[The Lion 98]

حكاية أغنية "أحضان الحبايب" لعبد الحليم حافظ كما رواها شاعرها "عبد الرحمن الأبنودي"
حيث قال الأبنودي أنه بينما كان حاضرا ببيت عبد الحليم ذات يوم و كان يجلس في غرفة الصالون مع بعض الأصدقاء و كان عبد الحليم وقتها جالسا بالصالة مع محمد الموجي لمراجعة بروفات أحد الأغاني
و أخذ الأبنودي ينتقد شعراء الأغاني المحدثين وقتها فأنشد بعض الأبيات على منوال ما يكتبون فقال
مشيت على الأشواك و جيت لأحبابك........ لاعرفوا إيه وداك ولا عرفوا إيه جابك
رميت نفسك في حضن ......أتاري الحضن حزن
حتى في أحضان الحبايب شوك ... و عجبي
بس كدة مسألة خفة يد ... كما قال وقتها
لكنه لم يكن يدري أن ما أنشده قد سرق انتباه عبد الحليم الذي باغته بالسؤال : ممكن تعيد اللي إنت قلته ده ؟
فضحك الأبنودي و قلل من شأن ما أنشده قائلا "كنا بنضحك على الجماعة اللي عما يكتبوا الأغاني اليومين دول و قلدتهم"
و هنا انفعل عبد الحليم : و أخذ الموضوع بجدية و قال للأبنودي انت مش عارف قيمة اللي كتبته ده . دي ممكن تطلع أغنية عظيمة يا اخي
فحاول الأبنودي تحويل الموضوع لتهريج مرة أخرى إلا أن عبد الحليم منعه من ذلك بل و طلب منه أن يكمل باقي هذه الأبيات ليصيغ منها كلمات لأغنية و بعد إلحاح من عبد الحليم . رضخ الأبنودي و طلب من الجميع أن يتركوه بمفرده بالغرفة مع إحضار كوب من "الشاي الثقيل" حسب عادة أهل الصعيد و اختلى بنفسه
و بعد حوالي الساعة خرج الأبنودي على عبد الحليم و الموجي و صحبتهم بكلمات هذه الأغنية الرائعة و التي تحولت من ابيات عابثة ساخرة إلى أغنية تقطر كلماتها حزنا و أسى و لوعة بل و تعد من أكثر كلمات الغناء العربي حزنا
الجدير بالذكر أن عبد الحليم لم يستسغ كلمة "أتاري" الحضن حزن و طلب من عبد الرحمن تغييرها فاحتار كثيرا إلى أن اتفقوا على استبدالها بكلمة "سقاك" التي أعطت للشطرة المزيد من مشاعر الألم و المرارة
على أن الموجي عندما غناها بصوته أعاد الكلمة الأصلية "أتاري" و في إحدى الإعادات قالها "لقيت" ولم يغنيها أبدا كما فعل عبد الحليم بل أنه قدم شطرة على أخرى فقال:
قلبي يا بلاد غريبة بتنورها الدموع .....إبكي . إبكي تحت الليالي و الخوف ملو الضلوع
و لا أعلم إن كانت هذه هي الصورة الأصلية للأغنية أم أن الموجي قد أخطأ أثناء تسجيلها و الرأي الأخير في هذا الشأن متروك لأساتذنا .
مع خالص شكري و تقديري للجميع