وحقك أنت المنى والطلب أو ياللي جفاك المنام أو سكتّ والدمع اتكلّم ؟؟ كان أحرى بالواحدة منهنّ أن تصيخ السمع وتسكت وتدع الدمع يتكلّم ، اللهم إلا أمام نفس المرآة لو شاءت وشاء الجيران .
كلّها أصوات ثنائية الأبعاد مهلهلة مهزوزة تتحشرج أو تصرصع فتستنفذ المساحة الصوتية كلّها وأكثر ، من حدود الحشرجة الى تخوم الهتاف ، بينما يخال السامع صوت الستّ أكبر من مساحة الأمريكتين معاً وهي تقول "ياللي جفاك المنام" ، قوالة ليس بعدها ولا كان قبلها ، وبُعْدُه الثالث عمق الفضــاء !
لا بأس لو رغبت هذه أو تلك من المغنّيات أن تقول شيئاً للستّ فهذا شأنها ، ولسنا والشكر لله مضطرّين لسماعها ، إلا أن تُقارن بها فهذا ظلم كبير ...... لها .

أخوكم
الفارابي