حالة العرب
عجبتَ ؟ وما في الأمر من عجبِ
فهذه ياآبني حالةُ العربِ
رجالٌ كان النّاسُ لهم تبِعًا
وهاهمُ اليومَ آخرُ الذّنبِ
فمذْ تخلّوا عن كتابِ وحدتهمْ
تحكَّمتْ فيهمْ أتفهُ الكتبِ
وبعدَ ما علموا صوابَ ما علموا
تراهمُ اليومَ أفرغُ العُلبِ
وصارَ عالِمُهم بالجهلِ يأمرُهم
إذْ يَقلو قرآنَهم ويُفتي بالكذبِ
من أجلِ دُولارِهم قد باعَ ذمَّته
ثم غدا لعبةً من جُملةِ اللُّعبِ
وصَار حاكمُهم جلاّدَ جلدَتهم
والحُكمُ قد صارَ أفسد الرُّتبِ
فمَا لهم مُصلحٌ لِلهدي يُرشِدُهم
وإنّمَا ضلّوا الحقّ من حُقُبِ
إنْ قام قائمُهم للحقِّ يَجمعُهم
لم يَبخسْوا حَقّه بالسَبّ والشَّغبِ
واحْتدّ إعلاَمهم بالكُفر يَنعَته
والصُّحفُ قد سَارعتْ ترْميه بالشُّهبِ
بالأمْسِ (ناصِرُهم) قد ماتَ من كمدٍ
إن رَام عزَّتَهم فآعْتزُّوا بالنُّصبِ
واغْتالوا (فيْصلَهم) في عيد فرْحَتهِم
وقالوا : قاتِله مُصابٌ بالعَصَبِ
واليوْم قد جمَعوا للحرْبِ ما جَمعوا
يَصْلون (صَدَّامهُم) بالنّارِ واللُّهبِ
منْ أجلِ بِترولِهم قدْ خَاضوا مَعركةً
سَوداءَ قاتِمةً لا تُفضي لِلهربِِ
لمْ يملكوا عُدَدا للحربِ فاسْتأجَروا
من (صَامَ) عُدّتَه بِالماسِ والذَّهبِ
قد حََكَّموا (بُوشْ) وقالوا : صَاحِبُنا
فَجائَهم حانقا بِسيفهِ الذِّرَبِ
فَقَدَّ أضْلُعَهم وداسَ أَرْقُبَهم
وجاسَ أوطَانَهم في قلَّةِ الأدبِ
وصالَ صَولتَه وجالَ جولَته
ودَمْدَم فوقَهم كالرَّعدِ في السُّحبِ
وغَاط في أرْضِهم وبالَ في بحرِهم
وفَشَّ في جوِّهمْ فكانوا كالذُّبَبِ
وخلَّفَ خَلفه الأوْطانَ خَاليةً
وخلَّف خَلفه الأيْتامَ في الخِربِ
وخلَّف خَلفه الأمْراضَ والفِتنِ
وخلَّف خَلفه الأحْقادَ في الخُطبِ
فَزَغْرَدتْ (فَاطمُ) بالحُضنِ تَحضُنُه
فَليَحيَ مُنقذُها مِن كَبوةِ العَطَبِ
عِندئذٍ صُغتهَا للنَّاس تَقرؤُها
مَكتوبَةً بِيدي ذي حالةُ العَربِ
تحريرا ببروكسال من 4/8/90 إلى 4/3/91
الشّيخ الأستاذ الإمام : العجمي مصباح