عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 27/10/2008, 17h21
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,757
افتراضي

قبس من نور قلبي

قبس من نور قلبي مشرق في ناظريك فهما مهد الهوى إن الهوى غاف لديك
و هما نبع المنى إن المنى في مقلتيك كل ما يغري و يصبي هاتف في نظرتيك
فاذكريني و اذكري قلبا بكى بين يديك شعلة من دم حبي كمنت في شفتيك
فاجعليني لفظة بينهما تحنو عليك و لنعانق ذكريات الحب دوما أصغريك
كم نهلنا من أقداحه في وجنتيك وصدى القبلة تخفيه جنان ذات أيك
قد محا أيامنا الدهر فهل تبقى لديك آه لو كنت بقربي إنني أصبو إليك


شهداء الحرية

شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه و ليس يرى باكيه من قد يعاتبه
طواه الردى فالكون للمجد مأتم مشارقه مسودة و مغاربه
فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا و قد حطمت بأس العدو كتائبه
فتى همه أن يبلغ العز موطن غدا كل باغ دون خوف يواثبه
فتى يعرف الأعداء فتكة سيفه قد فتحت فتحا مبينا مضاربه
فتى ما جنى ذنبا سوى أنه انتضى حساما بوجه الظلم ما لان جانبه
إذا ذكروا في جحفل الحرب يونسا مشى الموت للأعداء حمرا سبائبه
لقد باع للعرب النفوس ثلاثة فقروا و دمعي لا تقر غواربه
فآة على من ودع الصحب و اغتدى على يونس فليطلق الدمع حاجبه
و آه على نسر أهيض جناحه و كم ملأت أفق العراق عصائبه
لئن غيبوا جثمان محمود في الثرى فما غيبوا المجد الذي هو كاسبه
و لهفي عى فهمي و ما كان خطبه يهون و إن هانت لديه مشاربه
شهيد رأى الطغيان يغزو بلاده فهب وقاد العزم جندا يحاربه
أيشنق من يحمي الديار بسيفه و تغدو على كسب المعالي ركائبه
رجال أباه عاهدوا الله أنهم مضحون حتى يرجع الحق غاصبه
أراق عبيد الإنكليز دماءهم فيا ويلهم ممن تخاف جوالبه
أراق عبيد الإنكليز دماءهم و لكن دون الثأر من هو طالبه
أراق ربيب الأنجليز دماءهم و لكن في برلين ليثا يراقبه
رشيد و يا نعم الزعيم لأمة يعيث بها عبد الإله و صاحبه
لأنت الزعيم الحق نبهت نوما تقاذفم دهر توالت نوائبه


على الشاطيء

بين رفات أحلامي التي تكسرت أجنحتها و أحرقتها نار الخيبة و بين ضباب من الأوهام من الأوهام يكتنفني ووسط سكون رهيب لا يعكره إلا أنات قلبي الجريح جلست على الشاطيء أترقب عودتك و لكن ... هيهات

على الشاطيء أحلامي طواها الموج يا حب
و في حلكة أيامي غذا نجم الهوى يخبو
عزاء قلبي الدامي

و ذا الفجر بأنواره رمى الليل و أطيافه
شذا الطير بأوكاره و هز الورد أعطافه
و في غمرة أوهامي

و في يقظة آلامي
بكى محبوبه القلب
عزاء قلبي الدامي

و عن بعد سرى زورق فهل فيه التي أهوى
و ذا قلبي جوى يحرق عسى أن يجد السلوى
و من آهات أنغامي

أتتني رمية الرامي
مضى الزورق يا رب
عزاء قلبي الدامي

و في موكب أحلامي تسير الشمس للغرب
فيشكو فلبي الظامي إليها لوعة الحب
فيا ربه إلهامي

و يا تسبيح أيامي
لك القلب مضى يصبو
فردي بعض أحلامي

تقضي الليل فالفجر و لكن هل أتت هند
خلا من طيفها النهر فأين الحب و العهد
سدى قضيت أعوامي

على شطآن أوهامي
و لا صفو و لا قرب
فردي بعض أحلامي

سراج

أراع يطويي بحار الظلام أو سراج في غرفة المستهام
شاحب الضوء يرقب الشاعر السهران تبكيه نائبات الغرام
خافق مثل فلبه حين يطغى راعش مثل دمعه في انسجام
أعليه لنجمة الصبح وعد بلقاء فبات نضو سقام
فهو نبع تحت الظلام فريد لو روى قلب ظاميء من أوام
و هو أرجوحة الظلام و ظل حركته أنامل الأنسام
و جناح يبيت ينتظر الفجر خفوق بغصنه المتسامي
مر طيف من الحبيبة يهفو للقاء المعذب المستضام
فطواه اللظى وبات دخانا يطرق الليل نفحة من قتام
فرويدا كفى السراج اعتسافا انه غال رائع الأحلام
بأسى الليل باحتراق الفراشات بدمع من النفوس الظوامى
بسهاد الفتى بما بين جنبيه بما للنجوم من آلام
رحمة أيها السراج بمن أحص يت آهاته وراء الظلام
لا تسامره إنه شاعر ضل بدنيا الخيال و الأوهام
أذان الصبح أن يلوح فدعه يسعد الطرف لحظة بمنام


على الرابية


وحيدا هناك على الرابية جلست أبث الدجى ما بيه
أعدد أيامي الذاهبات فأبكي لأيامي الباقية
و جددت الحزن لي دمعة محيرة بين أهدابية
عرفت بها قصتي في الحياة و تضليل روحي و آمالية
لها بين عيني و بين الثرى مسيل على زجنة ذاوية
فلي مثلها سفرة في غد و لي مثلها قصة دامية
شكوت إلى الليل جور الح اة فارتد يشكو أذاها ليه
فقال و إني أسير و تلك النجوم المضيئات أغلاليه
فقلت و روحي بذل الأسار رمتها قوى الجسد العاتية
فما خفقات فؤادي سوى رنين سلاسلها القاسية
شكوت إلى الليل جور الغرام فأرسل آهاته الباكية
فقال و أني أحب النهار و يعشق أطرافي الساجيه
كلانا يفتش عن إلفه و كل تفرق في ناحية
فقلت و في القلب من حبه نواظر تحلم بالراعية
قسيمي بما أشتكيه الدجى فهيهات أن أشتكى ثانية
و مرت على و جنتي الصبا مكفكفة أدمعي الجارية


ليلى


قرب بعينيك مني دون اغضاء و خلني أتملى طيف أهوائي
أبصرتها كادت الدنيا تفجر في عينيك دنيا شموس ذات الاء
أبصرت ليلى فلبنان الشموخ على عينيك يضحك أزهار لأضواء
إني سألثمها في بؤبؤيك كمن
ليلى هواي الذي راح الزمان به و كاد يقلت من كفي بالداء
حنانها كحنان الأم دثرني فأذهب الداء عن قلبي و أعضائي
أختي التي عرضها عرضي و عفتها تاج أتيه به بين الأخلاء
عرفتها فعرفت الله عن كثب كأن في مقلتيها درب إسرائي
ليلى هواي مناي شعري
روحي الأعز علي من روحي و آمالي و عمري
حملت ضفيرتها هواي كأنها أمواج نهر
حملته نحو مدى السماء
نحو المجرة و النجوم و نحو جيكور الجميلة
فأنا فتى أتصيد الأحلام يا لك من فراشات خضيلة
أتصيد الأشعار فيها و القوافي و الغناء
أو تذكرين لقاءنا في غرفة للداء فيها
ظل كظل الليل يخنق ساكنيها
لكننا بالشعر حولناه زرعا من ضياء
بالحب أزهر و اللقاء
ما كان أحلى حبنا العربي حبي كثير و جنون قيس
التبغ صحرائي أهيم على رفارفها الحزينة
و هناك نبني خيمتين من التأسي
ليلى مناد دعا ليلى فخف له نشوان في جنبات القلب عربيد
كسا النداء اسمها سحرا وحببه حتى كأن اسمها البشرى أو العيد
هل المنادون أهلوها و إخوتها أم المنادون عشاق معاميد
إن يشركوني في ليلى فلا رجعت جبال نجد لهم صوتا و لا البيد
ليلى تعالي نقطع الصحراء في قمراء حلوة
متماسكين يدا إلى يد من نحب
و ترن في الأبعاد غنوة
للرمل همس تحت أرجلنا بها للرمل قلب
يهتز منها أو ينام و للنخيل با أنين
و تهرعن بعد كلاب يا لغيم من نباح
هيهات يعشقه سوى غبش الصباح
فأنا و أنت نسير حتى تتعبين
ماء أريد أليس في الصحراء غير صدى و طين
و تكركر الصحراء عن ماء وراء فم الصحور
فأظل بالكفين أسقيك المياه فترتوين
أسقي صداك فترتوين
أو تذكرين لقاءنا في كل فجر
و فراقنا في كل أمسية إذا ما ذاب قرص
الشمس في البحر العتي
تأتين لي و عبير زنبقة يشق لك الطريق فأي عطر
و تودعين فتهبط الظلماء في قلبي و يطفيء نوه القمر الوضي
فكأن روحي ودعتني و استقلت عبر بحر
و أظل طول الليل أحلم بالزنابق و العبير
و حفيف ثوبك و الهدير
يعلو فيغرق ألف زنبقة و ثوب من حرير



إقبال و الليل

و ما وجد ثكالي مثل وجدي إذا الدجى تهاوين كالأمطار بالهم و السهد
أحن إلى دار بعيد مزارها وزغب جياع يصرخون على بعد
و أشفق من صبح سيأتي و أرتجي مجيئا يجلو من اليأس و الوجد
الليل طار و نهاري حين يقبل بالقصير
الليل طال نباح آلاف الكلاب من الغيوم
ينهل ترفعه الرياح برن في الليل الضرير
و هتاف حراس سهارى يجلسون على الغيوم
الليل و اعشاق ينتظرون فيه على سنا النجم الأخير
يا ليل ضمخك العراق
بعبير تربته و هدأة مائه بين النخيل
إني أحسك في الكويت و أنت تثقل بالأغاني و الهديل
أغصانك الكسلى و يا ليل طويل

ناحت مطوقة بباب الطاق في قلبي نذكر بالفراق
في أي نجم مطفأ الأنوار يخفق في المجرة
ألقت بي الأقدار كالحجر الثقيل
فوق السرير كأنه التابوت لولا أنه ودم
يراق
في غرفة كالقبر في أحشاء مستشفى حوامل
بالأسة
يا ليل أين هو العراق
أين الأحبة أين أطفالي وزوجي و الرفاق
يا أم غيلان الحبيبة صوبي في الليل نظرة
نحو الخليج تصوريني أقطع الظلماء وحدي
لولاك ما رمت الحياة و لا حننت إلة الديار
حببت لي سدف الحياة مسحتها بسنا النهار
لم توصدين الباب دوني بالجواب القفار
وصل المدينة حين أطبقت الدجى و مضى النهار
و الباب أغلق فهو يسعى في الظلام بدون قصد
و خوض في الظلماء سمعي تشده بجيكور آهات تحدرن في المد
بكاء و فلاحون جوعى صغارهم تصبرهم عذراء تحنو على مهد
يغني أساها خافق النجم بالأسى و تروي هواها نسمة الليل بالورد
أين الهوى مما ألاقي و الأسى مما ألاقي
يا ليتني طفل يجوع يئن في ليل العراق
أنا ميت ما زال يحتضر الحياة
و يخاف من غده المهدد بالمجاعة و الفراق
إقبال مدي لي يديك من الدجى و من الفلاه
جسي جراحي و امسحيها بالمحبة و الحنان
بك ما أفكر لا بنفسي مات حبك في ضحاه
و طوى الزمان بساط عرسط و الصبي في
العنفوان


نفس و قبر


نفسي من الآمال خاوية جرداء لا ماء و لا عشب
ما أرتجيه هو المحال و ما لا أرتجيه هو الذي يجب
قدر رمى فأصاب صادية في الجو خرت و هي تنتحب
من ذا يعيد إلى قوادمها أفق الصباح تضيئه السحب
صلب المسيح فأي معجزة تأتي و أي دعاء ملهوف
ستزيح أبواب السماء له أغلاقها حبل من الليف
هيهات يرقى للسماء به ليهز عرش الله تخريفي
مولاي مشلول فتحدجني عين الملاك و أي ملهوف
لا يشتكي لله محنته إرجع لبيتك دون إبطاء
فبأي آمال أعيش إذن و أدب حيا بين أحياء
لولا مخافة أن يعاقبني عدل السماء لعنت آبائي
و لعنت ما نسلوا و ما ولدوا من بائسين و من أذلاء
الدودة العمياء يلسعها برد يقلصها و يطويها
أواه لو ترضى تبادلني عيشي بعيش كاد يفنيها
و لو استجاب الله صرخة ذي بلوى لصحت و خير ما فيها
موت يجيء كأنه سنة و يمس آلامي فينهيها
كم ليلة قمراء يطفئها ليل النجوم و دورة الشهر
محسوبة ويلاه من عمري و هي التي ضاعت على عمري
و ثلاثة خضراء أربعة نثرت أزهارها و ما أدري
يا ليتها بغد تعوضني فتمر باكية على قبري


ليلة انتظار

يد القمر الندية بالشذى مرت على جرحي
يد القمر الندية مثل أعشاب الربيع لها إلى الصبح
خفوق فوق وجهي كف طفلتي الصغيرة كف آلاء
و همس حول جرحي كف الكبيرة كف غيداء
تدغدغني و نحن على السرير معا على السطح
هناك و آه من ذاك المدى النائي
لأقرب منه مجمرة الثريا و هي تلتهب
بعيد يوم فيه أمشي دون عكاز على قدمي
يئست من الشفاء يئست منه و هدني التعب
و حل الليل ما أطويه من سهر إلى سهر و من ظلم إلى ظلم
و لكن اليد النديانة الكسلى ترش سنابل القمح
على درب من الهمسات في حلم
بلا نوم يرف على جفوني ثم يحشوهن بالملح
غدا تأتين يا إقبال يا بعثي من العدم
و يا موتي و لا موت
و يا مرسى سفينتي التي عادت و لا لوح على لوح
و يا قلبي الذي إن مت أتركه على الدنيا ليبكيني
و يجأر بالرثاء على ضريحي و هو لا دمع و لا صوت
أحبيني إذا أدرجت في كفني أحبيني
ستبقى حين يبلى كل وجهي كل أضلاعي
و تأكل قلبي الديدان تشربه إلى القاع
قصائد كنت أكتبها لأجلك في دواويني

أحبيها تحبيني

رسالة منك كاد القلب يلثمها لولا الضلوع التى تثيه أن يثبا
رسالة لم الورد مشتعلا فيها ولم يعبق النارنج ملتهبا
لكنها تحمل الطيب الذي سكرت روحي به ليل بتنا نرقب الشهبا
في غابة من دخان التبغ أزرعها وغابة من عبير منك قد سربا
جاءت رسالتك الخضراء كالسعف
بل الحيا منه و الأنسام و المطر
جاءت لمرتجف
على السرير وراء الليل يحتضر
لولا هواك وبقيا فيه من أسف
أن لم يرو هواه منك فهو على الطين ينتظر
سفينة يتشهى ظلها النهر
فيها الشفاء هو الربان و القدر
فيها المغني
لكان مما عراه الداء ينتحر
جاءت تحدثني عني
عن شهقة الصيف في جيكور يحتضر
عن صوت أغربة تبكي و أصداء
تذر الظلمة الصفراء في السعف
و عن بنات لآوى خلف منعطف
تعوي فتهتف أم أين أبنائي
و تنفض الدرب عيناها و تهتف
يا محمود علوان
لا رد و لا خبر
و يا حديثك عن آلاء يلذعها
بعدي فتسأل عن بابا أما طابا
أكاد أسمعها
رغم الخليج المدوي تحت رغوته
أكاد ألثم خديها و أجمعها
في ساعدي
كأني أقرع البابا
فتفتحين
و تخفي ظلنا الستر



في غابة الظلام

عيناي تحرقان غابة الظلام
بجمرتيهما اللتين منهما سقر
ويفتح السهر
مغالق الغيوب لي فلا أنام
وأسير الأرض الى قرارها السحيق
ألم في قبورها العظام
فطالعتني كالسراج في لظى الحريق
تكشيرة رهبية رهبية
تليحها جمجمتي الكتيبه
سخرية الاله بالأنام
عيناي من سريري الوحيد
تحدقان في المدى البعيد
الليل وحش تطعنانه مع النجوم
بخنجريهما وخنجر السحر
الليل خترير الردى العنيد
يشق خنجراهما اهابه الغشوم
لأامح العراق مرغ القمر
على ترابه البليل ضوءه الحزين
وقلتا غيلان تومضان بالحنين
يرقب من فراشه ذوائب الشجر
أمضه السهاد عذبته زحمة الفكر
أين من الطفولة السهاد والفكر
عيناه في الظلام تسريان كالسفين
بأي حقل تحلمان أيما نهر
بعودة الأب الكسيح من قرارة الضريح
أميت فيهتف المسيح
من بعد أن يزحزح الحجر
هلم يا عازر
عيناه لظى وريح
تحرق في أضالعي مضارب الغجر
أليس يكفي أيها الآله
أن الغناء غابي الحياه
فتصبغ الحياة بالقتام
تحلني بلا ردى حطام
سفينة كسيرة تطفو على المياه
هات الردى أريد أن أنام
بين قبور أهلي البعثره
وراء ليل المقبره
رصاصة الرحمة يا اله



المعمول الحجري

رنين المعمول الحجري في المرتج من نبضي
يدمر في خيالي صورة الأرض
ويهدم برج بابل يقلع الأبواب يخلع كل آجره
ويحرق من جنائنها المعلقة الذي فيها
فلا ماء ولا ظل ولا زهره
وينبذني طريدا عند كهف ليس تحمي بابه صخره
لا تدمي سوادالليل نار فيه يحييني وأحييها
يا كواسر يا أسود ويا نمور ومزقي الانسان
اذ أخذته رجفة ما يبث الليل من رعب
فضحجي بالزئير وزلزلي قبره
دماغي وارث الأجيال عابر لة الأكوان
سيأكل مته داء شل من قدمي وشديدا على قلبي
كلام ذاك أصدق من نبؤة أي عراف
تريه مسالك الشهب
حمى الأسرار تطلعه على المتربص الخافي
اذا نطق الطبيب فأسكتوا العراف والفوال
رنين المعول الحجري يزحف نحو أطرافي
سأعجز بعد حين عن كتابة بيت شعر في خيالي جال
فدونك يا خيال مدى وآفاق وألف سماء
وفجر من نجومك من ملايين الشموس من الأضواء
وأشعل في دمي زلزال
لأكتب قبل موتي أو جنوني أو ضمور يدي من الاعياء
خوالج كل نفسي ذكرياتي كل أحلامي
وأوهامي
وأسفح نفسي الشكلى على الورق
سيقرأها شقي بعد أعوام وأعوام
ليعلم أن أشقى منه عاش بهذه الدنيا
وآلى رغم وحش الداء والآلام والأرق
ورغم الفقر أن يحيا
ويا مرضي قناع الموت أنت وهل ترى لو أسفر الموت
أخاف ألا التكشير الصفراء والثقبين
حيث امتصت العينين
جحافل من جيوش الدود يجثم حولها الصمت
تلوح لناظري ودع الدماء تسح من أنفي من الثقبين
فأين أبي وأمي أين جدي أين آبائي
لقد كتبوا أساميهم على الماء
ولست براغب حتى بخط اسمي على الماء
وداعا يا صحابي يا أحبائي
اذا ما شئتمو أن تذكروني فاذكروني ذات قمراء
ولا فهو محض اسم تبد بين اسماء
وداعا يا أحبائي


حميد

حميد أخي في البلاء الكبير
فقد كان مثلي كسيحا
يدب بكرسيه مستريحا
تساءلت عنه فقالوا يسير
على قدميه فقد عاد روحا
لقد مات
يا ويلنا للمصير
ينام ورجلاه مطويتان
شهوودا على الداء في قبره
إذا ما رأى الله رأي العيان
وقد سار زحفا على صدره
فأي انسحاق و أي انكسار
يشعان من عينه الضارعة
سيبكى له الله من رحمة و اعتذار
و في الساعة السابعة
إذا ذرت الريح ورد الغروب
سأجلس في الشرفة الخالية
و من تحتي الدرب يخفق مأى يذوب
ألوف من الأرجل الماشية
إلى أي مبغى وراء الدروب
و خمارة في الدجى نائية
إلى اللغو و القهقهات الكذوب
و ألمح فيما وراء الظلال
حميدا و كرسية في الخيال
فتخنقني اللوعة الباكية
فأواه لو توقدين الشموع
لدى مسجد القرية المترب
تمد من النور خيطا تعلق فيه الدموع
و لو تضرعين مع المغرب
إلى الله يا رب رفقا بطفلي الصغير
و ابق أباه
و جنبه يا رب هذا المصير
و لكنني مت واحسرتاه


لوي مكنيس

أتى نعيه اليوم جاب الديار
و جاب المحيطات حتى أتاني
فلم تجر بالأدمع المقلتان
فقد غاغلت من دمي في القرار
أبي مات لم أبك حزنا عليه
و إن جن قلبي
من الهم و انهد شوقا إليه
نعته إلينا مجله
نهاة مقال حزين
نعته لنا آدميا مؤله
سماواته الشعر يصرخ بالغافلين
و أحسست بالشوق ( المدمنين
إلى جرعة من طلى ظامئين
إلى شعره
لأحرق قربان وجد و حب
فؤادي في جمرة
و لكن ديوانه
دفينا غدا بين أكداس كتب
تلص العناكب ألوانه
و يقرأه الصمت للآخرين
و من لي بإخراج كنز دفين
تهاوى عليه الحجار
كسيح أنا اليوم كالميتين
أنادي فتعوي ذئاب الصدى في القفار
كسيح
كسيح و ما من مسيح
و تقرع للصدى في الضباب
أمن بعد عشرين مثل الحراب
يمزقن جنبي مثل النضال
ارجى ادكارا لأبياته
وهل يتذكر طفل ملامح أمواته
وقد بعثرتها صروف الليالي
و بين المحبين زوجين عادا
يدحرج شاي الصباح
صحارى يضيع الصدى في دجاها الفساح
و عند المساء تقوم الجريدة
جدارا يدقانه بالأكف الوحيدة
فتضحك إذ يضربان الرياح
و ما بين زوجي و بيني خواء
فليت الصحارى و ليت الجدار
توحد ما بين زوجي و بيني ببرد الشتاء
وصمت الحجار
و يا ليتي مت إن السعيد
من اطرح العبء عن ظهره
وسار إلى قبره
ليولد في موته من جديد


عكاز في الجحيم

و بقيت أدور
حول الطاحونة من ألمي
ثوارا معصوبا كالصخرة هيهات تثور
لكني أعجز عن سير ويلاه على قدمي
و سريري سجني تابوتي منفاي إلى الألم
و إلى العدم
و أقول سيأتيني يوم من بعد شهور
أو بعد سنين من السقم
أو بعد دهور
فأسير على قدمي
عكاز في يدي اليمنى
عكاز بل عكازان
تحت الإبطين يعينان
جسما من أوجاع يفنى
طللا يغشاه مسيل دم
و أسير أسير على قدمي
لو كان الدرب إلى القبر
الظلمة و الدود الفراس بألف فم
يمتد أمامي في أقصى أركان الدنيا في نحر
أو واد أظلم أو جبل عال
لسعيت إليه على رأسي أو هدبي أو ظهري
و شققت إلى سقر دربي و دحورت الأبواب السودا
و صرخت بوجه موكلها
لم تترك بابك مسدودا
و لتدع شياطين النار
تقتص من الجسد الهاري
تقتص من الجرح العاري
و لتأت صقورك تفترس العينين و تنهش القلبا
فهنا لا يشمت بي جاري
أو تهتف عاهرة مرت من نصف الليل على داري
بيت المشلول هنا أمسى لا يملك أكلا أو شربا
و سيرمون غدا بنتيه وزوجته دربا
و فتاه الطفل إذا لم يدفع مترا كم إيجار
انثرني ويك أباديدا
و افتح بابك لا تتركه أمام شقائي مسدودا
و لتطعم جسمي للنار



القن و المجرة


و لولا زوجتي و مزاجها الفوار لم تنهد أعصابي
و لم ترتد مثل الخيط رجلي دونما قوة
و لم ترتج فهو يسحبني إلى هوه
و لا فارقت أحبابي
و لا خلفت اودسيوس يضرب في حبي الغاب
و تقذفه البحار إلى سواها دونما مرسى
هناك تركته و طويت عنه كتابي المهجور
سأكمل سفرتي معه ستحملني إلى جيكور
سيفته و لن أنسى
بأن وراء رغو البحر قلبا هده القلق
و عينا كلما زرع الغروب حدائق الديجور
بأنجمها الصبايا شد من حملاقها الشفق
على الأفق البعيد لعل خفقا من شراع أو سنا مصباح
على اللجج الضواري لاح
فأه لو كبنلوب الحزينه زوجتي تترقب الأنسام
لعل جناح طياره
كمحراث من الفولاذ شقق بينها الأثلام
ليزره ثم أزهاره
ألا تبا لحب هذه الآلام من عقباه
كأن شفاهنا حين التقت رسمت من القبل
سريرا نمت فيه أنث منه الآه بعد الآه
و عكازا عليه مشيت ثم هويت من ثقل
كأن حجارة السور الذي ما بيننا قاما
لها من هذه القبلات طين شدها شدا
أدهرا كان أم سبعا من النكبات أعواما
و لكن ما عليها من جناح كنت معتدا
بذهني أو شبابي
سوف أصهرا أغيرها كطين في يد الفنان
و قد غيرت لكن الذي غيرت ماذا كان
فؤادا ضيقا كاللحد كيف أوسع اللحدا
و نفسا حدها بين السرير و بين قائمة الحساب كأنها قن
من الأقنان
مداه يمد بين البيت و الحقل
حبالا قيدت قدميه و هو يردد الألحان
و لم يك يفهم الكلمات ( ليس لقطرة الطل
مكان إذ يجوع البطن يا لتلهف الظمآن
أترويه المجرة و هي بحر هكذا زعموا على الشطآن
منه تناثرت كسر الكواكب فهي كالرمل
هنالك و المحار أكل هذا يشبع الجوعان
و لكني أحن فهل أعود غدا إلى أهلي
نعم سأعود
أرجع لا إليها بل إلى غيلان


أظل من بشر

يا رب لو و جدت على عبدك بالرقاد
لعله ينسى
من عمره الأمسا
لعله يحلم أنه يسير دونما عصا و لا عماد
ويذرع الدروب في السحر
حتى تلوح غابة النخيل
تنوء بالثمر
بالخوخ والرمان والاعناب فيها يعصر الأصيل
رحيقه المشمس أو تألق القمر
يدخلها فيختفي تحت ذوائب الشجر
ويقطف الجنى
علق في رمانة عصاه وانثنى
يأكل أو يجمع الزهر
حتى أذا ما انطلقا
وراح يطوي الطرقا
أحس أو ذكر
بأنه بلا عصا سار وما شعر
يا رب لو جدت على عبدك بالرقاد
لأنه يذكره السهر
بأنه أقل من بشر



سلوى

ظلام الليل أوتار
يدندن صوتك الوسنان فيها و هي ترجف
يرجع همسها السعف
و ترتعش النجوم على صداه يرن قيثاره
بأعماق السماء ظلام هذا الليل اوتار
و كم عبر الخليج ألي و الأنهار و الترعا
يدغدغ بيض أشرعة يهيم وراءها القمر
و ينشج بينها المطر
وأوغل في شعاب البرق يرجف كلما لمعا
ليحمل من قرارة قلبك ا لآلام و الفزعا
أشم عبيرك الليلي في نبراتك الكسلى
يناديني و يدعوني
ألى نهدين يرتعشان تحت يدي و قد حلا
عرى الأزرار من ذاك القميص و يملأ الليلا
مشاعل في زوارق في عرائش في بساتين
شذى الليمون يصرع كل ظل في دواليها
أراك على السريسر و أنت بين الليل و الفجر
يكاد النجم في الشباك و المصباح في الخدر
يمسها النعاس و أنت رنبقة حواشيها
ينبهها هتاف الديك يعبر ضفة النهر
و يهمس بي صدى سلوى
تغني كل سلوى في خيالي تكشف الأضواء عنها
و هي تبتسم
صديقة كل فحل من سدوم في يد قلم
يسطر في الجريدة انها تهوى و لا تهوى
هي امرأتان في امرأه و يسرب في دمي ضرم
و جارتنا الصببية في حرير النوم تنسرب
يشف الثوب عن نهديت طو ديين كم رجفا
من الأحلام تحت يد تعصر بردها لهب
لها من فورة العذراء عطر يرتخي يثب
يمازج نفخ ما نفخ الحشيش يسيل مرتجفا
وألمح في سماء الصيف عبر تماوج الشجر
سماوة لندن المنهل فيها الثلج كالمطر
و نافذة تعلق في الظلام زجاجها الألق
و مدفأة وراء الليل تحترق
و أسمع من يحدث عن هوى سلوى و يرقب طلعة السحر
و أشعلت الظهيره نارها في الشارع الممتد بين حدائق
النارج و العنب
و أصدت في رحاب المترل الخالي
خطى سلوى و أرخيت الستائر يا لشلال
من الألوان و الخدر البرود
و مسها لهبي
فارعش كل عرق في صباها كل ما عصب
و يزرع ألف غاب للنخيل غناؤك المكسال
ترقرقت الجداول بينهن و أزهر الليمون
و أنسام الربيع تمر تنثر زهره في مائها السلسال
كما حمل الوجوه ألي ماء غنائك المكسال
و يحملني النعاس ألى جزائر في مدى محزون


في المستشفى


كمستوحد أعزل في الشتاء
و قد أوغل الليل في نصفه
أفاق فأوقظ عين الضياء
و قد خاف من حقنه
أفاق على ضربة في الجدار
هو الموت جاء
و أصغى أذاك انهيار الحجار
أم الموت يحسو كؤوس الهواء
لصوص يشقون دربا إليه
مضوا ينقبون الجدار
و ظل يعد انهيار التراب
ووقع الفؤوس على مسمعيه
يكاد يحس التماع الحراب
و حزاتها فيه يا للعذاب
و ما عنده غير محض انتظار
هو الموت عبر الجدار
كذاك انكفأت أعض الوساد
و أسلمت للمشرط القارس
قفاي المدمى بلا حارس
بغير اختياري طبيبي أراد
لقد قص مد المجس الطويل
لقد جره الآن أواه عاد
و لا شيء غير انتظار ثقيل
ألا فاخرقوا يا لصوص الجدار
فهيهات هيهات مالى فرار

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 09/06/2009 الساعة 10h31
رد مع اقتباس