رد: شيخ المنتدى يحكي عن مسيرة الفنان احمد القلعي الفنية
توجهت يوما لمقابلته بمقهى الإذاعة فوجدته منهمكا في قراءة عديد الصفحات من الترقيم الموسيقي-فاستغربت الأمر واستفسرته عن السبب فأفادني بأن الدكتور- صالح المهدي- مدير المعهد الموسيقي الأعلى الوحيد بتونس وقتها - دعاه قبل مدة وعرض عليه في إلحاح أن ينكبٌ ويثابر على تعلم الترقيم الموسيقي قصد المشاركة في اجتياز امتحان أخر السنة بالمعهد ويتحصل على شهادته العليا حتى يتمكن من الالتحاق به ضمن سلك المدرسين. وفعلا تحقق له ذلك وباشر في العام الموالي عمله هناك أستاذا يدرٌس آلة العود. وهذه الشهادة لا يتحصل عليها إلا من قضٌى بنجاح ثلاث سنوات بالمعهد الرشيدي ثم بعدها سنتين بالمعهد الأعلى للموسيقى-
ولا شك عندي أن الدكتور قام بهذه البادرة ليسدٌ الفراغ الكبير الحاصل بالمعهد - واعترافا لأحمد أيضا بكفاءته العالية - وحنانا من لدنه حتى لا يتركه يرتزق من الهامش- وهو عمل خيّر مشكور-
وعن بداية تعلمه العزف على آلة العود حكى لي أحمد أنها انطلقت وعمره سبع سنوات - وأن والده - عمنا علالة - والذي عرفته عن قرب حينها بحكم عمله في مصنع للحرير مقابل دكان المرحوم - عبد العزيز الجميل - الذي كان يصنع ويصلح مختلف الآلات الوترية وفي نفس الوقت يعلم مبادئ العزف والغناء بأسلوب رعواني وليس بالأسلوب العلمي الذي يرتكز أساسا على الترقيم الموسيقي - وبهذا تتلمذت عليه وتتلمذت عليه أجيال متعاقبة تخرج منهم العديدون من أشهر العازفين يتقدمهم عازف العود الأشهر الأستاذ العظيم المرحوم - علي السريتي -
وأضاف أحمد أن والده الذي هو عازف كمان كان حريصا على تعليم أبنائه العزف حتى أصبح منزله يضم فرقة كاملة تتكوٌن من عازف قانون وعازف ناي وعازف الكمان الشهير- رضا القلعي - وآخرهم أحمد عازف العود -
ويتابع أحمد بأن أسلوب والده في تعليمهم كان صارما جدا : إذ أنه يسلم أحدهم أسطوانة عليها تسجيل ما ولا يمهله أكثر من أسبوع ليعرضها عليه بآلته مطابقة للأصل وإلا فالويل له إن أخفق-
بقلم امحمد شعبان
التعديل الأخير تم بواسطة : امحمد شعبان بتاريخ 01/08/2009 الساعة 12h41
|