الموضوع: لو كنت اكون !!
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 17/02/2009, 05h59
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: لو كنت اكون !!

ياا سلام لو كنت اكون


( لو كنت اكون ) ،،،

جاذبة هذه التركيبة الفظية ، معنىً و نطقاً ،،

و التي تعادل في الفصحى ( لو كانَ لي أن أكون )

و لنتسمّع سوياً إلى ( كنت اكون ) و هي نفسها نُطقاً ( كن تكون ) !

تأملوا في النطق ، الكافـَين ، و النونـَيّن !

تريثتُ عند ( لو كنت اكون ) ،، لأن هذه التركيبة ،،

هى قاطرة القصيدة العامية ،،

التي جَرَّت ورائها ، ما تلاها ،،

فمثل عود الثقاب الذي ( يتوهج ) عند أول وهلة لاشتعاله ،،

كانت : ( لو كنت اكون ) الوهج الأول ، الذي أشعل نار العمل كلـِّه ،،
بل كان يمكن للشاعر الاستغناء عن ( ياا سلام )

و هى تعني التمني في العامية ،،

ثم أتبعها بهذا السطر ، الذي يتجلى فيه التضاد ( أو الكونتراست )

الصوتي ، بين الرنين و السكون :

نغمــة حلــوة تـرن و الدنيـــا سكــون

و لاحظوا القافية ( النونية ) ، أكون / سكون

و التي كان من المفترضِ ، أن تومضَ مع نهاية كل سطرٍ شعري ،،
و تنضبطُ معها الحالة الصوتية و النفسية للقصيدة ،،

لكن الشاعر ، يخرج عن هذا النسق المتوقع ، و يضع لفظة ( الورود ) ،،

فتنفلتُ من جاذبية القصيدة آذاننا ،،

و ننتظرُ عودة ً لدقات قلب القافية ،،

فنجد بعدها : ،،،،باب / ،،،،العذاب


الشاعر تنازلَ عن قافيته ، مقابل المعنى و الصورة ،،

أود هنا أن أشير ، إلى أن من يَقرُض الشِعر ،

كلما تعمقت تجاربه ، و كثرت ممارساته الكتابية ،

و الاطلاع ، فضلاً عن موهبته ( المُفترضة بداهة ً ) ،،

إستطاع أن يضع المعنى و المشهد ،

في قالب القافية و الوزن ، دون أن يتزعزعَ منه أحدهما ( الشكل أو المضمون ) ،،

إنه ( الثراء ) و المهارة التي لا تتأتى إلا بالمثابرة ، و التوقف عند اللفظة و ما يتولد منها ،

و تحسس كتابات المبدعين الآخرين ،،



***


الشاعر توخىّ النغمة ( فاعلاتن فاعلات ) ،، و أخذ ينسج من تلك النغمة ، قصيدته ،،
فكانت تأتي كذلك على ( فاعلاتن فاعلاتن فاعلات ) ،، نحن هنا في حضرةِ ( بحر الرَّمَل ) ،،

غير أن الإيقاع اختل في المقاطع :

كلمة حق لما ابوح ،،

أيوة تقدر انت تكون
انت انت تقدر تكون
لأ دا انت لازم تكون
كن إنسان و انت تكون !

و هذا المقطع الأخير بالذات ، ليته لم يُضَفْ إلى القصيدة ،،

كان من الأوقع ، أن تظل الأمنية ( ياا سلام لو كنت أكون )

و تنتهي القصيدة عندها ،، فيظل الحلم و الرجاء مفتوحاً على

مصراعيه ، قابلاً لاحتمالاتٍ شتى ،،


***


و الا اكون حتة قماش !
يعملوني حتى منديل و الا شاش
أمسح الدمع الحزيـــن ..
و اضم جرح المجروحين

هنا نلاحظ أن التشبيه ، طغى على ( الشِعرية )
بل ان هناك اختلال وزني في ( و اضمّ ) ، و لو قالها مثلاً وَاشفي ) و تـُنطق : ( وَشفي ) ،
لانضبطَ الوزن



***


شمعة قايدة في عيد ميلاد

عطر طاير في الهوا لكل البلاد

نقطة في ضرع السحاب

سِبحة في إدين اللي تاب


صور بديعة و مجسدة ، تستدعي الخيال بقوة ،،
و تبرز مفهوم ( الإيثار ) ،
و هي الرسالة التي تحملها معاني القصيدة

ثم تأملوا هذا المقطع المُنساب التلقائي الصادق :

و الا دمعة عين تريّح
قلب مخنوق م العذاب


في المُجمَل ،،
هذه العامية رقيقة و حالمة و رومانسية و تأملية و صادقة ،،
و الموهبة واضحة في شاعرنا و حبيبنا محمد السلاموني

مع خالص تحياتي
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس