رد: الفرقة الماسية بقلم ابن الماسية الحلقة الثامنة منوعات وخواطر
استاذنا العزيز عادل صموئيل
أمتعتنا بالمقالة الرائعة و لكن أحزني أن ملحن (كما يسمونه ذلك في هذا العصر) لا يستطيع كتابة أفكاره بل أن ليس له فكر موسيقي من الأصل و لا يعلم المقامات المفروض أنه ها يستعملها و مصداقاً لكلامك أن ملحن آخر شهير و له أعمال جيدة ذهب إليه صديق لي موزع موسيقي و هذا الملحن أحضر العود و بدل العزف على أوتار العود قلب العود و أخذ يطبل عليه و يغني له اللحن. و راجعت صديقي في قصته هذه فأقسم لي أن هذا حدث بالفعل و صديقي هذا معروف بصدقه و أمانته.
المهم أن ملحنين زمان حاولوا تعلم التدوين و أكثرهم نجح و لكن ربما كانوا يكسلوا في تدوين ألحانهم و يستعينوا بمن يدون لهم لزيادة الدقة في التدوين و يكفيهم أنهم عازفين مهرة و عارفين بالمقامات و القوالب الموسيقية و حسب علمي أن عبد الوهاب تعلم التدوين على يد مدرس إيطالي و كان يدون معظم أعماله و بعد وفاته قامت قرينته بتسليم نواته الموسيقية إلي الموسيقار مصطفي ناجي و من الحاجات الغريبة أن إحدي نوت عبد الوهاب و مكتوب عليها التاريخ سنة 1958 بالإضافة إلي أسم دواء و أسم صيدلية بشارع الحمرا ببيروت و في أخر مدرجين مكتوب جزء من لحن أغنية سواح لعبد الحليم اللي ملحنها بليغ حمدي في الستينات (جزء: و إن لاقاكم حبيبي سلموا لي عليه ...عامله أيه الغربة فيه) و أحتار صديقي الموزع أيه اللي جاب لحن بليغ اللي في الستينات إلي نوتة عبد الوهاب اللي عليها تاريخ 1958 و سأل صديقي الموزع أستاذه مصطفي ناجي عن التفسير فأجابه يمكن عبد الوهاب أعطي هذه الجملة إلي بليغ على أن يكمل اللحن لعبد الحليم حيث أن شركة أسطونات صوت الفن عبد الوهاب شريك فيها و سيعود عليه إيراد الأغنية و لذا يهمه نجاح الأغنية كما أن بليغ كان في بداية مشواره في التلحين و أراد أن يساعده و دلل على ذلك أن بليغ قام بتلحين نفس الكلمات في هذه الأغنية بطريقة أخري! و لم يروق لي هذا التفسير و خاصة أن عبد الوهاب ليس من السهل أن يعطي جملة موسيقية لملحن آخر على سبيل المساعدة و بليغ قادر على تلحين الجمل الرائعة كما أنه طبيعي جداً أن يقوم بليغ بتلحين نفس الكلمات بطرق مختلفة (مثلاً موعود: و أمانة يا دنيا أمانة عبد الحليم بيغنيها بلحن و الكورال بلحن آخر و الأمثلة عديدة) و التفسير اللي أنا فكرت فيه هو أن نوتة عبد الوهاب كتبها سنة 1958 و في الستينات سمع لحن سواح و أعجبه هذا المقطع و كانت هذه النوتة بالمصادفة أمامه فقام بتدوين هذه الجملة في السطرين اللي فاضيين أسفل اللحن الخاص به و الله أعلم.
|