إذا كانت هنالك تحفظات على جوانب مما تطرق لها فارمر فهذا لا يعني أن كل الأعمال التي قام بها لا قيمة لها كما أن كتاب الأغاني للأصفهاني والتي إعتمد عليها الكثير من الباحثين الغربيين هو كذلك مثار التحفظ لأن صاحبه لم يكن من الثقات، ولكن هذا لا يعني أن ما صنفه الأصفهاني لا يشتمل إلا على الكذب ولا غنى عن الباحث بالتالي من مراجعته.
أما موضوع الآلات الموسيقية وعراقة استعمال العرب لها من عدمه فكثير من الأحاديث الشريفة نفسها تتحدث عن المزامير والطنابير وإن كنا هنا لسنا بموقع تقرير الصحيح من الضعيف أو الموضوع منها، فهي إن صحت فهذا يدعم إستعمال مثل هذه الآلات في عصر النبوة وحتى قبله بكثير أي أيام الجاهلية.
على أية حال أوردنا كتاب فارمر كنموذج والدراسات العلمية لا تتوقف عنده، وتحفظنا على مداخلة الأخ حافظ تمركزت على هذا النوع من الطرح الذي لا يعتمد على أية دلائل واضحة توضع من خلالها الفرضيات وتستقرأ منها النتائج، فقد عزى أمر إستعمال الآلات الموسيقية بالعصر العثماني إلى ضعف الجانب الشعري وهذا يحتاج إلى دليل بينما كان بوسعه أن يعتمد على بعض الحقائق ومن ضمنها التوسع العثماني في إطار الإمبراطورية بحيث سيطرت على جانب من أوروبا خاصة في دول البلقان ونحن نعرف القوالب الموسيقية والآلات الموسيقية التي إقتبسها الأتراك من سكان هاته المناطق مثل السيرتو واللّونغة والتي هي من أصل يوناني، إلى غير ذلك ...