قصيدة (رجوع الهارب
أن لم يكن لي من حنانك موئل
فلمن أبثّ ضراعتي و حنيني
آثرت لي عيش الأسير فلم أطق صبرا
و جنّ من الأسار جنوني
فأعدتني طلق الجناح و خلت
بي للنّور جنّة عاشق مفتون
أشرت لي نحو السّماء فلم أطر
ورددت عين الطائر المسجون
نسي السّماء و بات يجهل عالما
ألقى الحجاب عليه أسر سنين
و لقد مضى عهد التّنقل و انتهى
زمني إليك بصبوتي و فتوني
لم ألق بعدك ما يشوق نواظري
عند الرّياض فليس ما يصبيني
فهتفت أستوحي قديم ملاحني
فتهدّجت و تعثّرت بأنيني
و نزلت أستذري الظلال فعقني
حتّى الغصون غدون غير غصون
فرجعت للوكر القديم و بي أسى
يطغى عليّ و ذلة تعروني
لما رأته غرورقت عيناي من ألم
و ضجّ القلب بعد سكون
و مضت بي الذّكرى فرحت
مكذبا عيني و متّهما لديه يقيني
و صحوت من خبل و بي مما أرى
إطراق مكتئب و صمت حزين
فافتح لي الباب الذي أغلقته دوني
و هات القيد غير ضنين
دعني أروّ القلب من خمر الرّضى
و أنم على فجر الحنان عيوني
و أعد إلى أسر الصّبابة هاربا
قد آب من سفر اللّيالي الجون
عاف الحياة على نواك طليقة
و أتاك ينشدها بعين سجين
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا