بمناسبة حصولي على المواطنه أرفع لكم اليوم إحدى النوادر المسرحيه الغنائيه الأوبراليه للموسيقار داود حسني وهي أوبرا شمشون ودليله
ولهذه الأوبرا قصه:
قال أحد خبراء الموسيقى إن موسيقى داود حسني مبنيه على أساس من العلم، فهو ليس واضع ألحان فحسب ولكن مهندس ألحان. ويقول داود حسني في مذكراته: بي رغبة جامحة أن أقدم لبلادي فنا رائعا .. هو الأوبرا الكامله .. فالشكر لله .. فقد تحققت أمنيتي.
ويقال أن داود حسني عندما وضع أوبرا شمشون ودليله وقبل ظهورها التقى سيد درويش ببعض أفراد الكورس عند بوابة المتولي وقال الأولى، وسند سيد درويش يده على بوابة المتولي وهو يصغي إلى اللحن وقال: ياسلام سلم مافيش كده قولوا تاني .. وحياة النبي أنا مش قادر أعيب أي شئ .. دي حاجه روعه. وكان سيد درويش يحفظ بعض ألحان شمشون ودليله خاصة لحن قائد الجيوش " ماذا أرى ماذا أسمع " ويقول أنه لحن أوبرالي مصور للأحاسيس الدراميه. ذهب سيد درويش إلى مسرح الحديقة ليهنئ داود حسني على عمله الرائع في أوبرا شمشون ودليله وقال له: أقسم أني لو ذهبت إلى إيطاليا وعدت مزودا بالدرسة والعلم لما أمكنني أن أصل إلى الروعه والجلال الذي أتيح لك .. وإني أهنئك وأهنئ الفن بهذا التوفيق الكبير
ومن العجيب أن أولاد عكاشة قد عرضوا هذه الرواية أولا على الشيخ سيد درويش ليلحنها فطلب 1000 جنيه وعرضوا عليه 600 فرفض وكان يريد أن يسافر إلى إيطاليا يتشبع فيها من الفن الغربي ويلم ولو إلماما سطحيا بطريقة تلحين الأوبرات في الغرب ثم يضع ألحان روايته هناك في إيطاليا ويقيد موسيقاها بعلامات النوته ويرجع بها كاملة إلى مصرولكنهم استكثروا المبلغ فعهدوا بالرواية إلى الأستاذ داود حسني وقبل منهم في تلحينها 70 جنيها ولما أتمها كافأته الشركة بثلاثين، وبذلك كان ماتناوله داود حسني على عمله يوازي سدس المبلغ الذي رفضه سيد درويش.
أقدم لكم اليوم منتخبات من أوبرا شمشمون ودليله التي ترجمها عن الفرنسيه الممثل الكبير بشارة يواقيم المعروف باسم بشارة واكيم، والأوبرا قد أنهكت داود حسني التي وضع فيها عصارة فنه وتجاربه مما أرهق صحته، لكنها نجحت نجاحا كبيرا عندما عرضتها فرقة أولاد عكاشه، وكان الموسيقار عبد الحميد علي قد وضع مختصراً موسيقياً لأهم مشاهد شمشون ودليله ووزعها موسيقياً وأسند دور شمشون للمطرب القدير ابراهيم حموده ودور دليله للمطربه الشابه ليلى جمال ودور الكاهن ليوسف صباغ