عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 23/10/2008, 17h14
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 50
المشاركات: 592
افتراضي رد: ابراهيم ناجي

قصيدة : الانتظار

لعينيكَ احتملنا ما حتملنا
وبالرحمانِ والذلِّ ارتضينا
وهان إِذا عطفتَ ولو خيالاً
وأين خيالك المعبود أينا؟!
تعالَ! فلم يعد في الحي سارٍ
وهوَّنت المنازلُ بعد وهنِ
وران على نوافذها ظلامٌ
وقد كانت تطلُّ كألف عينِ
تعالَ! فقد رأيتُ الكون يحنو
عليّ ويدرك الكرب الملمَّا
ويجلو لي النجومَ فأزدريها
وأغمض لا أريد سواك نجما!
ومنتظرٌ بأبصاري وسمعي
كما انتظرتكَ أيامي جميعا
وهل كان الهوى إلاَّ انتظاراً
شتائي فيك ينتظر الربيعا!
أرى الآباد تغمرني كبحرٍ
سحيقِ الغور مجهولِ القرار
ويأتمر الظلام عليَّ حتى
كأني هابط أعماق غارِ
وتصطخبُ العواطف ساخرات
وتطعنُني بأطرافِ الحرابِ
وتشفقُ بعدما تقسو فتمضي
لتقرع كل نافذةٍ وبابِ
فصحت بها إلى أن جف حلقي
فحين سكتُّ كلمني إِبائي
وأشعرني العذابُ بعمق جرحي
وأعمق منه جرح الكبرياءِ
ولمّا لَمْ تفزْ بلقاك عيني
لمحتك آتياً بضمير قلبي
فأسمعُ وقعَ أقدامٍ دوانٍ
وأنصتُ مصغياً لحفيفِ ثوبِ
وأخلقُ مثلما أهوى خيالاً
لناءٍ صار من قلبي قريبا
أمدُّ يديَّ في لهف إليه
أشاكيه بمحتسب الدموع
فيسبقني إلى لقياه قلبي
وُثوباً يبرُدُ في ضلوعي
فتصطخب العواطفُ ساخراتٍ
وتطعنُني بأطراف الحرابِ
وتشفق بعدما تقسو فتمضي
لتقرعَ كلَّ نافذةٍ وبابِ!
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس