الموضوع
:
من غير ليه
عرض مشاركة واحدة
#
36
11/02/2009, 18h59
الألآتى
المايسترو
رقم العضوية:1323
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 2,483
رد: من غير ليه
بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( من غير ليه )
كلمات : مرسى جميل عزيز
ألحان وغناء : محمد عبد الوهاب
بعيداً عن كل ماقيل عن هذه الأغنية .. وبعيداً أيضاً عن الصراعات والقضايا التى أثيرت أيامها ..
نحن أمام عمل .. ليس بالقليل .. صحيح أنه ليس من أعمال عبد الوهاب الضخمة الفخمة .. ولكن ..
سنرى بأنفسنا أن هذا العمل يعد بحق خير ختام لعبد الوهاب الصنايعى .. المحترف ..
فلقد وضع فيه عصارة خبرته اللحنية .. وجمع فيه كل حنكته الموسيقية وتميزه الحرفى ..
الأغنية من توزيع الموسيقار أحمد فؤاد حسن .. وقد جمع فيها بين تسجيل التراكات والتسجيل الحى ( اللايف ) ..
ويحضرنى هنا .. ماقاله مهندس الصوت الكبير ( زكريا عامر ) .. حيث ذكر أن هذا العمل أتعبه كثيراً .. حيث كان عليه تركيب صوت عبد الوهاب على الموسيقى .. لأن عبد الوهاب كما نعلم جميعاً .. سجل الأغنية بصوته على العود منذ سنوات قبل هذا التسجيل ..
ونفس الكلام قاله عازف الرق الكبير حسن أنور .. الذى أخذ على عاتقه ضبط الوحدة الإيقاعية بين التسجيل القديم وبين التوزيع الحديث ..
ماعلينا ..
الأغنية من مقام النهاوند .. أو البداية على الأقل ..
وعندما نتكلم عن أحد أعمال عبد الوهاب .. يجب علينا أن نلهث وراءه .. ونجرى هنا وهناك للحاق بكم المقامات والتحويلات الهائلة التى ضمنها أعماله ..
فنجد المقدمة الموسيقية .. من مقام النهاوند .. ولكنه يلف بنا ويدور داخل النهاوند وخارجه .. ولم يترك حرفاً واحداً إلا وقام بزيارته .. ولن أتطرق بطبيعة الحال للمصطلحات المعروفه لدى الموسيقيين مثل ( الغماز والحساس وغيرهم ) .. لأن التحليل موجه أصلاً لغير المتخصصين .. وإن كانت الأمانة العلمية تحتم عليا أن أشرح بعض المصطلحات لتقريب المسألة عند المتلقى العادى ..
تنتهى المقدمة على خير .. ليغنى عبد الوهاب ( جايين الدنيا مانعرف ليه ) .. من النهاوند أيضاً .. ولكن لأنه عبد الوهاب .. لا يستقر على النهاوند بطبيعة الحال .. فنجده عرج على مقام النوا أثر .. وهو من عائلة النهاوند .. وإن كان البعض من المبتدئين يظنون أنه تابع للحجاز .. نسبة لجنسه الفرعى .. والبعض يسمونه ( نهاوند رومى ) ..
كما أن عبد الوهاب لم يترك النهاوند نفسه فى حاله .. فنجده يستخدم النهاوند بأشكاله المختلفة .. حيث نسمع النهاوند الكردى .. والنهاوند الحجازى ( الطبيعى ) .. عبد الوهاب بقى .
وداخل المذهب .. لايتورع عبد الوهاب عن إستعمال مقام الراست ( زى مارمشك خد لياليا ) ومقام السوزناك فى نهاية المذهب ..
ونقف لحظات لنلتقط أنفاسنا .. ونحلل ماسبق ..
مما سبق يتضح أن عبد الوهاب فى أعماله الأخيرة .. إهتم كثيراً بالصنعة والحرفية أكثر من الجملة اللحنية نفسها .. الجملة اللحنية التى تميز السنباطى والموجى وغيرهم من عاشقى الشرقية ..
سنلاحظ أيضاً أن عبد الوهاب أنهى المذهب من مقام الراست .. ولم ينهيه من النهاوند كما بدأه .. بالرغم من أنه سيبدأ الكوبليه الأول من النهاوند أيضاً .. ولكنه عبد الوهاب ( خالف تُعرف ) ..
لازمة موسيقية من النهاوند الكردى .. ولا مانع طبعاً من إستخدام حروف الزخرفة والحليات ..
يغنى عبد الوهاب ( ياللى زمانى رمانى فى بحر عنيك ) من النهاوند .. ويستمر قليلاً حتى يتحول للراست عند ( دنيتى حبك .. حاجه حاسسها لامسها ) .. حتى نهاية المقطع ..
ويجب أن نلاحظ هنا أن عبد الوهاب لم يقسم الأغنية لكوبليهات كما هو معروف .. ولكنه قسمها لشطرات أو مقاطع .. يفصل بينها مقاطع موسيقية .. لزوم الراحة والتلوين اللحنى ..
وحتى يستطيع وضع أكبر كم من المقامات فى العمل .. ولكى يتعب قلبى أثناء التحليل ..
موسيقى .. ويغنى عبد الوهاب ( بحلم لو غمضت عنيا ) من الراست .. ويعرج بنا على البياتى عند ( بتطير بيا فوق لياليا ) الأخيرة ..
وكالعاده .. لايترك البياتى فى حاله .. فنصادف مقام الشورى ( القار جغار ) .. ويظل مع البياتى حتى ينتقل للنوا أثر عند ( وأما بافكر أسقيك أكتر مابتسقينى ) .. حتى يستطيع إنهاء الكوبليه كما فى المذهب على النوا أثر ..
لاحظوا أن كل مافات هو الكوبليه الأول فقط .. إستحملوا بقى ..
لازمة موسيقية .. من مقام الهزام .. وكالعادة دائماً .. نجده إستعمل مقام السيكا نفسه .. وبالتحديد عند صولو الناى ..
ويغنى من الهزام ( حبيبى .. كل مافيك ياحبيبى حبيبى ) .. ويستقر عليه كثيراً .. على غير العادة ..
حتى يغنى من النهاوند ( خايف طيور الحب تهجر عشها ) ..
ونتوقف هنا لحظة .. لنلاحظ أن عبد الوهاب بيغنى براحته .. ( بحكم السن طبعاً ) .. ويعطى لنفسه الفرصة لإلتقاط الأنفاس ..
حيث نجده يكثر من الغناء الفالت ( بدون إيقاع ) ..
صحيح أن هذه الأغنية كانت ملحنة لعبد الحليم حافظ .. ولكن عبد الوهاب كان يعرف إمكانيات عبد الحليم جيداً .. كما أن الأغنية طويلة .. فكان لابد من الإكثار من الغناء الحر .. حتى يستريح عبد الحليم ( المريض أصلاً ) ..
ولعل هذه الطريقة فى التلحين .. هى التى شجعت عبد الوهاب على غناء الأغنية بنفسه .. لأنها تليق عليه وعلى صوته فى هذه المرحلة المتقدمة من العمر ..
المهم ..
نصل لمقام البياتى عند ( خايف لبكره يجينا .. ياخدنا من ليالينا ) ..
ثم نسمع الناى فى جملة جميلة جداً من مقام الصبا .. وهو المقام الحزين الذى يبدع فيه الناى ببراعة ..
ويعيد عبد الوهاب نفس الجملة ( خايف لبكره يجينا .. ياخدنا من ليالينا ) .. من الصبا هذه المرة ..
هذه الطريقة التى يتميز بها عبد الوهاب وعدد قليل من الملحنين .. تلحين نفس الجملة بأكثر من لحن وأكثر من مقام ..
ويرتكز عبد الوهاب على درجة الصبا ليقول ( عارف .. عارف ) درجة واحدة .. لينطلق منها للنهاوند ..
ومنه للبياتى عند ( علشان إنت الروح والدنيا إللى باعيش فيها ) .. وينهى الكوبليه بسلامة الله ( وزى ماجينا وموش بإيدينا ) من النوا أثر ..
ونصل بحمد الله وسلامته إلى الكوبليه الأخير .. مسك الختام ..
وياله من كوبليه .. عبارة عن ثلاث كوبليهات مجتمعة فى كوبليه واحد ..
لازمة موسيقية يبدأها الجيتار وترد عليه الوتريات فى تناغم جميل .. من مقام النهاوند .. ويصر عبد الوهاب على عادته المهببة .. لايترك النهاوند فى حاله أبداً .. لازم يقطع نفسه .. ونفسنا .. يصعب عليه أن يترك درجة نغمية بدون زيارة ولو قصيرة ..
ويغنى عبد الوهاب ( موش معقول ياحبيبى ابداً موش معقول ) .. من النهاوند .. ( نهاوند طبيعى ونهاوند كردى ونهاوند كبير ) وأتعجب أنه لم يطرق النهاوند المرصع .. رابع أشكال النهاوند ..
ونسمع لازمة من النهاوند أيضاً .. ليغنى ثانى شطرات الكوبليه ( على بيتنا فى الحب النجوم متجمعه ) .. من البياتى ..
و ( روح ياحب روح ) من النهاوند .. ييييييه ..
نفس الموسيقى .. ونسمع ( ياعيون قلبى ياأحلى عيون ) من الحجاز .. ثم ( ياللا نخلى عمرنا كله ) من الطرزنوين ..
إستنوا .. فيه إيه .. إنتوا بتجروا كده ليه ..
مش نعرف أولاً .. ماهو الطرزنوين ..
الطرزنوين ياسادة .. من مشتقات الكرد .. وهو ينقسم لجزئين .. جنس كرد وجنس حجاز .. خلاص .. شوفوا المسألة بسيطة إزاى .. هى الموسيقى الشرقية كده .. معقربه ومعقده وكلها مسميات مالهاش لازمة .. علشان يخلونى أندم إنى عشقت الموسيقى الشرقية ودرستها .. ماله الغربى .. سلمين وإقلب .. وإسألوا صلاح علام .. يادى النيله ..
يعود عبد الوهاب للنهاوند مع ( وإن لام حد علينا نقول له ) .. لكى ينهى الأغنية من النهاوند وليس النوا أثر مثلما حدث مع الكوبليهات السابقة ..
خلاص بقى .. التحليل خلص ..
إرغوا بقى وإتخانقوا زى مانتم عاوزين .. أنا حارجع أستخبى تحت الترابيزة ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .
الألآتى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة الألآتى