بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( ياقلبك )
كلمات : حسين السيد
ألحان : رياض السنباطى
غناء : نجاة
لم يبدأ السنباطى لحنه هذه المرة بالأدليب كعادته فى هذه الفترة ..
وإنما دخل مع الإيقاع مباشرةً .. بجملة هادئة من الوتريات .. ثم يفاجئنا بتغيير حاد .. ونتذكر مقدمة ( ياناسينى ) التى لحنها لشهرزاد .. حيث الإيقاعات الغربية والجمل المتقافزة .. ويعود للهدوء مرة أخرى ليمهد للغناء ..
وجدير بالذكر أن السنباطى إختار مقام البياتى ليبدأ منه لحنه .. وهو على العموم من المقامات الأثيرة إليه ..
وتغنى نجاة من البياتى .. ( أنا أمَلَك .. أنا حبك ) .. حتى تصل إلى ( وبعد ده كله تنسانى ) .. فنجد أنفسنا فى مقام ( أثر بياتى ) وهو مقام من نفس عائلة البياتى ..
ينتهى المذهب .. حيث يعمد السنباطى إلى اللف والدوران بنا بين المقامات .. فيستعمل مقام النوا أثر .. أو لنقل أنه جنس النوا أثر .. ثم جنس الحجاز .. لتغنى نجاة من النهاوند .. ومن نفس درجة البياتى .. وهذا غريب .. وغير تقليدى ..
وينهى الكوبليه بنفس نهاية المذهب .. ( وبعد ده كله تنسانى ) من الأثر بياتى .
يبدأ الكوبليه الثانى بصولو قصير جداً من آلة الكمان .. يعقبها رد أقصر من مجموعة الوتريات ..
وتغنى نجاة بطريقة الغناء الحر ( أدليب ) من مقام ( أثر كرد ) .. وهو قريب جداً من الأثر بياتى بالطبع .. والفارق بينهما .. ربع تون فقط .. وهذه هى المقامات الشرقية وتفرعاتها .. تتلكك على ربع تون .. وتتخانق عليه ..
المهم يعود السنباطى للنهاوند عند ( وحتى إنت بقيت قلبى ) .. تمهيداً للعودة للأثر بياتى عند نفس الجملة ( وبعد ده كله تنسانى ) .. وينهى الكوبليه ..
يبدأ الكوبليه الثالث والأخير بنقلة نوعية .. حيث يستخدم السنباطى إيقاع الفالس .. وهو إيقاع غربى ثلاثى ..
ويدخل مباشرةً من مقام النهاوند دون لف أو دوران .. وتغنى نجاة من نفس المقام .. ( عشان نخلص ) ..
ثم وقفة .. لتعزف الفرقة جملة حرة من مقام الراست .. وهو أيضاً من نفس درجة البياتى والنهاوند ..
والواضح هنا أن السنباطى يعرف إمكانيات نجاة الصوتية .. فلم يعطيها طبقات عالية لا تناسب صوتها ..
لأنه لو إستعمل الراست أو النهاوند بالطريقة الطبيعية إنطلاقاً من البياتى .. لما إستطاعت نجاة الوصول للطبقات العالية ..
وهذا مايميز الملحن الناجح .. معرفة إمكانيات المطرب الذى يلحن له ..
المهم أن السنباطى يترك الراست ويعود بنا للأثر بياتى وينهى الكوبليه والأغنية ..
هذا تحليل مقامى بسيط للأغنية ..
ونأتى الأن لتحليل العمل ككل .. لعلنا نستطيع الإجابة عن بعض التساؤلات ..
البعض يتعجب لكون هذا العمل غير مشهور أو منتشر .. وخاصة أن أضلاعه لهم أعمال عديدة مشهورة وكبيرة ..
فهى ليست أول مرة يجتمع الثلاثى ( حسين السيد والسنباطى ونجاة ) فى عمل واحد ..
عندما سمعت العمل .. وكررت سماعه أكثر من مرة .. إكتشفت أن السنباطى .. طلسأ العمل .. لم يعطيه إهتمامه كما يجب ..
فنجد فى المقدمة الموسيقية .. نقلات مفاجئة وغير متسلسلة تسلسلاً طبيعياً .. كما أنه أكثر من إعطاء نجاة فرصة الغناء الحر .. وهذا مالا تستطيعة نجاة بالتأكيد ..
ولعلنا نلاحظ أن هذا تسجيل ستوديو .. ولكنه منفذ بطريقة الحفلات .. فالجملة الموسيقية والغنائية كذلك .. متكررة أكثر من اللازم .. كما أنه يكرر الكوبليه نفسه أكثر من مرة .. وهذه ليست السمة التى تعودنا عليها فى تسجيلات الأستوديو ..
كما أننا نلاحظ ايضاً أن هناك عيوب فى الأداء وكأن الفرقة لم تتدرب على الأغنية كما ينبغى .. ويتضح هذا فى الدخول الغير متقن للموسيقى .. وحتى الكورال .. أعاد المقطع أربع مرات .. وكأنه فوجئ أن المطلوب أربع مرات وليس إثنان كما المعتاد ..
ونخلص من هذا .. أن سبب عدم شهرة هذه الأغنية وإنتشارها .. ليس لأنها مغمورة أو مهملة .. ولكن لأن أصحابها ربما يتبرأون منها .. أو لا يعتبروها من أعمالهم المتميزة ..
نحن بالتأكيد لانعرف ظروف إنتاج هذا العمل .. ولكننا سمعنا عمل لا يليق بالسنباطى أو نجاة ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .