رد: مطربون تفوّقوا على أم كلثوم في أداء أغانيها
عنوان صعب ـ على أمثالي ـ ... كلمة " تفوّقوا " ( ترعب ) !!! ،، وبداية ً أعتقد أن أمّ كلثوم يكفيها شرف الإيجاد ، إيجاد شيءٍ لم يكن موجودًا ، وأصبح بناءً أو طريقـًا مُمهدًا سارَ فيه ـ داخل قانونه ـ كلّ من تصدّى له !
النماذج التي استمعت إليها هنا لم يرُقني منها سوى " إنت الحبّ " بصوت مي فاروق ( وبالمناسبة .. أكتب التعليق على صوت أنغام في " ظلمنا الحب " ) ، أما " لسّه فاكر فهذه هي المرّة الأولى التي أستمع إليها بصوت المواطن جورج وسوف ، وهو ـ في غنائه أعمال أم كلثوم من " الأطلال " إلى " إنت عمري " إلى .... ـ يغني وكأنه يمصّ عود قصب ، و" لسّه فاكر " هذه جعلتني أشمّ روائح الملاهي الربع نجمة من أدخنة وأصوات وروائح أطعمة مختلطة بأشياء أخرى ، وأؤيد الذين قالوا ليس هذا مكانها .
ـ زمان ... ونحن ندرس الشريعة الإسلامية بالجامعة ، كان هناك درسٌ بعنوان " عقوبة الزنا .. بين القرآن والقوانين الوضعية " ، وكانت أول جملة في الدرس هي : " إذا قلت إن هذا السيف أفضل من هذه العصا ، فإنك قد أسأتَ إلى السيف ، فالسيف لا يُقارنُ إلا بسيفٍ مثله " ، وأستعير هذه الجملة وأخرجها من سياقها الأصلي ، أو المناسبة التي تعلمتها فيها ، وأجعلها من قبيل الموروث ( كالأمثال والحكم ) الذي نستعين به للتشبيه والتمثيل والمقارنة ، وبالرغم من تحيّزي الشديد إلى أمّ كلثوم إلا أنني لا يمكن أن أطيق أن أستمع إليها في " يا مسهرني " ، " الحب كله " ، " إنت الحب " ، فهي من الأعمال الضيقة عليها ، ولذلك استسغتها بصوت الصغيرات مثل مي فاروق ( التي أبدعت في " يا مسهرني " ، و" إنت عمري " بالإضافة إلى " إنت الحب " ) ، مشكلة مي أنها تـُسمعُ ولا تـُرى ( مثل فريد ووردة وسوزان عطية )
أمّا آمال ماهر فكلما استمعت إليها تغني شيئًا لأمّ كلثوم قفز إلى ذهني قولُ الشاعر:
ولكلِّ شيءٍ آفة ٌ من جنسِهِ
حتـّى الحديد... سطا عليهِ المِبرَدُ
فآمال ،لصغر السن وحداثة التجربة ولضآلة وعيها بالكلمات ، ويُضاف إلى ذلك عدم أمانة الذين أحاطوا بها ليكتسبوا ـ ويتكسّبوا ـ من ورائها مالا وغيره ، أفسدت سبعين بالمائة مما غنت لأمّ كلثوم بدءًا بـ " الأطلال " ثم " الثلاثية المقدّسة " وصولا إلى " أروح لمين " و" فكـّروني " ، هي خامة صوتية حريرية ، وتغني طبقـًا للقانون ، ولكن بشكل آلي خال من الإحساس ، وأعني بهِ عدم فهمها لمعاني الكلمات فتؤدي كأنها تتخلـّص من مأمورية ، لا كمستمتعة بما تؤدي ، وهي أيضا ضمن معسكر الذين ـ واللاتي ـ أستمع إليهم ولا أطيق مشاهدتهم ( تليفزيونيا ) ، وآمال ، ومعها أنغام وذكرى ومي وريهام وياسمين علي ، أهون ألف مرّة من جيوش البراغيث التي ترعى في حقل أغنيات أمّ كلثوم الآن ، وفي جميع الحالات يبقى البرج الكلثومي شامخـًا صامدًا مدببا كمسلة فرعونية ، ويا ويلها من تحاول الاقتراب أو التصوير ،، إنها المجازفة الكبرى التي وصفها الراحل بليغ حمدي بـ " الغباء " ، لكنه ـ يرحمه الله ـ لم يعش حتى يرى ألحانه لكوكب الشرق ( حبّ أيه ، سيرة الحب ، فات المعاد ، ألف ليلة ، بعيد عنك ) وهي تتحوّل إلى لبانة في أفواه مساطيل الفن الحديث !!
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم ....... ولهم !!
|