....
كم أغيب طويلا عنك يا أنتِ...
كم أغيب... دون سقف بين مدن
و براري العالم...
بين طرقات و جسور و أنفاق ...
و تلقاني شوارع أنيقة
و أنوار كثيرة
و مرايا... تبهرني...
لكني
لا أجدني...و لا أجدك
فتمضي خطواتي يا أنتِ ...
تمضي و تمر بمكان ...
فيه رجال يحفرون الأرض ...
و يفتتون الحجارة
و يجمعون التراب في أكوام...
فيه رجال... يقطعون الخشب
و القصب...
و يجمعون القش في أكوام...
فيه رجال... حفاة ... يركضون بعربات أرواح على سكك الحديد ...
فيه رجال يرفعون الحاويات إلى السفن
و شباك الصيد إلى مراكب قد تعود
و أرواحا إلى مراكب قد لا تعود...
كم أجدني و أجدك في ذاك المكان...يا أنتِ
و كم يقهرني...
فيزداد تعبي و حنيني إليكِ
و تسقط حصوني أمام النداء الذي لبيته في تلك المساءات المتناثرة...
فأعود إليكِ يا أنتِ..
.بعد طول غياب...أعود ذات مساء...
إفتحي بابكِ الخشبيّ
و إبتسمي بعينيكِ المتورمتين
و آويني إلى جدارك المقشور...الآجوري
و دفئيني يصوتك الحاني و يديكِ...
دعيهما تحضنان يديّ مع كوب النعناع الذي
تحضرينه لي ذات مساء...
دعيهما تحضنان يديّ مع كوب النعناع الذي
نرتشفه سويا ذات مساء...
...