عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 02/02/2009, 23h10
الصورة الرمزية lotlatif
lotlatif lotlatif غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:47692
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 83
المشاركات: 423
افتراضي رد: قصة حياة الموسقار محمد عبد الوهاب "حياتي"

24- الحلقة الرابعة والعشرون .. ولما أصرت الملكة إني أغني الدور إللي كنت تسيته .. خليت واحد من الكورس ....
يستكمل عبد الوهاب في الحلقة الرابعة والعشرون .... الرواية الشيقة .... التي تحكي قصة أحلى ثلاثة أرباع قرن مرت على مصر .. عصر زمن جميل .. يا ليته يعود .. ويستمر المحاور اللبق في سرد الأحداث بشكل مشوق ومثير ..
وفي هذه الحلقة يتحدث عبد الوهاب .. عن التصرف الذكي الذي أنقذ به الموقف .. في أول عملية دوبلاج في الأغنية المصرية .. بأن التفت إلى فرد من الكورس ... الذي يحفظ أغاني عبده الحامولي .. ومرت الليلة بدون أزمة .. وعنا عرف عبد الوهاب أن الصلة بين القديم والجديد لا يمكن أن تنقطع .. لأن القديم يثري الجديد .. ويجعله يرضي جميع الأذواق .. وذهب عبد الوهاب إلى زحلة بلبنان .. وهناك هنئوه بنجاته من حادثة السيارة .. وهنأه الأخطل الصغير بشارة الخوري .. وكان رأي هيفاء المثقفة الجميلة . عاشقة شعر أمير الشعراء والولهانة بفن عبد الوهاب .. والأخطل الصغير متوافقاً في ان فقدان أمير الشعراء شيء لا يعوض .. لكن نظم قصيدة شيء ممكن غي أي وقت .. وسيطرت فكرة الموت على شوقي بك .. وسأل عبد الوهاب عما إذا كان سيغني قصيدة رثائه إن لم يكن نجا من حادثة السيارة .. فحول عبد الوهاب دفة الحديث .. وعرض أن يأخذ القصيدة التي كتبها أمير الشعراء عن "وادي زحلة" .. وقال له أنه اختار الجزء الذي يبدأ بـ "يا جارة الوادي .. " .. وقال له أمير الشعراء .. هل هو حب في لبنان .. وحدثة عن قيمة وشكل الحب عند الفنان .. فالحب يعطي للفنان ومضات روحانية .. والحب هو وسيلة للفنان كي ينجح ... ولكن المحبوبة ربما تكون عائقاً في بعض الأحيان .. كلمات فلسفية رائعة .. تنم على فهم كامل لكل نواحي الحياة ... يا ليت شبابنا يجد من يقولها له .. أو أن يسحن الإستماع لمثلها .. وتم اختيار أبيات القصيدة .. ولحن عبد الوهاب التحفة الفنية .. الشامخة .. "يا جارة الوادي" .. ولأن اللبنانيين شعب نتذوق .. فقد تقبلوا القصيدة بترحاب شديد .. ليس لأنها تتحدث عن جزء جميل من وطنهم .. لكن بسبب التسامي في كلمات أمير الشعر .. واللحن والصوت الشادي لعبد الوهاب


ألأبيات التي غناها عبد الوهاب من قصيدة زحلة
الشهيرة بـ "
يا جارة الوادي" لأمير الشعراء

يا جارة الوادي طربت وعــادني ... ما يشبه الأحلام من ذكـــراك
مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى ... والذكريات صدى السنين الحاكي
ولقد مررت على الريـاض بربوة ... غناءة كنت حيالهــــا ألقاك
ضحكت إلى وجهها وعيونهـــا ... ووجدت في أنفاسها ريـــاك
فذهبت في الأيام اذكر رفرفـــا ... بين الجدوال والعيون حـواك
أذكرت هرولة الصبـابة والهوى ... لما خطرت يقبلان خطــاك؟
لم ادر ما طيب العناق على الهوى ... حتى ترفق ساعدى فطواك
وتأودت أعطــاف بانك في يدي ... واحمر من خفريهما خداك
ودخلت في ليلين:فرعك والدجى ... ولثمت كالصبح المنور فاك
ووجدت في كنه الجوانح نشـوة ... من طيب فيك ومن سلاك لماك
وتعطلت لغة الكلام وخاطبت ... عيني في لغة الهوى عينــاك
ومحوت كل لبانة من خاطرى ... ونسيت كل تعاتب وتشاكـى
لا أمس من عمر الزماني ولاغد ... جمع الزمان فكان يوم رضاك

وحاولت هيفاء الجميلة .. تأخير سفر عب الوهاب إلى مصر .. وهي التي كانت تبادل عبد الوهاب حباً جارفاً .. لكنه كان حباً صامتاً .. منعت ظروف عبد الوهاب وطموحاته أن يكتمل الالتقاء .. وربما كانت لنصائح أمير الشعراء .. الأثر في عدم التقاء الحبيبين .. وذهب بطلنا إلى نجيب الريحاني .. وأفصح له عن رغبته في ترك الغناء في تخت .. وتكوين فرقة غنائية ... فرفض نجيب الريحاني الفكرة .. وكان فيلسوفاً متشائماً بطبعه .. وكلما أراد عبد الوهاب التحدث عن الفرقة المزمع تكوينها .. يحول الفيلسوف الباكي دفة الحديث إلى جانب فلسفي آخر .. كي يثنيه عن هذه الفكرة المجنونة في رأي الريحاني .. وسأله أخيراً .. لماذا يريد تكوين فرقة أوبريت .. فهو بذلك يبحث عن نهايته ... وضياع أمواله .. ونصحه بالتفكير الدقيق .ز وبالفعل فكر عبد الوهاب في كلام المرحوم نجيب الريحاني .. ووجد أن الأغنية الفردية تحتاج عملاً كثيراً ... لأنها يسهل دخولها كل منزل .. عكس أغنية الأوبريت .. التي لا تنتشر إلا بين مشاهدي المسرح فقط .. وأن الأغنية الفردية لها دور كبير في تكوين حس الشعب .. والتأثير في وجدانه ..

وأترككم كي نلتقي في الحلقة الخامسة والعشرين .. لنستكمل حكاية حياة الموسيقار .. ونستمع له من السرد الشيق للأحداث
مع أطيب التمنيات بحسن الاستمتاع ....
أ‌.د. لطفي أحمد عبد اللطيف
رد مع اقتباس