عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04/02/2009, 16h12
الصورة الرمزية كمال عزمي
كمال عزمي كمال عزمي غير متصل  
Moderator
رقم العضوية:5337
 
تاريخ التسجيل: September 2006
الجنسية: المانية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 607
افتراضي رد: انت عمري ..لقاء السحاب ..قصة مولد لحن !!

انت عمري ..لقاء السحاب

الجزء الثاني
وبدأ العمل ..

وبدأ عبد الوهاب يلحن الأغنية ..وعبد الوهاب من النوع المتردد ( الموسوس ) فهو يستطيع أن يفرض شخصيته على أي مطرب يلحن له ..ولكن أم كلثوم فنانة من نوع آخر ..وليس من السهل فرض شخصية الملحن عليها ..وظل عبد الوهاب أكثر من عام يلحن في الأغنية ويغير ويبدل في اللحن رغبة في الوصول إلى أفضل النتائج ..وفجأة توقف عن إكمال التلحين نتيجة لخوفه واحساسه دائماً بعدم التكامل في اللحن ..وقد استمر هذا الخوف والتردد مدة طويلة حتى ظهر في الصورة كمال الطويل الذي كان قد لحن مطلع الأغنية وأسمعها لأم كلثوم فأعجبها اللحن وطلبت منه أن يستمر..لأنها اعتقدت أن عبد الوهاب صرف نظره عن تلحين الأغنية ..وحينما أحس عبد الوهاب بذلك أخذته غيرة الفنان على فنه ..وعرف كمال الطويل أن عبد الوهاب قد نشط إلى تلحين الأغنية من جديد فتنازل..

وبدأ عبد الوهاب يعيش فترة جديدة من حياته مع هذا اللحن ..فترة عاشها على أعصابه ..كان عبد الوهاب يحس أن هذا اللحن بالنسبة له كأنه أول عمل فني يعرضه على الجمهور..وكان كلما خطر له خاطر في جملة موسيقية، أو فكرة في التعديل أو الإضافة لما بين يديه يترك كل أصدقائه ويختلي بنفسه ثم يعود ليسمعهم ما أدخله على اللحن ويأخذ رأيهم ..وكان يعتز جداً بآراء عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأحمد فؤاد حسن ..!

تسربت بعض أخبار هذا العمل للصحافة فجعلت الكل متشوقاً له والجميع يسأل عنه وحدث في احتفال 23 يوليو 1963 أن سأل الرئيس جمال عبد الناصر أم كلثوم وعبد الوهاب : أين هي الأغنية التي نقرأ في الصحف أن أم كلثوم ستغنيها ويلحنها عبد الوهاب؟
وقالت أم كلثوم :نحن أنجزنا الكثير! وقال عبد الوهاب : وأنا أضع اللمسات الأخيرة !

وقبل أن يسافر عبد الوهاب إلى لندن في صيف 1963 سجل الأغنية بصوته وأرسلها لأم كلثوم لتحفظها ..ولكن في لندن وضع للحن لمساته الأخيرة ..

وعاد عبد الوهاب من لندن ..وقبل أن يجتمع بالأوركسترا ..كان قد اجتمع مع أم كلثوم عشرين مرة..ثم بدأ يجتمع مع كل مجموعة من الأوركسترا وحدها..مجموعة (التشيللو) ..ومجموعة الكمان..كما يختلي بمحمد عبده صالح عازف القانون ..وكذلك أحمد الحفناوي عازف الكمان..وكان موعد الاجتماع ومكانه مجهولين للصحفيين ..كانت أم كلثوم حريصة على إخفاء كل خبر عن اللحن كعادتها مع كل الذين لحنوا لها ..أما عبد الوهاب فكان أيضاً حريصاً على ذلك لأنه كان يخشى أن يحدث أي خلاف بينه وبين أم كلثوم ينتهي إلى فشل المشروع..كان لا يريد أن يقول شيئاً عن اللحن والبروفات إلا بعد أن يتأكد أن كل شيء يمضي في الطريق المرسوم ..

اللمسات الأخيرة ..

واقترح عبد الوهاب إضافة آلة الجيتار الكهربائي إلى الفرقة ..فرفضت أم كلثوم رفضاً قاطعاً على أساس أن فرقتها من التخت الشرقي ..وأن جمهورها لم يعتد سماع أي آلة غربية في فرقتها ..فلم يعاند عبد الوهاب..لكنه بذكائه حضر إليها من الغد بصحبة عبد الفتاح خيري وطلب منه أن يسمعها مقطع اللحن المقترح عزفه بالجيتار الكهربائي ..وحينئذ فقط وافقت أم كلثوم .

واطمأن عبد الوهاب على لون اللحن مع المجموعات البارزة في الفرقة ..ثم بدأ يجمعهم ..وبدأت البروفات التي استغرقت شهراً كاملاً ..وكانت كل بروفة تستمر لمدة أربع ساعات يومياً ..

واقترب عام 1963 من نهايته ..وكان عبد الوهاب يريد أن يطمئن على اللحن ! وفي ليلة رأس السنة كان عبد الوهاب قد وجه الدعوة إلى عدد من أصدقائه الفنانين ليستقبلوا معه فجر العام الجديد ، وكانت المفاجأة الكبرى لفريد الأطرش وليلى فوزي وجلال معوض وصلاح ذو الفقار وأحمد فؤاد حسن أن غنى لهم عبد الوهاب لحنه الجديد بنفسه ..

ومن صيحات الإعجاب التي تعالت من الجميع عرف عبد الوهاب قيمة العمل الكبير الذي سيفاجئ به الجمهور في الموسم الجديد ..


تسجيل الأستوديو ..

وفي يوم الأربعاء 29 يناير 1964 الموافق 14 رمضان كان عبد الوهاب بصحبة أم كلثوم وفرقتها الموسيقية في مبني الإذاعة لتسجيل الأغنية الجديدة ..بدأ التسجيل في العاشرة صباحاً وانتهى في العاشرة مساءً ..


البروفات الأخيرة قبل التسجيل


كان القلق والتوتر يبدوان على عبد الوهاب طيلة الوقت وكان كالأب الذي ينتظر نتيجة الولادة ..كان يروح في الاستوديو ويغدو ويدندن ويضبط نغمة شاردة فتعيدها الفرقة ..ويتفاهم مع أم كلثوم على جملة موسيقية ، وينقلان نتيجة التفاهم للفرقة الموسيقية ، وعبد الوهاب لا يستقر ولا يهدأ..ونظراته حائرة .


الفرقة تعزف اللحن

كانت أم كلثوم صائمة ..والفرقة كلها صائمة .. وعندما حان موعد الإفطار رفضت أم كلثوم أن يذهب أحد من الفرقة الموسيقية لتناول الافطار في منزله ..لأنها لم تنته بعد من تسجيل الكوبليه الأخير ..وأرسلت تطلب كميات هائلة من الكباب ..وجلست الفرقة تتناول طعامها ..بينما جلست هي ومحمد عبده صالح يتناولان طعام الإفطار الذي أرسل إليها من منزلها ..وكان معهما محمد عبد الوهاب ..شارداً في ملكوت اللحن !


أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومحمد عبده صالح يتناولان طعام الإفطار


بعد ساعة من الإفطار عادت أم كلثوم لتسجيل المقطع الأخير من الأغنية ! وكانت هذه آخر مرة تغني فيها أم كلثوم إنت عمري مع فرقتها قبل يوم السادس من فبراير 1964 .



عبد الوهاب يتابع مع مهندسي الصوت غناء أم كلثوم


في الجزء الثالث:


أين كان عبد الوهاب بعد ظهر يوم الحفل ؟

لماذا بكى عبد الوهاب ليلة الحفل ؟

أين ذهب عبد الوهاب بعد الحفل مباشرةً؟
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg انت عمري استوديو 1 copy.jpg‏ (104.3 كيلوبايت, المشاهدات 810)
نوع الملف: jpg انت عمري استوديو2 copy.jpg‏ (202.5 كيلوبايت, المشاهدات 809)
نوع الملف: jpg انت عمري استوديو3 copy.jpg‏ (72.4 كيلوبايت, المشاهدات 794)
نوع الملف: jpg انت عمري استوديو4 copy.jpg‏ (90.5 كيلوبايت, المشاهدات 790)
__________________