30- الحلقة الثلاثون.. رأي النقاد في المسلسل .. الأدباء مصطفى أمين وكامل الشناوي وأنيس منصور . ورد عبد الوهاب عليهم ...
ينهي موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في الحلقة الثلاثون .... الرواية الشيقة .... التي تحكي قصة نا يقرب من ثلاثين عاماً من حياته الفنية .. في أحلى ثلاثة أرباع قرن مرت على مصر .. عصر زمن جميل .. يا ليته يعود ..
ويتصدى المحاور اللبق للنقد .. أو الطلبات التي طلبها منه الأساتذة مصطفى أمين .. وكامل الشناوي .. وأنيس منصور .. ويحاول أن يجيب عليها بطريقتة السلسة ..
بدأ عبد الوهاب في تحويل دفة الحوار .. بالرتم الذي يراه هو .. وأعتقد أن الأساتذة الكبار .. مسرورين بأنه يخافهم الراي .. فهم ليسوا نقاداً له .. بل من عشاقه .. وكان نقدهم لا يعني أنهم لم يعجبهم المسلسل .. وإنما كانت أمنياتهم أن تضاف بعض الأحداث التي يروها هامة ..
وتحدث عبد الوهاب عند قصيدة الجندول .. وأسلوب تلحينها .. وهي تلحين القصيدة ككل .. وليس تلحين كلمة كلمة .. وانتقل عبد الوهاب .. إلى موضوع الحب .. وقال أن موضوع الحب .. هو شيء يمثل سراً بين الحبيبين .. ومن الخطأ أن يفضح الحبيب محبوبته .. وينشر إسمها في كل مكان .. ورد أ. مصطفى أمين .. أن قيس "مجنون ليلى" .. لو لم يكتب شعراً في محبوته ... ما كان هذا الشعر قد انتشر .. أو ذاع صيته .. وهنا دافع أ. أنسي منصور عن موقف عبد الوهاب .. وقال أن أ. مصطفى أمين ينظر إلى الحب كسبق صحفي .. وخير يهمه نشره في صحيفته ... وربما كان رد أ. أنيس منصور منقذاً للموقف .. الذي كاد يتأزم .. بالرغم أن الاختلاف كان ليس جوهرياً .. فصاحب الحب .. يستحي أن يعرض قصص محبوباته .. والصحفي الماهر يريد مادة صحفية للنشر .. تحقق إنتشاراً كبيراً لصحيفته ..
وقال عندما يحب أي إنسان تبقى حاجة شخصية .. ولكن لما يحب الفنان .. يكون هذا ملكاً للناس جميعها .. لأن الحب هو الذي أخرج كل هذه الألحان .. وهذا الذي صنع عبد الوهاب الموسيقار .. فعبد الوهاب فنان .. وحياته ليس ملكاً له .. وقال أ. مصطفى أمين أنه ليس في الإمكان عرض حياة عبد الوهاب كاملة ..
وأخذ أ. كامل الشناوي دفة الحوار .. وقال أن أ. مصطفى أمين يريد أن يستفز عبد الوهاب .. كي يشرح لنا تأثير الحب على ألحانه .. بكون الحب منبع الوحي والإلهام .. لذا ارى أن عبد الوهاب يجب أن يخرج لنا من بوتقة الحب ألحاناً شامخة ..
وأخذ أ. أنيس منصور دفة الحوار .. وقال عبد الوهاب محق في رأيه .. ومصطفى أمين له بعض الحق .. وكامل الشناوي .. وتحدث حديثاً فلسفياً رائعاً ومثيراً .. عن تجارب الحب .. وفلسفة منع أو حجب قصص الحب لدى الفنانين ..
وطالب الجميع من عبد الوهاب أن يستكمل قصة حياة عبد الوهاب .. وشكروا أحمد رجب لإخراجه هذا العمل بالطريقة الجميلة .. برغم من تدقيق عبد الوهاب .. وعدم ميله إلى تقديم إلا الصحيح .. والصحيح فقط ...
وبهذا تم هذا الجزء الصغير .. ولكنه مثير إلى أقصى درجة .. والذي انبرى فيه هذه المجموعة الرائعة من الفنانين في تجسيد أدوار الفنانين المعاصرين لعبد الوهاب ..
وبعد الحلقة الثلاثين والأخيرة .. من الحلقات التي ألقت بعض الضوء على جزء صغير من مشوار عبد الوهاب الفني .. أعتقد أن بالفعل هناك جوانب كثيرة في حياة عبد الوهاب .. لم يسمح الوقت بالتعرض إليها .. وربما نعرض عليها عبد الوهاب تليفزيونياً .. في حلقات "النهر الخالد" .. التي أدارها الكاتب الكبير والأديب .. سعد الدين وهبة" ..
رحم الله عبد الوهاب .. وشوقي بك .. ونجيب الريحاني .. وسيد درويش .. وبديع خيري .. وكل من شارك عبد لوهاب في بناء مشواره الحافل بالنجاح .. والمليء بالأشواك أيضاً في بعض الفترات .. وإن كان عبد الوهاب صعد إلى القمة .. فلم يكن بالسهولة التي يتخيلها البعض .. والعبقرية في عبد الوهاب ليس في أنه اعتلى قمة المجد .. وحقق نجاحات كبيرة .. وهو في مقتبل العمر .. ولكن العبقرية تتجسد في أنه تمسك بالقمة . ولم يهبط عنها مطلقاً .. أن البقاء على القمة أصعب من الصعود إليها ..
وبالطبع لم يكن تشجيع أمير الشعراء واحتضانه لهذه الموهبة .. ومعاونته في صقلها .. وتلميعها .. لم يكن هذا كله فقط السبب الوحيد في النجاح .. بل يمكن أن نقول أن السبب الرئيسي في نجاح الفنان عبد الوهاب هو ذكاؤه .. ومقدرته الخارقة على الاستفادة ممن حوله .. وسيظل عبد الوهاب نجماً ساطعاً في سماء الفن الشرقي .. من نواحي التلحين .. والغناء .. ومقدرته الجبارة على التحاور .. إنها مواهب عديدة حباه الله بها .. وهو تمسك بها وأصقلها .. من حيث أنه احترم نفسه .. وقدر فنه حق قدره .. وأعطى من يعملون معه قسطاً كبيراً من الحب .. وجعلهم يحبونه ... ويعشقونه إنساناً رائعاً .. وملحناً عبقرياً ... ومغنياً ذا صوت شجي ... ومتحدثاً لبقاً .. يطرب الإنسان لحديثه مثلما يطرب لموسيقاه وغنائه ..
وقبل أن أنتهي أود فتح حواراً بين أصدقاء الفن الجميل .. عسانا نلقي المزيد من الضوء على الجزء المتبقي من مشوار حياة عبد الوهاب الفنية
مع تمنياتي بحسن الاستمتاع .... وأرجو أن أكون قد قدمت الحلقات بطريقة مبتكرة .. ونجحت في توثيق الأحداث بطريقة جذابة ..
أ.د. لطفي أحمد عبد اللطيف