الموضوع
:
عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
عرض مشاركة واحدة
#
2
01/11/2008, 18h09
د أنس البن
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن
.. تمهيد ..
كتاب [ المواعظ والإعتبار بمعرفة الخطط والآثار ] المعروف بين كتب التاريخ بالخطط المقريزيه للشيخ العلامة الجليل تقى الدين المقريزى المؤرخ المصرى المولد والنشأة والمقام . الذى يصف فيه ديار مصر وربوعها ويحكى تاريخها وأحوالها بصورة عامة وعلى وجه خاص تلك الفترة التى تقع ما بين الفتح الإسلامى للبلاد إلى نهاية القرن الثامن الهجرى . ورد قرب نهاية الجزء الثانى منه تحت عنوان ( أشهر مزارات القرافه ) ما نصه :
أن الوزير نظام الملك أبا على الحسن لما بنى المدرسة النظامية ببغداد سنة 474 هجريه
.
أحب أن ينقل رفات الإمام الشافعى من مقبرته بمصر إلى مدرسته . وكتب إلى أمير الجيوش بدر الجمالى وزير الإمام المستنصر بالله يسأله فى ذلك وجهز له هدية جليله . فركب أمير الجيوش فى موكبه ومعه أعيان الدوله ووجوه المصريين من العلماء وغيرهم وقد اجتمع الناس لرؤيته .
فلما نبش القبر شق ذلك على الناس وماجوا وكثر اللغط وارتفعت الأصوات وهموا برجم أمير الجيوش والثورة بهم فأسكتهم وبعث يعلم الخليفة أمير المؤمنين المستنصر بصورة الحال . أعاد جوابه بإمضاء ما أراد نظام الملك فقرئ كتابه بذلك على الناس عند القبر وطردت العامة والغوغاء من حوله ووقع الحفر حتى انتهوا إلى اللحد . وعندما أرادوا قلع ما عليه من اللبن خرج من اللحد رائحة عطرة أسكرت من حضر فوق القبر حتى وقعوا صرعى فما أفاقوا إلا بعد ساعة فاستغفروا مما كان منهم وأعادوا ردم القبر كما كان وانصرفوا . وكان يوما من الأيام المذكوره وتزاحم الناس على قبر الشافعى يزورونه أربعين يوما بلياليها حتى كان من شدة الزحام لا يتوصل إليه إلا بعناء ومشقة زائده .
كتب أمير الجيوش محضرا بما وقع وبعث به وبهدية عظيمة مع كتابه إلى نظام الملك فقرئ هذا المحضر والكتاب بالنظاميه ببغداد وقد اجتمع العالم على اختلاف طبقاتهم لسماع ذلك وكان يوما مشهودا ببغداد . وكتب نظام الملك إلى عامة بلدان المشرق من حدود الفرات إلى ما وراء النهر بذلك وبعث مع كتبه بالمحضر وكتاب أمير الجيوش فقرئت فى تلك الممالك بأسرها .. إ
.
هـ ..
وبعـــــــد …..
كانت تلك الواقعة التى اطلعت عليها هى البداية التى فتقت رتقا فى سماء عقلى وقدحت عندى شرارة الإنطلاق الأولى ودفعتنى دفعا لأن أبحث وأنقب فى سيرة ذلك الشيخ الجليل . وأن أقرأ فى نهم وأمحص فى دأب كل ما أمكننى الحصول عليه مما كتب عنه فى كتب السير والمناقب وعن كل من التقى بهم أو ورد ذكرهم فى سيرته ولو عرضا وعن المرحلة الزمنية التى عاشها بكل ما فيها من صراعات وأحداث جسام وعن البلدان والأماكن التى حملته قدماه إليها .
حتى خرجت فى النهايه هذه الصفحات المتواضعه لأحداث السيرة الذاتية لهذا الشيخ الجليل والعالم الشريف الحسيب النسيب سليل الدوحة النبوية المطهره . وذلك من خلال قالب روائى تاريخى يمتزج فى أحداثه واقع التاريخ المجرد بخيال الروائى المنطلق ..
وفى هذا النص الذى هو أقرب إلى السيرة الذاتية منه إلى الرواية القصصية ببنائها وهيكلها الدرامى القائم على محور واحد أصيل تدور من خلاله أحداثا مختلفة لم تقع إلا فى خيال مبدعها . راعيت الثوابت التاريخية والنقل الأمين للوقائع والأحداث كما اطلعت عليها من أصولها ومراجعها الصحيحه مع خيط رفيع من الخيال فى صورة أحداث هامشية لا مندوحة عنها لزوم الحبكة القصصية وربط الأحداث الموثقة بعضها البعض ومن ثم إعادة صياغتها بأسلوب قصصى لا يخلو من روح التشويق والإثاره مع إضافة بعض الشخصيات التى لا وجود لها فى كتب التاريخ بتلك الأسماء تحديدا . غير أنى تصورت من خلال اطلاعى على سياق حياة صاحب السيرة رضى الله عنه ومعايشتى الدائمة له أنه قد تعرض فى حياته لأمثالهم ولابد . ومع هذا حاولت قدر الإمكان ألا أتوسع فى مساحة الخيال حتى لا يأخذنى تياره الجارف بعيدا عن واقع التاريخ وأصالته وأن أعيد صياغة هذا الواقع روائيا كما هو مدون فى كتب التاريخ والفقه والسير والمناقب .
هى حكاية عالم عبقرى فذ قل أن تجود بمثله الأزمان ونجم ساطع بزغ فى سماء العلم فى النصف الأخير من القرن الثانى للهجره . واهبا حياته فى خدمة أسمى العلوم وأعلى المعارف فكان بحق ناصرا للسنة النبوية المطهره وواضعا لعلوم الأصول ومجتهدا ملأ الدنيا علوما وأراء وأتباعا ومجددا للدين الحنيف على رأس المائة الثانية للهجرة كما قال عنه فيما بعد تلميذه العظيم الإمام الرابع فى عقد الأئمة العظام أحمد بن حنبل ..
إنه الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعى القرشى المطلبى درة تاج مملكة علوم الفقه والحديث وشمس سمائها المشرقه . واسطة عقد الأئمة العظام وصاحب المذهب الفقهى الكبير المسمى بإسمه .
عاش حياة حافلة بالأحداث والمواقف الرائعه بدأت فى مدينة غزة التى ولد وعاش فيها أولى أيام حياته . ثم فى وديان مكة وشعابها حيث أقام هنالك بين ربوعها وتخومها وحول فناء زمزم يتنسم سنوات عمره الأولى أريج الكعبة والحجر والمقام . وانتهاء بأرض مصر التى عاش فى أحضانها الدافئة وعلى ضفاف نيلها العظيم يدون مذهبه الفقهى الجديد فى أخريات أيامه إلى أن لقى ربه راضيا مرضيا وهو فى الرابعة والخمسين من عمره .
وما بين البداية والنهايه كانت رحلة الحياة الحافلة بالأحداث والصراعات هنا وهناك . لا تكاد تستقر له قدم فى مصر من الأمصار حتى ينتقل إلى آخر عبر أقطار العالم الإسلامى الكبير ساعيا سعيا حثيثا مطمئنا وباحثا فى دأب لا ينقطع وهمة لا تلين عن ينابيع العلم وعيون المعرفه . ثم بعد ذلك نشرا لمذهبه الفقهى الكبير فكان إمام عصره بحق والإمام الهادى لما تلا من قرون ..
كما تعرض أحداث هذه السيرة الروائية لحقبة هامة من أهم حقب التاريخ الإسلامى وعصر من أزهى وأخصب عصوره وتتناول أيضا فى سياقها بعض الأحداث المهمة التى جرت على أرض الخلافه التى عاصرها الشافعى فى تلك السنوات البعيده . إنه عصر الخلفاء العباسيين العظام أبناء عمومة النبى [
صلى الله عليه وسلم
] وأحفاد فقيه الأمه عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أمراء المؤمنين : أبى جعفر المنصور ومحمد المهدى ومن بعدهما هارون الرشيد وولديه محمد الأمين وعبد الله المأمون . والذين على أكتافهم قامت الدولة العباسية الكبرى واستمرت عدة قرون من الزمان .
وتقع أحداث هذه السيره فى خمسة فصول كل فصل منها يمثل مرحلة زمنية من مراحل عمر صاحبها قسمته إلى عدة أبواب وجعلت لكل باب عنوان يشير إلى أهم حدث فيه والله يقول الحق وهو يهدى السبيل والحمد لله رب العالمين ..
***
دكـتور أنس عبد الحليم البن ..
الجماليه .. فى 10 / يناير / 1995
يتبع
..
إن شاء الله
...................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
د أنس البن
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة د أنس البن