عزيزي الأستاذ طرب،
من المفهوم تماما أن نكون جميعا متأرجحين مقسمين بين الشكر والعرفان أمام ما قدمته إذاعة الأغاني من كنوز كلثومية لم تكن في متناول أحد أللهم من سجلوها مباشرة من المذياع منذ عشرات السنين، ولم نكن نحلم في الوصول إليها في مثل هذه الجودة، وبين التذمّر والغيظ لما يقع عند بثّها من أخطاء في التأريخ، في المونتاج والوصل بين الأجزاء، خاصة في غياب الدكتور صالح عبد الفتاح الذي يرجع إليه الفضل في النعيم الذي نعيشه، والحيرة أمام ما وقع أخيرا من تشويه صوتي ناتج عن عمليات الصيانة التي أشار إليها الأستاذ بشير عواد، أو من قلة الصيانة وعدم المبالاة، وهي فرضية لا تقل رجاحةً عن الأولى. ومن المفهوم أن نقسم بيننا الأدوار، بين مادحٍ يعبّر عن المشاعر الأولى آملا في استدرار عطف القائمين على الإذاعة في شكل تسجيلات جديدة وتحسين الخدمة، وبين ذامّ هاجٍ يشكو خيبة رجائه وحرمانه، آملا في إصلاح ما فسد، ونحن في ذلك أشبه إلى شعراء العصور الماضية يعوّلون على سخاء الأمير والرئيس والوزير، يهجونه إذا امتنع ويقرظونه إذا منّ عليهم بلقمة، وأميرنا ورئيسنا ووزيرنا مؤسسة مخبّأة في دهاليز ماسبيرو. ولكن يبقى سؤال، وهو الأهم : هل من حياة لمن نناديه ؟ هل من سامع وهل من مجيب ؟
مع خالص تحياتي
فريدريك