أساتذتى الأعزاء ..
تابعت ردودكم وأطروحاتكم الثرية .. ورددت بما تيسر لى من معرفة ضئيلة من واقع معايشتى للأعمال الغنائية على مر الزمان الغنائى ..
فإذا كنا تكلمنا عن العذاب والهجر والضنى فى الأغانى .. كنوع من الأحاسيس الفعلية والحقيقية التى يمر بها الفنان ..
فإننا لا نغفل بالتأكيد .. عامل الصنعة والحرفية فى هذا المجال ..
فإذا كان الشاعر يكتب الأغنية الحزينة من واقع تجربته الشخصية .. هذا يحدث فى فترة من حياته .. وغالباً تكون الفترة الأولى ( الشباب ) .. فكيف يكون الحال .. عندما يكبر هذا الفنان الشاعر ويكتسب خبرات حياتية أخرى .. بجانب خبراته وتجاربه فى مجال الشعر نفسه ..
هل يكتب هذا الشاعر بنفس الأحاسيس الأولى .. هل يستحضر نفس تجاربه فى الحب ؟ .. لا أظن ..
هنا .. يأتى دور الخبرة والتجربة .. فنجده ينتج لنا أعمالاً أكثر روعة وإبداعاً .. حتى ليخيل لنا أنه يعيش حالة حب حقيقية وهو فى هذه الفترة المتقدمة من العمر ..
هنا يحضرنى كتاب قرأته .. للأستاذ أحمد رجب الكاتب الساخر .. إسمه ( الأغانى للأرجبانى ) ..
من واقع هذا الكتاب ومايحويه .. نجد أن أربعة أخماس أعمالنا الغنائية تدور فى فلك العذاب والهجر واليأس ومحاولات النسيان الفاشلة ..
ولعل الأستاذ كمال عبد الرحمن .. أشار فى رده إلى هذا الكتاب دون إفصاح .. عندما وضع لنا مترادفات الحب والعذاب والهجر .. ألخ ..
ولعلنا لم نجيب على سؤال الأستاذ الدكتور ثروت .. الخاص بوجود هذه المشاعر فى الأغنية الحالية من عدمه ..
فى رأيى .. أن هذه المشاعر والأحاسيس موجودة فى الأغنية الحالية .. مع إختلاف تناولها .. بتغير شكل الحب فى هذا الزمان ..
فلم يعد الحب الأفلاطونى موجوداً .. ولم تعد الرومانسية كما كانت .. ولكنه حب وعذاب على أى حال .. وفنان اليوم يعبر عن زمنه بالتأكيد ..
ودعونا نتحدث قليلاً عن المقامات الموسيقية .. ودورها فى توضيح الحالة المزاجية للحن .. والتأكيد على ماتعنيه الكلمات من معانى ..
صحيح أننا نصنف المقامات ( فى بعض الأحيان ) للتعبير عن الحالة الإنسانية .. ولكن هذا ليس قانوناً ملزماً للملحن أو المؤلف الموسيقى ..
ولنا فى بعض الأغانى أمثلة كثيرة .. هيا بنا نتحدث عنها فى الرد القادم ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .