طريق النّدم
سلكت طريق الضلال وكان لي
مثل السّحاب يحجب النّور ويمطرني
آثاما قد تزلّ بها قدمايا وفي
الوحل بعد النّجاة منه يرجعني
سبحت في بحور الفسق وكنت
من الأوائل إذ أنّها لم تستطع تغرقني
وزرت كلّ الفجور وتجرّعت منها
خمور الغيّ تميلني تارة وتسكرني
وفي المعاصي تفرّعت عروقي وامتصّت
من الدّماء ما تحييها أبد الدّهر تنعشني
وكنت مع نديم الكأس مقترنا
يملأه لي حين يراه منتصفا أو ينقصني
تكاثرت أصحابي وتداولت مجلسي
تسامرني ليال الملذّات ما طابت تأنسني
حتّى إذا بدى نور الدّجى تفرّقوا من
حولي مثل الذئاب وأنا الفريسة تنهشني
أنيابهم وفي لحمي وعظمي تشبّثت وما
أبقوا من جسدي إلاّ رفاتا كالرّماد تنثرني
رياح النّدم على ما فرطت في حقّ
ربّي، فما وجدت خلاّ عن الآثام يزجرني
وحين أحسست بأنّ آجالي قربت
والموت حثّ خطاه نحوي يطلبني
مددت يدايا إلى السّماء مبتهلا
بعد أن باتت ذنوبي على أنفاسي تخنقني
ربّاه إنّي تبت إليك فهل لي
مثلك إلاه يغفر ذنبي ويسترني
فيا خالق الكون اعفو واصفح
فإنّ رجائي فيك كبير وأملي يسعدني
إلاهي، من لي سواك أدعوه وأرجوه
دموع النّدم سالت على الخدّين تحرقني
والقلب بذكرك والعا متصدّعا
عسى كتابي يبيضّ في وجهي ولا يحزنني
تحنّ النّفس إلى ماضيها سويعات
والقلب يأبى دائما أن يطيعها فينهرني
وفتّحت أبواب المعاصي من جديد
وأتتني دنيايا بشهواتها تهرول تغمزني
فجحدتها ورميتها خلف ظهري
قائلا: عرفتك يادنيا فالله منك يعصمني
يا دار كلّ تشعّث وخبال اذهبي
زهدت فيك فطريق ربّى يرشدني
إلى ما يحيي جسمي من علل
نور الهدى تبعته ومن الظلام يخرجني
هو الواحد الأحد، الفرد الصّمد
دعوته نادما على ما فات فجئته يسعفني
لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك لبيك
صاروخ
__________________
مثلما تدين تدان
تحكمـوا فاستطالـوا فـي تحكمـهـم........ وعمـا قليـل كـأن الأمـر لــم يـكـن
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبغى........ عليهـم الدهـر بالأحـزان والمحـن
فأصبحـوا ولسـان الحـال ينشدهـم........ هذا بـذاك ولا عتـب علـى الزمـن
الإمام الشافعي