إستعمال البرمجيات وتوظيفها لهذا النوع من التجارب فيه كثير من الطرافة ويمنح المؤلف إمكانيات لا حصر لها في تجربة تلاحينه وإختبارها مع عدم توفر الفرقة الموسيقية والتكلفة المادية التي تتطلب إنجاز العمل وتنفيذه.
غير أن إخراج هذه الأعمال بهذه الطريقة في الموسيقى العربية تسلب منها أهم عنصر وهو الثراء في الأداء وتنوعه إذ أن من أكبر المصائب التي ابتليت به الموسيقى العربية هي الإعتماد الشديد على تقنيات الأستوديو وإخراج الإنتاج الحديث بهذا الشكل المعلب والإصطناعي: أقول إصطناعي وإن كان المصدر حقيقي اي آلة الكمان الوترية والتيي يتم التحايل عليها بهذه البرمجيات لتحويل طبقة الصوت بحيث تبدو وكأنها آلة التشيلو أو الآلطو ومن هنا تكرار الأداء الواحد للكمان مع التلاعب بهذه الطبقات الصوتية المختلفة بحيث تبدو وكأنها عملية توزيع بينما هي تجريد الخط اللحني من عناصر الثراء التي كنا نلمسها في الأداء القديم والذي يصل إلى التباين الصوتي بما يعبر عنه بالهترفونيا.
ويمكن أن نلمس هذه التعددية الصوتية في التخت التقليدي في تسجيلات العقود الأولى من القرن العشرين أو في بعض الممارسات التي لا تزال حية ببعض الفرق الموسيقية التقليدية خاصة في الجزائر إذ لا تزال ظاهر الهتروفونيا حية في أجواقها التقليدية...