عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 29/11/2008, 22h13
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: روز .. والخاتم الفيروز

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAHID 76 مشاهدة المشاركة


كانت تدفع بزواج بناتها لاول طارق يطلب يد البنت فى محاولة منها أن تنتهى من زواجهن سريعا حتى تتفرغ لتحقيق طموحاتها فى الحياة .. قاست فى حياتها كثيرا منذ أن رحل عنها أبوها ثم من بعده أمها وهي مازالت صغيرة في التاسعة من عمرها .. أخذت تتنقل بين منازل أخواتها الكبار ومنازل خالاتها وخالها (العائلة) .. ولولا بقية من ميراث لها عن والدها ما كان أحدا اهتم بها ولا أعارها اهتماما ..


وما إن بلغت سن الرابعة عشر حتى زوجوها(من) لقريبها الشاب الذى لا تختلف ظروفه عنها .. أتموا زيجتة (زواجه) ببقية ميراثه وتزوجوا فى حجرتين فى بالمنزل(عائلته) الكبير لعائلته ..


وما إن تم الزواج حتى خلعت الزوجة أساورها (التعبان) وباعتها واستبدلت مكانها أساور من (المطلاه) بقشرة الذهب .. فعلت ذلك حتى لا تشعر واحدة من سلفاتها أنها باعت الاساور الذهب .. أعطت ثمن الأساور لزوجها مع ما تبقى لها من نصيبها من الميراثها .. كى ينطلق إلى عالم تجارة النحاس الجديد والخردة .. حتى أنها أعطته ما كانت تملكه من اوعية نحاسيه مما يكون فى جهاز العروسه .. ومن نجاح الى نجاح فى التجاره وزيادة فى رأس المال .. إلى زيادة فى الأولاد .. زوجتهم جميعا حتى جاء دور آخر العنقود "روزا" .. تزوجتها إلى اول عريس تقدم لها على بغير رغبة منها .. كانت لروزا شخصية تختلف كل الاختلاف عن شقيقاتها .. كانت حادة المزاج قوية الشخصيه وأسلوب تفكيرها مختلف ..


تزوجت روزا وعاشت حياتها .. وفى إحدى مرات ، وكان ذلك فى بالمصيف الذى اعتادت اسرتها علي قضائه كل عام .. وروزا تجلس على شاطئ البحر .. وقعت عيناها على أفراد الاسرة (أي أسرة) الذين اتخذوا مكانا بجوارها


.. صاحت داخل نفسها وقالت ...... يا إلهى ... إنه يكاد أن يكون هو .. لولا أنى متأكدة من استشهاده فى الحرب لقلت أنه هو بشحمه ولحمه


.. أمعقول مثل هذا الشبه ؟!.. يخلق من الشبه أربعين ..


ذلك (هذا)الرجل يشبه تماما شابا كان يقطن شارعهم القديم الضيق فى الحارة(شارع قديم ؟ أم حارة ضيقة) القديمة .. كانت تقف له (تنتظره) فى الشباك (بنافذتها) فى (عند) الخامسة صباحا وهو فى طريقه إلى الكليه العسكريه بالقاهرة .. لتحظى بنظرة منه بعد أن يمضى مع أسرته بضعة أيام .. كانت تقف لتراه حين يطير الحمام الذى يفترش الارض فى هذه الساعة المبكرة من اليوم ليلتقط الحب (سياق الجملة جعل الحمام يطير ليلتقط الحب ، بينما الحمام كان يلتقط الحب أثنا افتراشه الأرض).. كان لطيرانه مع هديله صوتا نافذا (نافذا ، وصف غير مكتمل للصوت) .. تعرف منه أنه قد دنا من منزلها .. ليدق قلبها دقا عنيفا حتى أنه يكاد أن يفارق صدرها .. وتزداد وتتسارع (تزايد و تسارع دقات القلب له نفس المعنى) دقات قلبها عندما يرمى لها بنظرة يختلسها من وراء ظهر (تشبه تكرار سابقتها) أبيه الذى كان دائما يرافقه إلى محطة القطار وهو مزهو بولده (و) ببدلته الكاكى والنجمة اللامعة على كتفه .. كان فى تلك اللحظة يتظاهر بانشغاله بضبط "الكاب" (الكلمات الأعجمية يجب حبسها بقوسين)على رأسه حتى (كيْ) لا يلحظ شيئا(تقصدين أبيه هنا؟) .. بعدها كانت روزا تغلق الشباك لتلقى بنفسها إلى الفراش لتنام نوما لذيذا(؟؟) ..


حاولت بطرق كثيره أن تتعرف على أسرة الجوار فى المصيف .. حتى نجحت أخيرا فى عقد صداقة معهم (تعبير جيد عن إختلاق صداقة ، لكن ليس للكتابة الأدبية) هى وزوجها وأولادها (و أسرتها ).. حتى يتسنى لها فيما بعد المصيف أن ترى شبيه جارها القديم الذى أحبته .. ولما حان موعد الرحيل تبادلوا العناوين وأرقام التليفونات .. وعادت كل أسرة إلى بلدها (همَّ أجانب ؟) .. ظلت منذ تلك اللحظة تخطط فى كيفية زيارتهم وحدها فى بلدهم .. وما هى إلا أيام وبدأت الاتصالات المتبادله .. حتى وجهوا أخيرا الدعوة لهم لزيارتهم .. إستطاعت أن تقنع زوجها بالسفر وحدها لزيارتهم ..


وأخيرا سافرت .. وكان زوج صديقتها بانتظارها فى موقف السيارات بسيارته الفارهه واستقلت (جلست بـالمقعد) الكرسى الامامى بجواره بينما هو يرحب بها بشدة متذكرا معها أيام المصيف ولقاء الصدفه التى هى خير من الف ميعاد ..


فتحت حقيبة يدها وأخرجت منها خاتما من الذهب مرصع بفص من الفيروز .. ناولته له قائلة .... هذا لك أنت ... بينما تسلط عيناها عليه متذكرة فتى الحارة متصورة أنه يعرف قصتها معه .. ولولا بقية من حياء منه لرده إليها ..


وصلا إلى منزله لتجد زوجته فى انتظارها وهى فى غاية السعادة للقائها مرة ثانيه .. وحان ميعاد الغذاء وهم يتبادلون الاحاديث المختلفة .. طلبت من صديقتها مصاحبتها الى السوق لشراء بعض حاجياتها من هذه المدينة .. وتعمدت أن يتأخر بها الوقت كى يتثنى (مكتوبة من شوية صح ، يتسنى) لها أن تبقى معهم أطول وقت ممكن .. ولكى تطمئن زوجها اتصلت به تلفونيا قائلة له أن الوقت قد سرقهم و أنها تأخرت حتى دخل الليل عليها وهى تخشى الليل وستعود بعد الفجر مباشرة .. واقتنع الزوج وباتت ليلتها بعد ان قضت معهم وقتا كبيرا من الليل ..


قامت من النوم فى الصباح المبكر حتى تتمكن من السفر .. لتجدت طعام الفطور (الإفطار) فى انتظارها .. ومع الفطور فتور فى توديعها .. لم يعرض الزوج عليها توصيلها للمحطة .. شرح لها كيفية الوصول .. شعرت ببرودة الثلج فى سلامهم عليها ونظراتهم تستعجل خروجها وهى فى حيرة من أمرها من هذا التغيير المفاجئ .. أخذت تسال نفسها وهى تهبط درجات السلم حتى أنها من ذهولها نست أن تستقل المصعد .. وما إن خرجت من باب العمارة وهى شاردة نادت .... تاكسى .. وقف التاكسى


..... الموقف يا اسطى ...


وانطلق السائق الذى يعرف طريقه . بينما هى شاردة ذاهلة والسائق يقول لها ..... الموقف يا مدام .. وصلنا يا هانم ..


فتحت حقيبة يدها تعطى السائق أجرته .. واذا بها تجد مفاجأة فى انتظارها .. شعرت أن صفعة نزلت على وجهها .. أفقدتها صوابها .. لكنها تماسكت إلى أن دفعت الاجرة للسائق .. نزلت من التاكسى .. وفى تلك اللحظه عرفت سبب برود وداعهم .. كان الخاتم البراق المرصع بفص الفيروز قابعا فى حقيبة يدها ..


يا إلهى هل أخبر زوجته بحكاية الخاتم .. أم يا ترى وضعه بدون علمها فى حقيبتها التى كانت على "الكنصول" بمدخل الشقه ..


سارت فى خطوات مرتعشه حيث السيارة كأنها الدهر كله والناس من أمامها شخوص تتحرك لا تسمعهم ولا تراهم .. ألقت جسدها المثقل على كرسى داخل السيارة واكتفت بإماءة من برأسها للسائق .. بعدها انخرطت فى بكاء مر اهتز وانتفض له جسدها كله .. وكأنها تنفض عن نفسها أوزار حياتها كلها .. إنهمرت دموعها كسيل منهمر كالمطر كأنما أرادت ان تغسل نفسها بهذه الدموع المحرقه ..


إنطلقت السيارة والركاب فى عجب من أمرها .. وما هى إلا دقائق حتى فتحت شباك السيارة .. ألقت بعيدا بعلبة الخاتم ذو الفص الفيروزى .. أحدثت صوتا حادا وهى تصطدم بأسفلت الطريق .. تخلصت من الشئ الذى سبب لها هذا الموقف المشين .. وأسندت ظهرها الى الخلف ..



يا ترى أيكون بكائها لانه يشبه الحبيب القديم فى عظمتة وكبريائة



.. أم لأنها ولأول مرة .. تجد من يقول لها لا ...........................


نعود بعد الفاصل
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس