[بشير عياد]

أجمل شيء في الموضوع هو أنكم تتبادلون الرأي ووجهات النظر ، على اختلافها ، بهذا الاحترام والرقيّ ، وبدون نرفزة وعصبية ( كعادتنا في كل اختلافاتنا نحن العرب ) .. أما مسلسلات السيرة الذاتية فلا تشدّني خصوصًا بعدما رأينا أم كلثوم تبدو وكأنها من الملائكة وليس من البشر ( أنا كلثومي للنخاع بالمناسبة وأعمل في كتاب عنها وعن شعرائها قد يصل إلى ثلاثة آلاف صفحة ) ، ثم مسلسل الشيخ الشعراوي الذي كان أداء حسن يوسف فيه وكأنه يقرأ تعليقا على برنامج " عالم الحيوان " ، كذلك مسلسل " فارس الرومانسية " عن يوسف السباعي ، وبصراحة لم أتابع مسلسلات هذا العام ، أرى فقط بعضا من حلقات " العارف بالله " ( عن الشيخ عبدالحليم محمود ) الذي يعرض بعد أذان المغرب على القناة الثقافية ، والسبب في مشاهدته أنني أنتظر لأسجل حلقات برنامج " كلمات وعبرات " الذي يذاع بعده مباشرة ( لأن البرنامج من أشعاري ) ، وللأسف الشديد حسن يوسف يقرأ ولا يمثل ، وصوته لا يحمل أي سمة من سمات الخشوع والعمق والقوة وكلّ ما في صوت الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود من مزايا ( تعاد أحاديثه بكثرة بإذاعة القرآن الكريم في رمضان ) ، أما مسلسل " ناصر " فلم أطق متابعته لأن الكاتب جعله زعيما منذ أن كان باللفة ، وجعلنا نوشك أن نظن أنه كان يرتدي البدلة منذ أن حملت أمه فيه ، بالإضافة إلى تقزيم الذين حوله ( نجيب ، السادات ، المشير ) أو تتفيههم وتسفيههم ، فأقلعت عن متابعته حتى لا تنفجر مرارتي ، فهؤلاء ـ كل الذين ذكرناهم ـ يمثلون أهم ما في القرن العشرين من سياسة وفن ودين ، وكلها تتعانق أو تنصهر وتختلط لتشكل حلقات من تاريخنا المعاصر ، ولكن المؤلفين راحوا يكتبون لنا عن أنبياء ، فابتعدوا بنا عن صميم الأحداث الكبرى ، أو زوروا فيها وزيفوها ، وحولوا هذه السير إلى أوكازيون للمغالطات .
وأتمنى أن تتابعوا حلقات بعنوان " وقائع مصرية " تذاع ليلا بعد الثانية والنصف صباحا( بتوقيت القاهرة ) على القناة الثقافية ، هي برنامج وثائقي يمزج بين اللقطات الفيلمية من واقع الأحداث مع روايات صناع الحدث والمشاركين فيه ، سوف تكملون سحوركم بكاء بسبب ما تشاهدون ، كانت حلقة الأمس عن 5 يونيو ، وكانت ليلة كئيبة عليّ وعلى زوجتي من هول ما شاهدنا بالحلقة ، وسوف تـُستكمل الأحداث الليلة والليالي المقبلة ،وأقوم بتسجيل ما أستطيع تسجيله على الكومبيوتر ( بعض الحلقات كاملة ) ، لكنها ثقيلة جدا على الرفع هنا ، و أرجو أن تتاح لكم الفرصة للمتابعة ـ من خلال القناة ـ لتعرفوا الفجوة بين الحقيقة وبين خيال المؤلفين الذين أجاهر باتهامهم بالتزوير في كتاباتي بالصحف ، أو بلقاءاتي بالإذاعة والتليفزيون.
أحييكم على اختلافكم المحترم وحواراتكم المليئة بالأفكار ـ والتعبيرات ـ الجديدة المدهشة.