عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15/01/2009, 22h18
الصورة الرمزية أبو سالم
أبو سالم أبو سالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:15274
 
تاريخ التسجيل: February 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 312
افتراضي رد: لماذا تستسيغ الاذن العربية الحنجرة اكثر من الالةالموسيقية

ما يقوله الأخ تيتو صحيح إلى حد ما وذلك لأن التطور الموسيقي الآلي بدوره شهد مراحل تاريخية إنتقل فيها من الأداء الصوتي الذي كان يقتصر عليه الغناء الكنسي - إذ كانت الآلة الموسيقية غير مسموح لها داخل الكنيسة على عكس ما يمكن للبعض تصوره بالمقارنة مع ما يلاحظه اليوم من دور لآلة الأرغن بها - أو بعض الممارسات الدنيوية والتي إشتملت على المصاحبة للرقصات الشعبية وكانت الآلة الموسيقية بدورها تلعب دورا ثانويا في مصاحبة هذه الرقصات والتوقيع لها. وقد أخذت الأمور مجرى آخر مع عصر التنوير بالتوازي مع النهضة الفكرية والفلسفية التي شهدتها بداية هذا العصر، ولجأ الموسيقيون في البداية إلى نقل تتابعيات الرقص هذه إلى الأداء الآلي خاصة على آلة العود الأوروبي ذات الأصل العربي، وتدرج هذا التطور إلى العصور اللاّحقة مرورا بالباروك إلى الكلاسيك والرومنطيقي ووصولا إلى العصر الحديث.

ويمكن مراجعة تفاصيل هذا التطور في كتب تاريخ الموسيقى الأوروبية. ولا يخفى أن العالم العربي شهد بدوره إهتماما متناميا بالأداء الآلي إبتدأ بالإقتباس من بعض القوالب التركية ثم جاوزه إلى الإبداعات الحديثة خاصة مع محمد عبد الوهاب الذي فتح المجال إلى المقدمات الموسيقية الطويلة مع من نحا نحوه. فصار رصيدنا الغنائي بالتالي يشتمل في كثير منه على بعض التوازن وإن ظل الغناء والمغني يحظيان بالمكانة الأولى نظرا لهذا الإرث العريق وسيطرة الكلمة على إنتباه المستمع العربي وذوقه. وهذا لا ينفي وجود شريحة من المستمعين العرب تعطي الأولوية للأداء الآلي من خلال الرصيد الذي تفضل الإستماع له، وأنا من ضمنهم. فالدراسة الموسيقية المتخصصة من شانها تغليب هذا الجانب لدى البعض.

تحياتي...
رد مع اقتباس