[بشير عياد]

يا صباح الفلّ

أحييك أخي سيّد على مجرّدِ التفكيرِ في هذهِ المغامرةِ مع بيرم ، الجدّ العظيمِ الذي يستحقُّ منّا أن نتكاتفَ لإحياء كلّ ما تركهُ لنا .
أمّا الأداءُ فهو أكثرُ من رائع ( ولم أستمعْ إلا إلى المقامةِ الاشتراكيّة ، وقد حمّلتُ المقاماتِ الثلاث ) ، وصوتُكَ معبّرٌ ، لكنهُ يسيرُ على حافّةِ التردّدِ ( خوفًا من التقويم ـ لا التقييم ، التقييم خطأ شائع ـ ) ، هذا التردّدُ ، جعلَ الصوتَ يتغيّرُ طعمُهُ أكثرَ من مرّةٍ داخلَ العبارةِ الواحدة ، وقد أحسنتَ في استخدامِ الـ " إيكو" في المقاطعِ الشعريّة ، ولو كنتَ أضفتَ موسيقى ( محسوبة ) في الخلفيةِ لغَطَّتْ على الهناتِ الطفيفةِ التي تعتري الأداءَ الصوتي ، وفي يقيني أنّكَ ستتفوّقُ على نفسِكَ كثيرًا في بقيّةِ المقاماتِ بعدَ هذهِ الآراءِ المخلصةِ التي أحاطكَ بها أهلُ الاستماعِ والتذوّقِ ، وبصدقٍ شديدٍ : صوتُكَ مُعَبِّرٌ ، ويصلحُ لحملٍ الأثقالِ اللغويّةِ ببراعةٍ وثقة ، خصوصًا وأنتَ تقبضُ بمهارةٍ بالغةٍ على الأداء ِ الصحيحِ من حيث النحوِ والصرفِ ومخارجِ الحروفِ وعلاقاتِ الجوارِ بينَ الكلمات .
ومن هُنا ، وبعدَ أن اطمأننتَ قليلاً ، وبعدَ أن نزعتَ عنكَ كثيرًا من ترقُّبِ ردودِ الأفعال ، أرجو أن تتقمّصَ معاني الكلماتِ ، وتتجهَ بالأداءِ إلى التمثيلِ ( والتمثُّل ) فمن عادةِ الحلمنتيشي والسّاخرِ والفكاهيِّ أنْ يُضافَ إلى الأداءِ شيءٌ من التصويرِ أو ( التخيّيل ) ، ولعلكَ تذكرُ البرنامجَ الذي كنّا نترقبُهُ بإذاعةِ الشعبِ عصْرَ كلِّ يوم ، ومن خلالِهِ ( استطعَمْنا ) الشعرَ الحلمنتيشيَّ وأحبَبْناهُ وحاولنا محاكاةَ الكثيرِ منه .
أكملْ ، على بركةِ اللهِ فسوفَ يفرحُ بكَ الجدّ بيرم ، وبعدَ المقاماتِ ادخلْ على الأزجال ، ودعْكَ من " اللافتاتِ " الآنَ ، اجعلْ بيرم مشروعًا متكاملاً ، ورسالة ، وبعدها لنا كلام .
أحيّيك ، وسوفَ أستمعُ إلى المقامتينِ الأخريَيْنِ فيما بعد ، ولو لاحتْ أيّةُ ملاحظةٍ لن أتأخَّر ... ، وعلى الملأ أقولُ : تجربة ممتازة ، وخطوةٌ محترمةٌ تستحقُّ الالتفافَ والاحترامَ والتقدير ، و.... مبادرةٌ ( ومغامرةٌ ) لم أكن لأجرؤ على الإقدامِ عليها !!
تصفيق حاد .