رد: المطرب الكبير - محمد خيري - قدود موشحات ادوار
أخي عمّار
يسعدني أن تنضمّ إلينا، معاشر الخيريين، في هذا المنتدى على قلّتنا و أن تُسهم بما يمكنك الإسهام به في هذا الموضوع من تسجيلات أو معلومات مفيدة؛
للأسف كلّ ما قيل لك عن الأستاذ صحيح، فلم يكن الكورس الّذي يعمل معه في الحفلات و السّهرات يليق بمستواه و كان (الكورس) كثير الزّلاّت بعكس الكورس الّذي عمل معه لعشر سنوات في إذاعة حلب؛
و مع شديد الأسف، فقد كان رحمه الله و عفا عنه، يفرط في الشّراب إلى درجة الجنون و لم يكن يرحمُ نفسه (و القول للأستاذ بحري) لكنّ الشّراب لم يؤثّر على صوته بل أثّر على حياته و على مسيرته الفنّيّة، و لو أنّه سلك طريقاً غير هذا لكان للغناء السوري و العربي عامّةً شكلٌ آخر غير ما نعرفه عنه، فهو أفضل خامة صوتيّة في العالم العربيّ في القرن العشرين، أقولها بصراحة و لا أخشى أحداً، و هو سيّد الإرتجالات و التّنقّلات المقاميّة دون منازع و لا يجاريه في ذلك أحدٌ مهما علا شأنه و عظمت منزلته، كلّما غنّى موشّحاً أو أدّى دوراً أو أنشدَ قصيدةً إلاّ و تَركَ عليه بصمته و ختمه بطابعه و أضاف إليه ما لم يضفه إليه غيره ممّن سبقهُ؛
أمّا مسألة التّعتيم و التّضليل و المحو الّتي طالت حياة و فنّ الأستاذ محمّد خيري، فليسَ السّبب من ورائها هو تعاطي محمّد خيري للخمر، عافانا اللّه و إيّاكم، فلنا في التّاريخ أمثلة هي أشهر من نار على علم، كانت تعاقر أنواع الخمور و المخدّرات و مع ذلك فالتّاريخ يذكرهم بكلّ خير بل و يرفعهم أحياناً إلى مصافّ أنصاف الآلهة و يكفي أن نذكر سيّد درويش و زكريا أحمد و صالح عبد الحيّ و خاله عبد الحيّ حلمي مطرب عصر النّهضة، و كلّهم من الشّيوخ، و كذلك أسمهان و محمّد عبد الوهّاب، الّذي لخّص الدّنيا في "سيجارة و كأس" و غيرهم كثير؛
لكنّ ما نسي صاحبك أن يذكره لك عن حياة الفنّان أبي هيثم، أنّه كان رحمه الله رحمة واسعةً، كريم الأخلاق و النّفس و كان لا يبخلُ بماله و لا فنّه على أحد و كان إلى جانب ذلك شديد التّواضع يغنّي لكلّ شخصٍ يطلب منه ذلك و قد اكتشف خلال تواجده بباريس أنّه مريض بالقلب فنصحه الأطبّاء بأن يكفّ عن الغناء و ارتياد المسارح لكنّه اختار فنّه و جمهوره، و قد توفي رحمه الله في حمص خلال إحدى سهراته بين محبّيه و معجبيه.
__________________
حَتّى لاَ نَنْسَى
|