عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19/12/2008, 07h44
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: ليلي مراد في ذكرى رحيلها

في ذكرى رحيلها '2- 2' ليل مراد ورثت الصوت الجميل من والدها وجدّها وأجادت كل أنواع الغناء وبرعت في الاستعراضات الغنائية
القاهرة - 'القدس العربي' 19/12/2008- من عبد الفضيل طه: عندما نتحدث عن الراحلة العظيمة ليلى مراد، لابد وأن نعود لأسباب تفوقها الفني وقدرتها على تقديم أصعب الألحان، وبداية لابد من أن نذكر أنها كانت تملك صوتا ذهبيا ملائكيا طبيعيا مع قدرتها على تلوين هذا الصوت حسب اللحن فإذا كان مرحا فأنك تسمع الأغنية وكأنك ترى جمال الطبيعة وإذا كان حزينا فأنك تسمع وكأنك ترى السماء ملبدة بالغيوم وأبواب الآمال مغلقة تماما.
من النوع الأول من غنائها: 'اضحك كركر أوعى تفكر'، و'شفت منام'، و'اتمخطري واتمايلي يا خيل وارقصي' و'يا عرايس الليل' و'ياها العصفور'، وغيرها، ومن النوع الثاني، 'يا اللي غيابك حيرني'، و'يا قلبي مالي كده حيران'، 'حيرت أفكاري وياك'، 'أروح لمين بس يا ربي'، 'أشكي الزمان اللي غدر بي'، و'يا حبيب الروح فين أيامك'، و'يا حارمني حنانك'، 'رجع لي حنانك نسيني هوانك'، وكانت مطربتنا من المطربات اللاتي لهن باع طويل في الغناء الاستعراضي، 'اللي يقدر على قلبي يخطفه وأنا أعيش وياه' وقد اشترك معها في هذا التابلوه الراقص الغنائي كل من إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وعزيز عثمان والياس مؤدب 'ايلي مهذب ساسون اسمه الحقيقي' ثم استعراض 'الشاغل والمشغول' واستعراض 'شفت منام واحترت أنا فيه دلوقتي حا احكي لكم عليه'، واشترك معها بالغناء كورال للأطفال، كما غنت أغنيات راقصة اشترك معها فيها راقصون وراقصات أجانب ومصريون، وكانت الصالات في ذلك الوقت منتشرة بكثرة في مصر، بعضها يقدم 'الدانس الأفرنجي' وصالات عماد الدين تقدم الرقص الشرقي وأيضا الأجنبي، وكان رجال السينما في تلك الأيام يستعينون بالنجوم من هؤلاء الراقصين والراقصات في الاستعراضات الغنائية، وبرز من الراقصين في فترة الأربعينات هذه الشقيقان علي ومحمود رضا وعادل أدهم الذي اصبح نجما سينمائيا كبيرا بعد ذلك، كما كان هناك الكثير من الأجانب المتمصرين أذكر منهم روبير واليكس واستر التي كانت تملك صالة 'للدانس' في شارع أبو السباع 'جواد حسني حاليا' المهم، أن أنور وجدي مثله في ذلك مثل كل مخرجي تلك الفترة، كان يستعين بهؤلاء في الاستعراضات التي يقدمونها او في الاغنيات المصاحبة للرقص 'الدانس' في الأفلام، وقدمت ليلى مراد الكثير من هذه الأغنيات مثل، 'احنا الاثنين والعين في العين'، 'هنا قلبين' و'أسعد حبيبين' و'أنا قلبي دليلي قالي حتحبي'.

الوراثة في حياتها

كانت قدرتها الفنية الصوتية هي سبب أول في تفوقها الفني، أما السبب الثاني فهو البيئة الفنية التي عاشت فيها، فكان لها أثر كبير في صقل وتنمية مواهبها.
ولدت فنانتنا في يوم 17 شباط (فبراير) سنة 1916 بحي الظاهر لوالد كان فنانا معروفا مطربا من الطراز الأول هو زكي مراد الذي اشتهر بأداء أصعب الأدوار الغنائية كما عمل بالمسرح الغنائي وسجل العديد من الأسطوانات واشتهرت الطقطوقة الشعبية التي سجلها في عشرينات القرن الماضي وهي: 'حبيبي أسمر اللون.. حبيبي الأسمراني' و'الله حبيبي عيوني سود، فيها الكحل رباني'.
ولعل زكي مراد وشقيقه نسيم كانا قد ورثا الصوت الجميل من أبيهما المغربي المنشأ وهو مردخاي أصولين الذي كان من تجار المغرب وفي نفس الوقت كان حزانا في المعبد اليهودي بالدار البيضاء أي مرتلا دينيا في الصلوات اليهودية، وكان زكي ثمرة لزواج مردخاي وله من الأخوة مائير وشوعا وفورنتين ونسيم ولم يرث الفن من هؤلاء سوى زكي ونسيم.
الأول، اشتهر في مصر كما قلنا والثاني هاجر إلى البرازيل حيث عمل بالفن هناك.

زكي في مصر

هاجر زكي مراد ونسيم الى مصر، وفي القاهرة تعرف على أسرة يهودية من حلب في سورية وتزوج من ابنتها وهي جميلة أم ليلى مراد وأنجب الوالدان بجوار ليلى أو 'ليلي' وهو اسمها الأصلي انجبا إبراهيم ومراد وموريس الذي غير اسمه بعد إسلامه إلى منير وهو الموسيقار المصري ذائع الصيت وملكة وسميحة والحقيقة ان كل هؤلاء ورثوا الصوت الجميل لكن لم يعمل بالفن منهم سوى ملكة وسميحة ومنير، ملكة اعتزلت مبكرا وسميحة كان لها وجودها الفني وقامت بدور البطولة في فيلم واحد هو 'طيش الشباب'، هاجرت بعد ذلك الى الولايات المتحدة ولم نعد نسمع عنها شيئا.
إذن هذه هي البيئة التي ولدت فيها ليلى مراد، أسرة تملك الحس الفني بالوراثة، والدها كان من أساطين المطربين في عصره ولم يكن يقل شهرة عن معاصريه من أمثال سالم العجوز وصالح عبدالحي ومحمد نجيب وغيرهم، وكان منزل الأسرة في حي الظاهر يستقبل العديد من كبار الفنانين مثل، صالح عبدالحي والشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي وداود حسني، وغيرهم كثيرون، وعندما نستعرض أسماء اصدقاء والدها نجد كل واحد منهم له دوره الذي لا ينكر في دنيا موسيقانا العربية، زكريا أحمد كان تلميذا نجيبا لمدرسة المشايخ حافظ على نقاء النغمة المصرية حتى آخر يوم في حياته، أما محمد القصبجي فقد كان من الموسيقيين المجددين وهو دارس بعمق لموسيقى العالم الكلاسيكية والشعبية ايضا وقد كان هو الذي طور من صياغة المونولوج في الغناء المصري وكانت البداية في ان كنت أسامح وأنسى الأسية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم رغم أن سيد درويش كان هو أول من صاغ أغنية من قالب المونولوج منها 'والله تستاهل يا قلبي'، و' يا اللي تحب الورد.. الورد هجرته ليه' وفهم داوود حسني الذي قدم أوبرا مصرية خالصة، 'شمشون ودليلة'.
كانت هذه الصحبة تجتمع في منزل أحدهم كل يوم، يوم يكون اللقاء في منزل زكي مراد، تدور المناقشات حول الموسيقى ثم يتبادل الجميع الغناء، وكانت الصغيرة 'ليلي' تسمع وتحفظ وتستوعب وبعد أن ينفض السامر تغني ما سمعته بإتقان كامل، وذات يوم سمعها والدها ففوجئ بأنها تملك صوتا ملائكيا ولأنه فنان فقد طلب من أصدقائه الفنانين سماع ابنته 'ليلي'، غنت الفتاة الصغيرة فأبدعت وسلبت لب أساطين الفن، وجد فيها كل من محمد القصبجي وداوود حسني كنزا فنيا عظيما، وكان للقصبجي فضل تقديمها لشركة بيضافون بشارع الموسكي لتسجل عشر أغنيات من ألحانه ما بين طقطوقة ومونولوج كما لحن لها داوود حسني أكثر من دور وطقطوقة ليكون انطلاقها بعد ذلك مدويا ورغم صغر سنها فقد استطاعت أن تجد لها مكانا وسط مطربات ذلك العهد مثل، أم كلثوم التي كانت قد تربعت بالفعل على عرش الغناء ومطربة العواطف ملك وسلطانة الطرب منيرة المهدية وحياة محمد ونجاة علي وغيرهن.
وكانت ليلى خفيفة الظل والدم مرحة فوجد فيها محمد عبدالوهاب ضالته التي يبحث عنها كبطلة لفيلم 'يحيا الحب' الذي كان بداية انطلاقها في عالم السينما.
قلنا أن ليلى مراد اشتهرت بخفة الروح والدم وكانت، بنت نكتة، كما نقول أي أنها تجيد إلقاء الطرفة في أي تجمع وكثيرا ما كان يجمع الفنانين سهرات وليالي في منزل أحدهم أو في منزل كبار الصحافيين في أربعينات القرن الماضي، وفي احدى سهرات منزل الصحافي الكبير محمد التابعي والتي قام بتسجيلها وإهدائها للإذاعة المصرية غنت ليلى مراد مع زكريا أحمد دورا من الحان زكريا أحمد وغنى ايضاً أنور وجدي الذي نال الكثير من النكات لعدم صلاحية صوته للغناء كما غنت تحية كاريوكا.
وعندما طلبوا من ليلى مراد أن تغني لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكان ضمن الحاضرين داعبته بأغنية تقول فيها: 'عبدالوهاب، عبدالوهاب لابس قبقاب' على لحن شعبي مشهور في أربعينات القرن الماضي وهو 'سلم عليّ... لما قابلني وسلم عليّ' وقد أذاعت الإذاعة المصرية هذا التسجيل النادر والذي تم في أواخر الأربعينات من القرن الماضي في منزل التابعي كما قلنا وكانت سهرة جمعت الكثير من أهل الفن.

أسرة متماسكة

وليلى مراد من أسرة متماسكة، وكانت هي بعد وفاة والدها ربة البيت رغم أنها لم تكن الأكبر، احتضنت أخوتها فكان أصغرها مدير أعمالها والمتصرف في شؤونها حتى توفي وهو في عزّ الشباب وقد ترك في قلبها جرحا لم يندمل حتى وفاتها.
وكثيرا ما كانت تذكره وهي تبكي، كما عاشت معها أختها ملك حتى رحلت عن دنيانا قبل رحيل مطربتنا بشهور قليلة، أما منير وكان المصاحب لها في تاريخها الفني، فقد عمل مساعدا للإخراج مع زوجها أنور وجدي ثم تحول الى عالم الموسيقى ملحنا ومغنيا ليكون واحدا من ألمع الملحنين في خمسينات القرن الماضي وله عشرات الألحان الناجحة خاصة المرحة التي غنتها الفنانة المعتزلة شادية، كما قام منير بتمثيل دور البطولة في أكثر من فيلم، واشتهر بغناء الطقاطيق الخفيفة مثل تقليد الفنانين - وأشهر منير إسلامه وتزوج من الفنانة سهير البابلي ورحل قبل شقيقته بسنوات.

إسلامها

أشهرت ليلى مراد إسلامها سنة 1946 وكان السبب في ذلك دروس الدين التي كانت تسمعها من الشيخ محمود أبو العيون وفي أواخر أيامها كانت جلساتها الدينية مع الشيخ محمد متولي الشعراوي وظلت تؤدي فرائض دينها الإسلامي حتى انتقلت الى رحمة الله، لكن الإشاعات لاحقتها بعد موتها وقالوا انها ماتت على اليهودية وهو قول غير حقيقي تماما كما أشاعوا عنها يوما أنها تبرعت لإسرائيل وكانت شائعة مقصود بها تدميرها فنيا لكنها استطاعت أن تثبت براءتها واعتزازها بمصريتها وإسلامها. تزوجت الفنانة الراحلة ثلاث مرات الأول، كان الفنان أنور وجدي والثاني وجيه أباظة الذي رزقت منه بأبنها أشرف محمد وجيه وهو الآن مدير لواحد من أكبر فنادق مصر ثم تزوجت بعد ذلك المخرج فطين عبدالوهاب ورزقت منه بابنها زكي المخرج السينمائي المعروف حاليا.
وعاشت فنانتنا مسلمة راضية بقضاء الله وقدره رغم كل ما أشاعه المغرضون عنها حتى انتقلت إلى دار البقاء يوم 21 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1995 رحمها الله.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس