أعتذر ان أسات الأدب و سمحت لنفسي مشاركة أساتذة و علماء و فنانين عباقرة كرام مثلكم الا انني في داخلي أمر أحببت مشاركتكم اياه أو أن تتكرموا علي بالتصحيح ان كنت مخطأة
أحس و كأن الموسيقى الشرقية هي الوحيدة التي يمكن ان نطلق عليها
(الوصفة الطبية)
لأنها تخفف العذاب و تحوله الى لحظات سعادة وانتعاش ، ذلك أن المستمع المعذب بنار الحب أوالحرمان حينما يستمع لمقام الصبا مثلا أو الى تعبير عن مقام الحيرة صرخ بأعلى صوته :
(الله الله)
و كأن لسان حاله يقول نعم نعم هذا ما أقصد،نعم هو ذا،نعم نعم و هو في حالة سكر روحي و انتعاش وجداني فاحساس رقيق بسعادة خفية و كأنه أخيرا وجد من يعبر عن حاله المبطون و من يشاركه اياه
فان صح ما أقول ، أساتذتي الكرام ، فالتعبير عن العذاب في الموسيقى الشرقية بشكل أو بآخر، بنغمة أو بكلمة ، بمقام أو جميعهم هوالدواء المخفف لألم العذاب
وما اختلاف الألحان وتنوع المقامات و تعدد مصطلحات العذاب ووو... الا دليل قاطع على الدقة في تقنية الكشف عن هاته الأحوال والافصاح عنها بوضوح من أجل التعبير عن جميع أحاسيس المستمع المعني بالأمر
ثم ان الافصاح بوضوح تام عن هاته المواجيد لا يأتي من متقمص شخصية معذب أو فقط عن اختيار مقام حزين للتعبير عن الحزن ،
بل انه الصدق، نعم الصدق في الحال عند النطق بالعبارة هو الذي يوصلها الى قلب المستمع كالسهم، كما أن الصدق في حال الحب خلال انجاز اللحن هو الذي يوصله الى القلب فيفعل ما يفعل في الوجدان و هكذا
فهناك من يلهمه حال العشق و العذاب لخلق لحن من الألحان فيكون له هذا اللحن بمثابة مولود نتج عن ألم مخاض الاحوال فاذا انتهى منه استراح
و هناك من يلد ابيات شعرية و هكذا،
وفي الآخر تحصل المتعة و الراحة عند المستمع لهذه القطعة الموسيقية المعبرة
فتحصل في النهاية، مشاركة في الاحوال ينتج عنها شعور عميق بسعادة غريبة مختفية وراء ستار
العذاب في الموسيقى الشرقية 