ملحن دعاء أغثنا أدركنا يا رسول الله يحكي ملابسات غنائها من طرف أم كلثوم
لإزالة الغموض عن ظروف غناء الست لهذه الأغنية ، أترك ملحن الأغنية يتحدث من حديث خص به جريدة الشرق الأوسط السعودية .
بالمناسبة، ما هي حكاية وصول هذه الأنشودة الدينية بتوقيعك إلى صوت أم كلثوم، التي لا تغني عادة، لغير الملحنين المصريين؟
ـ الحكاية حدثت بالصدفة. في سنة 1968، حلت أم كلثوم ضيفة على المغرب. وأقام الأمير الراحل مولاي عبد الله وحرمه السيدة لمياء الصلح حفل عشاء على شرفها في قصرهما، دعانا إليه نحن أعضاء «الجوق الوطني» لتنشيطه موسيقيا من خلال تقديم بعض الفقرات والموشحات. قبل بداية الحفل، سألنا الأمير الراحل عن محتويات البرنامج الفني، أخبره أحد الأعضاء، وهو الفنان ابراهيم القادري، بالعمل الموسيقي الغنائي الجديد، موشح «يا رسول الله خذ بيدي» الذي كنت قد انتهيت من تلحينه، تلبية لطلب جلالة الملك الحسن الثاني.
استحسن الأمير الراحل الفكرة، وشرعنا في تقديم الأنشودة، فاسترعى انتباهي أن أم كلثوم تنصت إلى الأغنية باهتمام شديد، ونادت على أحد أعضاء المجموعة الصوتية ليسمعها كلمات القصيدة.
وفجأة وقفت من مكانها كالهرم، وتقدمت نحو الفرقة الموسيقية في لحظة مؤثرة بالنسبة لي، ارتبكت شخصيا خلالها، فقدت توازني، وغابت الأوتار عن عيوني، وأنا أرى وأسمع أم كلثوم بتاريخها الفني، وصوتها الساحر، تنشد معنا في اندماج غنائي: «يا رسول الله خذ بيدي».
* في رأيك ما الذي جعل مطربة في حجم أم كلثوم تتأثر بتلك الأنشودة، وتسجلها بصوتها، في سابقة فنية فريدة من نوعها؟
ـ أعتقد جازما، كما قال الدكتور المهدي المنجرة، ان الشحنة الروحية والنفحة الدينية اللتين تعبق بهما الأبيات الشعرية للقصيدة، هما اللتان أثرتا في كملحن، وأثرتا فيها كمطربة، تتذوق الكلمة القوية المعبرة عن جوارح النفس البشرية في علاقتها مع الخالق عز وجل.
* هل غنتها في مناسبة أخرى؟
ـ نعم، غنتها مرة ثانية في سهرة بمراكش، وسجلها التلفزيون المغربي صورة وصوتا، ولكن ضاع هذا التسجيل النادر، كما ضاعت أعمال فنية أخرى تاريخية لكثير من الفنانين قلما يجود بها الزمن، وكل ذلك بفعل الإهمال.
* ولكن الإذاعة المغربية ما زالت تذيعها؟
ـ التسجيل الصوتي الذي تبثه الإذاعة المغربية لأنشودة «يا رسول الله خذ بيدي» بصوت أم كلثوم، هو من أرشيفي الخاص، وأنا الذي قدمته لها!