عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 26/09/2008, 01h11
الصورة الرمزية أبو سالم
أبو سالم أبو سالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:15274
 
تاريخ التسجيل: February 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 312
افتراضي رد: على التشيللو - ناجي حبشي - مصر

ناجي حبشي لا أراه عمم حكمه على كل مظاهر الموسيقى العربيّة، فأنت تعلم يا أخ شكيب أن موسيقانا متعددة ومتنوعة وتُصنف إلى عدة توجهات من الشعبي والخفيف والمُتقن، والشعبي على سبيل المثال تشمله التقسيمات كذلك فمنه البدوي والمدني إلى غير ذلك...

وناجي أخذ مثاله عن المستوى الذي يرفض منتدانا نفسه أن تُرفع الملفات ضمنه وهو نمط راقصات البطن Danseuses de ventre والذي يشيع بشكل نمطي في التصور الغربي بالرغم من أنه من مظاهر الملاهي وبعض حفلات الزفاف، ولا يمثل في حد ذاته الموسيقى المصرية أو العربية. ومن هنا ذكر إشمئزاز الأوروبي من هذا اللّون، بالرغم من أن الواقع يكذب هذا: فهناك الكثيرون خاصة في أمريكا من يحاول تعلّم الرقص الشرقي وهناك بالفعل من تخصص وبرع فيه. ومع هذا فإن ما يُمثل الموسيقى العربية بشكل صحيح هو تراثها المقامي من موشحات وأدوار ونوبات مالوف ورصيد المقام العراقي وتقاليد الإرتجال والتطوير المقامي إلى غير ذلك مما يُسمّى في البحث الموسيقى بالموسيقى العالمة أو المُتقنة. كما هنالك برصيد الموسيقى الشعبية من الثراء والتميّز اللّحني والإيقاعي ما لفت كبار الملحنين ودفعهم للعناية بجمعه للإستفادة منه والإستلهام من خصائصه في تطوير الأعمال المُتقنة وإثرائها وعلى رأس هؤلاء الملحن المجري بيلا بارتوك.

ناجي الحبشي تحدث من وجهة نظره الشخصية ومن خصوصية نشأته على مدارس التكوين الموسيقي الأوروبي. وهو يُعبّر عن توجّه فني وعلمي يتقيد بنظام هذه المدارس التي تعتمد أساسا على التدوين الموسيقي وعلى التعدد الصوتي وهو مجال يختلف عن الموسيقى المقامية والتي شهدت منذ مطلع القرن العشرين تحولات كبيرة جعلتها تنحو نحو تنظيم العمل على غرار هذه المدارس ولكنها بقيت واعية بخصوصيات الموسيقى المقامية، مما أثار جملة من التحفظات على توظيف البوليفونيا والتقيد الحرفي بالمدونة الموسيقية وتوحيد الأداء.

ولكن مع الدعوات الكثيرة للتشبث بالهوية المحلية لشعوب هذه المنطقة والإبداع من مخزونها الثقافي والفني الأصيل، يُجابهنا الواقع المرير في صناعة الألحان وفق "كليشيهات" مكرّرة وإنتاج يتسم بالصبغة التجارية مما يُثير لدينا التسائل عن مقدرة "المبدع" العربي اليوم على مواكبة التطور الذي تشهده سائر الموسيقات أو إمكانية تحديث الخطاب الموسيقي العربي والإرتقاء به من مجرد أداة للترفيه إلى فن راق بأتم معنى الكلمة.

مع أطيب التحيّة...
رد مع اقتباس