والآن إخواني نعود بكم إلى الوراء، إلى بدايات السهرة، حيث كان من ضمن ما افتتحنا به جلستنا الموسيقية هذه بعض من رصيد المالوف التونسي
وقد وجدت نفسي بين ابن المعهد الرشيدي سامي دربز وأصيل مدينة تستور عاصمة المالوف شكيب الفرياني وأنا العبد الفقير إلى اللّه الذي نشأ وترعرع على مناهج الكمان الأوروبية ورصيدها، ومع هذا لم أكن غريبا عن تراث هذا البلد ولست مبتدئا فيه سماعا أو عزفا
على أية حال خضنا هذه التجربة المرتجلة دون أي سابق تحضير او تنسيق بيننا كسائر الجلسات المنزلية التي تهدف إلى التواصل عبر النغم، وهو حال الموسيقى العربية منذ أن ترعرعت في بلاط السلاطين إلى أن تحولت في زمننا المعاصر لما عهدناه فيها من عروض موسيقية منتظمة أو حفلات مناسبات أو تسجيلات صوتية ومرئية