أستاذي الجميل ، الأستاذ رائد عبد السلام
من حسن طالعي أننا نتواصل عبر الإنترنت -مؤقتاً حتى يأذن ربي بما أتمناه ، نلتقي بمصر- و هذا الساحر المذهل البديع ، الإنترنت ، يتسع لكل شئ حتى الإنحناء. فدعني أعاود انحناءتي -الأولى- لهذه الدرجة من التفاعل مع النص.
و يعلم الله أن "السنارة غمزت" منذ أن تفضلت علي بقراءة"تداعيات هزازة" فأخذني نقدك الرصين"الفاهم" إلى سنوات التساؤل الأولى .عندما كنا نخبئ مانكتب ، بينما نبحث عن إجابات عند "الفاهمين" من أمثالك يا أستاذ رائد.
شممت في كلماتك رائحة الغيرة على المعشوقة الأزلية ، اللغة العربية. و أنت تستفز الكاتب بالتهم لتعلم ما كان قصده حين "فعلها" . هل كان جهلاً ؟ هل كان سهواً؟ هل ضربة حظ؟
أم أنه ذلك الفتى الذي كانوا يسمونه "النحات" ولما يبلغ العشرين بعد. وقد نفحه الله من عشق استولاد الكلِم ما أعجب "الفاهمين".
هل تذكر "حديث الأربعاء" يا أستاذ رائد؟ وصوت الدكتور طه حسين ينساب عميقاً دافئاً واثقاً من الراديو -عصر كل أربعاء وهو يقول:
لغتنا العربية يسر لا عسر . ونحن نملكها كما كان يملكها القدماء
فلما يسر الله لي إقتناء "أحاديث الأربعاء" كتباً ، علمت أني لست بحاجة لأن تقول ، مثلأ: قفز إلى قارب الأرجوحة و كأنه فارس يمتطي صهوة حصانه الأبيض ذي الغرة الرمادية ...، ... ،... مثلاً .
سيما و أنت تصب إبداعك في ذلك القالب الساحر ، القصة_التي تعرف نوعية قارئها. والتي تعلم يا أستاذ رائد أنها أصبحت في النصف الثاني من القرن الماضي ، عاصمة كل فنون الكتابة فأخذت من الشعر التكثيف و أخذت من الرواية السرد و أخذت من المسرح الشخوص . بل راحت في " أخذها" إلى "الأسطورة" فلا تزال تنهل من معينها. وحتى لايظن عابري السبيل من قراء هذا الكلام ، أن "القصة" كجنس أدبي ، أستنسخت من كل تلك الفنون . أو أنها "أخذت" فقط ، ولم تعط. فلست بحاجة للتدليل على أنها أعطت الساحرة الكبرى "السينما" و المسرح - التجريبي خاصة. وليس من الوقت متسع لذكر أمثلة .كما أنه من السذاجة الحديث عن هذا بغير استعراض -على الأقل- المراحل المفصلية في تكريس القصة جنساً أدبياً مستقلاً.
أقول أن كل قراءة منك لما يأذن الله برفعه هنا هو مبعث اعتزازي و افتخاري. وأنا لاتفرحني تلك العبارات البلاستيكية الجاهزة الملقاة على أرصفة المواقع الأخرى، والتي بحمد الله لم أقرأها في سماعي.
وما يعظم فرحي بالكتابة وأنا رجل على سفر دائم منذ منتصف الثمانينات . مما أفقدني دفء التواصل مع قراء حقيقيين - خارج نطاق الأصدقاء، الذين قد تشكل أراءَهم ، المحبة - أنني وجدت هذا في سماعي في التوقيت الذي أراوح فيه بين التأجيل و التنفيذ لفكرة إطلاق موقع شخصي على النت. فاكتفيت بسماعي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
عارف انا باطول عليك ليه كده يا أستاذ رائد؟
علشان انت تستاهل ، بصراحة و الله . نويت اصدعك
(إيه ده سيب الماوس رايح فين؟ إستنى)
ما قلتليش أخبار الحصان إيه ؟
مش هوصيك عاللوز .
أنا أجازتي -أحلى أجازة والله- هتخلص على نهاية الأسبوع ده ، ومش شاغلني غير حاجة واحدة : أجيب مين أديله الباص وورد بتاعتي علشان يصدعك على ما ارجع ؟
هو كان فيه معضلة تانية شاغلاني بس ربنا ألهمني بحل مدهش . كنت خايف تفوتني طزاجة الأجزاء اللي بتترفع هنا
رحت طابع اللي اترفع (طلعوا 28صفحة - فونط 14) وقلت كل يوم ارجع أطبع مايستجد.
فيه كلام كتير لازم يتقال بعد مايخلص الكتاب(أنا حابس نفسي).
بس عايزك تركز في جزئية مهمة:
مش عارف ازاي الدكتور أنس ، بيقدر يحافظ على القدر ده من التوازن مابين "الأمانة العلمية"بمعناها الأكاديمي(توثيق الحدث) . وبين جماليات السرد وانسياب الإستطراد ؟
يعني لو صناع الدرامة التاريخية في بلادنا كانوا بيراعوا ربنا كدة ، كان زمان عندنا جيل من الأوليا .
و ده مايعرف ب"فلسفة الدولة الإعلامية" . دولتنا عايزة جيل من العواطلية.
خلاص يا أستاذ رائد ، أشوفكم كل سبت وأحد الساعة الثانية ظهراً بتوقيت جرينتش.بتكون 6المغرب في كندا.
بس قبل ما انسى أنا كنت سبتلك أمانة هنا ياريت تجربها قبل يوم السبت