عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 24/11/2008, 22h36
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: إهداء خاص للأستاذ رائد عبد السلام



أستاذنا الفاضل الأديب البارع :

سيد أبو زهده

صباح الرياحين

أعود مرة اخرى إلى هذه القصة البديعه والفراشة الأنيقة والمحارة القصصيه وما فيها من لؤلؤ يشع بالجمال والبهاء من خلال حروفك الساطعه المرصوفة في هذا العقد البهيج .

فهذه نسمة من نسائم الروح وهمسة من همسات الذات وصفحة من صفحات الوجدان ، هذه القصة التي صورتها لنا بفكرك ثم زخرفتها بوجدانك وبعد ذلك جمعتها وجسمتها قطرات من فيض قلمك في حلقة متواصله من حلقات الإبداع النابض بالبراعة والجمال فهي تحمل خفقة من حياة ودفقة من عاطفة صادقة .

هذه القصة التي تناولت الحدث في كل انحاء القصة فأصبح هذا الحدث وهو " تداعيات الغربة والحنين " يسير في أتجاه واحد ، ومن منطلق الغربه والحنين إلى ارض الوطن نسجت لنا هذه القطعة وغزلتها بخيوط من حنين وإشعاعات من ضياء ، بهذا التناغم ما بين آهات الروح الحائرة وما بين أحداث الواقع الآليم ، فقد دمجت لنا بذلك بين البعد الإنساني العميق وما فيه من صبابات حنين وذكرى ، وما بين قساوة ولوعة البقاء ، بهذا الوصف البديع لهؤلاء السناجب وهذا الحوار المباشر وما فيه من بوح وتميز وهذا السرد الشيق واتضاح معالم الزمان والمكان " صيف كندا الفائت " ، وهذه الشخوص الظاهرة بكل أبعادها التفصيلية واحوالها الشاخصة كما في :

"على لطفها فهي عاصية على الإستئناس ، ضلت طريقها في المدينه فما انست سكانها ..متشبثة بما تبقى من اخضرار .."

ثم بعد صراع الحدث تصل بنا إلى مرحلة العقدة والحل والبناء حيث تتداخل الأفكار والرؤى :
" لديك مشكله في حلها في لا أو نعم "
استوقفتني هذه العبارة حيث قدمت النفي على الإثبات ، قد يكون دواعي النفي أقرب إلى الروح ربما ...

تتحدث عن لواعج الذات الحائرة بهذا الهمس وما فيه من تساؤل :

"أبث الحبه شكواي وأنا أشرخ غلافها بإضراسي ثم ألقيها فإن فلح السنجاب في أخراج لبها فنعم وإن خاب فلا ..

وبعد ذلك أوصلتنا إلى الفكرة النهائية حيث لا انتهاء لها ، في :


"يبقى سنجاباً أم يعود إلى ما تبقى من اخضرار
انتظر ليعض لها الحب ويخبىء به السؤال "


وأنا أقول يا أستاذي _لو سمحت لي _ أنه يبقى أستاذا هناك ، فما دامت أضراسه قويه فهي قادرة على أخراج من الحبة من لب ، عندها ستكون الإجابه بنعم للبقاء ، وإذا كان هناك " بضع شجرات يحدها إزعاج من اسفلت وقبح من اسمنت " فهذه جمادات ولكن المصيبه في العودة بوجود قلوب من أسمنت وأرواح من أسفلت .

فالحل من وجهة نظري في اللأعوده ، فالوطن يبقى في القلب والروح مهما ذهب الإنسان ، والبعد في حب لهذه الأرض خير من العودة والعيش من تداعيات وتفاصيل الغربه الذاتيه القاسيه ، فهي الغربه بذاتها ،المهم هوفي المشاعر" أن لا تتسنجب " وتتحول إلى سناجب داخليه عميقة تقتل ما في الروح من حب وتخرج ما فيه من لب ، فالروح والقلب والوجدان هم الوطن الحقيقي وحب الوطن هو في أرض القلب مهما كان حلول هذا الإنسان في بقعة من بقاع الإرض فهذه هي الأرض المخضرة وفيها نبتة الآس الباقيه في دوام الإخضرار وفيها ظبي يمرح في كناس يتلو أوراد الحنين والصفاء فيشدو إلى بوح الكلام .


فشكراً جزيلاً على القصة التي أحببتها بلو استمتعت بقرائتها مراراً وتكرارا وفي كل مره أشعر أني أقرائها للمرة الأولى لما من رمز بديع وإيحاء شفيف، وعذرا على الإطاله وعلى هذه الكلمات المتواضعه في حق هذه القصة الجميلة .



دمت لنا بهذه الورود التي تتورد والشموع التي تتوقد
والفراشات التي تتلون في هذا الروض السماعي
الأصيل الرصين .







رد مع اقتباس