أخي الشاعر حمدي السمر ،،
بداية ً،،
أحييك على نصك الشِعري ،، الذي ترك عندي انطباعاً جيداً ،
و يستحق أن يُرصَدَ بمعايير نقدية تتوازى مع أطيافِه الإستعارية ، و تجاوزه للأطر الكلاسيكية للقصيدة ( مضموناً ) ، بما فيه من تكثيف و طبيعة لغوية ، و مستوى دِلالي ،،
إستوقفتني قصيدتك ، و دفعتني للتعليق عليها ،، إذ أستشعرتُ فيها نـَفـَساً شِعرياً جديراً بالتعليق ،، و أن مستوى النص ، جديرٌ بإدخالكَ في ( زمرة ) المستحقين للقب ( شاعر )
ف ( قرضُ ) الشـِّعر ، له درجات من الوعى بأدوات الكتابة ، و عناصر النص ،،
و تحويل هذا الوعى إلى إمكانات خلاَّقة و مبدعة و متجاوِزة ،
و قادرة على خلق علاقات جديدة بين هذه العناصر ، هو ( المَحَك ) الحقيقي لمستوى النص ،،
و أراكَ في هذا المضمار ، اجتزتَ مسافة ً ليست باليسيرة في الكتابة ،،
و لكن اسمح لي أن أتناول ( الشكل ) ، و هو الأيسرُ لي ، لكوني غير متخصص ٍ في تأويل النـَّص الشـّعري ، ( و إن كنتُ مجتهداً ) .
الشكلُ ( مكتملٌ ) عدا ما سأشير إليه :
القصيدة من بحر الكامل ذات التفعيلة ( متفاعلن ) ،، و هذا البحرُ يُخاتلُ بعض من يكتبون على إيقاعه ( القريب من بحر الرجز ) ،
و هنا أود أن أقول :
تفعيلة الكامل ، يدخل عليها ( الإضمار ) ، و هو تسكين الثاني المتحرك ، فتتحولُ التفعيلة من ( مُتـَفـاعِلـُنْ ) إلى ( مُتـْـفاعِلـُن ) ،،، و ( مُتـْـفاعِلـُن ) هي نفسها ( مستفعلن ) التي تخص بحرَالرجز
( /0/0//0 )
و لو جاءت أغلب تفعيلات القصيدة على الرجز ( مستفعلن ) ، فيكفي تفعيلة واحدة على بحر الكامل ، ليخضع البحر لما تخضع له تفعيلة الكامل مِن عِلل و زحافات ،،
و لعل اقتراب إيقاع تفعيلتى الرجز و الكامل ( مس تف علن / متفا علن ) ، تجعل البعض يخلط بين البحرين ،، و لاغبار على استخدام التفعيلتين ، و لكن في تلك الحالة ، تكون القصيدة على بحر ( الكامل ) ، و لا يجوز هنا استخدام ما للرجز من زِحافاتٍ و عِلل
و في قصيدتك ، ما خضع للخبن ( حذف الثاني الساكن في التفعيلة ) ، والذي يجوز على تفعيلة الرجز ، و ليس على تفعيلة الكامل ، حيث جاءَت التفعيلة على إيقاع ( مُتـَفـْعِلـُن ) ،
أمثلة :
قل للمدينةِ استحي ( مَدِينـَتِس ) = ( متفعلن ) =( //0//0 )
عن التهام الجائعين ( عَنِلتِها ) = ( متفعلن ) = ( //0//0 )
و صارَ سِحنتي ( وَصارَسِح ) = ( متفعلن )= ( //0//0 )
مما يُخِلُّ بالوزن في هذه المقاطع
ـ تمنيتُ لو كانت القصيدة ( مشكولة ) ، ليتيسرَ لي فهم :
( النيل يلبس في اخضرار الذاكرة ) ،،
فلعل الفعلَ مبني للمجهول ( يُلبَسُ ) ،، و إلا ، فلا تستقيم الجملة إلا بالفِعل : ( يَلبثُ ) ، أى يمكث أو يتوقف
ـ هذا السطر : .... بي العباراتُ القصيرة الموجزة
إن تشكيل لفظة ( القصيرة ) المُنوَّنة إعراباً ، تكسر الوزن لا محالة ،،
ـ اللفظة : زماناتي ،
أنت هنا جمعتَ اللفظ المفرد( زمان ) على جمع المؤنث السالم ( زمانات ) ، و هذا خطأ ، فشروط جمع المؤنث السالم ، لا تنطبق على هذه الكلمة ،، و الزمان تجمع على : ( أزمنة و أزمان و أزْمُن ) ، و ليست على ( زمانات )
ـ و أخيراً ( لا أخفيكَ سِراً ) ،،،
القصائد الجيدة للأعضاءَ الجدد ، تدفعني إلى البحث عنها في جوجل ، ( من باب الإطمئنان أنها ليست منسوبة ًلآخر ) ،،
و وجدتُ أنكَ يا شاعرنا ، عرضتها في منتديين ،،
أرجو ( من باب إثراءِنا في منتدى سماعي ) ، أن نكونَ أوّل من يطالع أعمالك
و مرحباً بك في ملتقى الشِعر و الأدب ،،
مع تحياتي 
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال