عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19/02/2009, 20h53
MAAAB1 MAAAB1 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:16330
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: المانية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 1,194
Lightbulb رسالة الكندي في خبر صناعة التأليف


مساء الورد


رسالة الكندي في خبر صناعة التأليف


تحقيق الدكتور يوسف شوقي


الكندي نحو 796 - 873م
هو أبو يوسف يعقوب بن اسحق الكندي الذي اطلق عليه لقب " فيلسوف العرب " او " فيلسوف العرب واحد ابناء ملوكها " . وذكر " القفطي" ان الكندي كان " شريف الأصل بصرياً وكان جده ولي الولايات لبني هاشم . وذكر "البيهقي" ان الكندي كان استاذاً لأحمد بن المعتصم.
عني الكندي بالرياضيات والمنطق والعلوم الطبيعية والفلك والموسيقى والفلسفة . وقد إختلف الرواة والمؤرخون في عدد المؤلفات التي وضعها الكندي . فمنهم ، وبينهم ابن النديم ، يجعلها حوالى 238 رسالة ، بينما جعلها صاعد الاندلسي قرابة الخمسين . أما ما وصلنا منها فلا يتعدى الستين رسالة منها في الفلسفة : " رسالة في الفلسفة الاولى " و " رسالة في حدود الاشياء ورسومها " و " رسالة في العقل " و " رسالة في كمية كتب ارسطاطاليس " . وفي الموسيقى وصلتنا " رسالة خبر صناعة التأليف " و " مختصر الموسيقى في تأليف النغم " . وفي الفلك " رسالة في إيضاح تناهي جرم العالم ".
أهم ما وصلنا من رسائله ما عثر عليه المستشرق الالماني هلموت ريتر في مكتبة آيا صوفيا بالاستانة وهي مخطوطة تضمنت 29 رسالة للكندي منها ما هو في العلم الطبيعي ومنها ما هو في الفلسفة .
ذكر صاحب الفهرست أن للكندي سبع رسائل في الموسيقى هي:


1ـ رسالته الكبرى في التأليف.
2ـ رسالته في ترتيب النغم الدالة على طبائع الأشخاص العالية وتشابه التأليف.
3ـ رسالته في الإيقاع
4ـ رسالته في المدخل إلى صناعة الموسيقى
5ـ رسالته في خبر صناعة التأليف
6ـ رسالته في صناعة الشعر

7ـ رسالته في الأخبار عن صناعة الموسيقى





مفهوم الموسيقى عند الكندي:


لعلنا نستطيع أن نجمل رأي الكندي وفلسفته في الموسيقى في العبارة الآتية التي جاءت في إحدى رسائله وهي: " الموسيقار الباهر الفيلسوف يعرف ما يشاكل كل من يلتمس إطرابه من صنوف الإيقاع والنغم والشعر، مثل حاجة الطبيب الفيلسوف إلى أن يعرف أحوال من يلتمس علاجه أو حفظ صحته".
فالموسيقى في نظر الكندي: " معرفة لا بد اكتسابها بالدرس والتحصيل، وكما يتحتم على الطبيب أن يأخذ بعين الإعتبار أمورا كثيرة قبل أن يهيئ العلاج، كذلك يتحتم على الموسيقار أن يفعل قبل أن يصنع الألحان.
لهذا يتناول الكندي موضوع الموسيقى من مختلف النواحي: النغمات، ما يتفق منها وما يتنافر عند التأليف، الإيقاعات وعدد نقراتها وما يرافق كل منها من الألحان، أثر الموسيقى في النفس وما تبعثه ألحانها فيها من سرور وحزن وشجاعة، أثر الألحان المختلفة في الصحة والأمزجة، المناسبة بين الأوتار والنغمات والأجرام السماوية وغير ذلك، فيضع لكل هذه الأمور، الدساتير التي ينبغي أن يسير بموجبها الموسيقار الباهر، مؤيدا أقواله بالبراهين الرياضية، والأدلة المنطقية.
وهكذا يعتبر الكندي أول من أدخل الموسيقى إلى الثقافة العربية، فأصبحت من ضمن مناهج الدراسة العلمية، وجزأ من الفلسفة الرياضية. وكان هذا بطبيعة الحال نتيجة التأثر بالمدرسة الإغريقية، بما نقله العرب من العلوم اليونانية إلى العربية في مختلف نواحي المعرفة ومنها الموسيقى.
فصارت كلمة " الموسيقى" باللغة العربية تعني علم الموسيقى بينما كلمة "الغناء" التي كانت قديما تعني أداء الألحان والموسيقى بصورة عامة، صارت تطلق على الفن العملي فقط.
ويضع الكندي الموسيقى في تصنيفه للعلوم ضمن العلم الأوسط، فيوضح بذلك وضع هذا العلم بين علمين، علم ما فوقه وما تحته، ويقسمه إلى أربع أقسام.



1ـ علم العدد والمعدودات وهو الأرثماطيقي.
2ـ علم التأليف وهو الموسيقى.
3ـ علم الجاومطرية وهو الهندسة.
4ـ علم الأسطرونومية وهو التنجيم.



وبهذا صارت الموسيقى عند العرب أحد العلوم الرياضية، وعنصرا من عناصر الحكمة الرباعية المسماة Quadrivium والتي أخذوها عن اليونان. وإن فهم هذه النقطة هو في غاية الأهمية، خشية أن يتبادر إلى الأذهان أن العرب نقلوا ألحانهم عن اليونان، أو أن الموسيقى العربية من أصل يوناني أو رومي أو فارسي كما يدعي بعض الباحثين.



التأثير النفسي للموسيقى في نظر الكندي:


ويسهب الكندي في تأثير الموسيقى في نفوس الكائنات الحية، فيقول: وكيف أن الفلاسفة صنعوا آلات كثيرة تناسب تأليف الأجساد الحيوانية، ويظهر منها أصوات مشاكلة للتركيب الأنسى، ليظهروا بذلك مقدار شرف الحكمة وفضلها".
ثم يذكر أمثلة لذلك، فالدلفين والتمساح إذا سمعت الزمر وصوت البوق فإنها تطرب وتخرج إلى الماء، والخيول والغزلان تلذها أصوات الأوتار، والطواويس عندما تسمع الألحان تنتشر أجنحتها وتختال علامة الفرح، والطيور عامة تعجبها الأصوات الحنونة، فتقف مصغية. أما تأثيرها في الإنسان فواضح أكثر، فهناك الألحان المفرحة والمحزنة، ومنها ما يبعث في النفس الشجاعة والإقدام، ومنها ما يبعث الهدوء والنوم.
وهكذا نرى الكندي يصنف الألحان حسب تأثيرها في النفس إلى ثلاثة صنوف:


1ـ اللهوي والطربي والتلذذي والتنعّمي، وهي الألحان المطلوبة.
2ـ للجرأة والنجدة واليأس والإقدام، وهي الألحان الجريئة.
3ـ للبكاء والحزن والنوح والرقاد، وهي الألحان الشجية.



فللطفولة ألحانها، وللشباب والشيخوخة كذلك، والألحان في الصيف والشتاء وألحان الصباح والمساء والليل ، وغير ذلك على نحو ما نقرأه بإسهاب في مواضع كثيرة من رسائله.


التأثير الطبي للموسيقى:


ويتناول الكندي أيضا الألحان من ناحية طبية ، فيبين أن الألحان تؤثر في الجسم فتساعد على الهضم، وتبعث في الكيموسات التلطيف والتنظيف. ثم يتناول النغمات والأوتار والإيقاعات ويذكر ما يفيد منها لأعضاء الجسم فيقول: " نغمات الزير مناسبة لإيقاع الماخوري، وهما مقويان للمرار الأصفر، محركان له ، مسكنان للبلغم مطفئان له. ونغمات المثنى مناسبة للثقيل الأول والثاني، وهي مقوية للدم، محركة له، مسكنة للسوداء، مطفية له..". ويفعل هذا مع نغمات المثلث والبم أيضا. وهكذا يجعل الكندي من النغمات والنقرات وصفات طبية لأعضاء الجسم.


السلم الموسيقي للكندي:


يعتبر الكندي أول من دون الموسيقى بالأحرف الأبجدية، يشهد على ذلك السلم الموسيقي الذي دونه في مخطوطته الموسيقية، وذلك نسبة إلى أوتار العود.
وهكذا وجدت مخطوطة للكندي سجل فيها لحنا مدونا يضعه كتمرين ودرس أول للتلميذ الذي يتعلم الضرب على العود. وهذا اللحن يعتبر أقدم وثيقة موسيقية للحن مدون، لا عند العرب فقط بل في تاريخ العود الذي كان معروفا منذ الألف الثاني قبل الميلاد. وقد حلل هذا اللحن ووضع نغماته في إطار إيقاعي حسب السلم الموسيقي الحديث.










الصور المرفقة
نوع الملف: jpg a.jpg‏ (31.9 كيلوبايت, المشاهدات 32)
نوع الملف: jpg b.jpg‏ (24.7 كيلوبايت, المشاهدات 36)
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf رساله الكندى فى خبر صناعة التأليف1.pdf‏ (5.96 ميجابايت, المشاهدات 1235)
نوع الملف: pdf رساله الكندى فى خبر صناعة التأليف2.pdf‏ (6.87 ميجابايت, المشاهدات 1297)
رد مع اقتباس