الموضوع
:
في ذكرى الموسيقار محمد الموجي
عرض مشاركة واحدة
#
4
21/09/2008, 11h53
بشير عياد
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
رد: في ذكرى الموسيقار محمد الموجي
أستسمحكم في أن أنقل لكم صورة من مقال لي نـُشر عقب مأساة حريق شقـّة الموسيقار الكبير محمد الموجي ، المقال منشور بتاريخ 12 يونيو 2008م ، بصحيفة " الخميس " القاهرية ، ونقلته إلى مدونتي بعد نشره ، وهو على المدونة :
http://basheerayyad.maktoobblog.com/...A7%D8%A7%D9%87
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وإليكم ما كتبته :
الخميس,حزيران 12, 2008
واااامُصيبتااااه
!!
عن محمد الموجي الذي ابتلعت النيران ما لم نعرفه عنه:
لماذا لا تقيم الدولة مُتحفـًا كبيرًا يحفظ كرامة مبدعيها ويحمي كنوزهم من النهب والضياع ؟؟
بألم ـ بشير عيـّاد
قبل شهر من حلول الذكرى الثالثة عشرة لرحيله ( رحل أول يوليو 1995 م ) ، تعرّضت تركتُه الفنيّة الغنيّة لكارثةٍ مُروّعةٍ أتتْ عليها وأنهت وجودها ، وخسرنا ـ كدولة وجمهور ـ كنزا جديدًا من كنوز الفن الموسيقي والغنائي بفعل التجاهل الذي تتعمّده الدولة تجاه أبنائها المبدعين ، وبفعل الجهل الذي يعمي الكثيرين ويتركهم يتصرفون بعشوائية يكون من نتيجتها تعريض أرواح المواطنين وممتلكاتهم للخطر والإبادة ، وهذا ما حدث في شارع البرّاد بالعباسية حيث اشتعلت النيران فجرًا بالعقار الذي تقع فيه الشقة التي كان الموسيقارُ الكبيرُ محمد الموجي يقيم فيها ، وفيها وضع أجمل ألحانه ، وفيها استقبل عظماء النصف الثاني من القرن العشرين من الشعراء والمطربين والمطربات ، وفيها ترك أيامه وذكرياته تملأ جنباتها ممثلة في تراث هائل من الأعمال المغناة وغير المغناة ، وفيها ، الآن ، تحوّل كلّ ذلك إلى كومة من الرماد يستحيل أن نستنقذ منها شيئا فكلّ شيءٍ صار غبارًا وألمًا وحسرة .
خمسون لحنا لم تظهر للنور ، ابتلعتها النيران وأتت عليها ، ومئات الاسطوانات والتسجيلات النادرة لم يبق منها نغمة ، وأشياء الموجي لم تعد أشياء ، و عود الموجي الذي عرض أحدُهم مائتين وخمسين ألف دولار لشرائه لم يبق منه سوى صورته في أرشيفات الصحف ، أو في التسجيلات التليفزيونية التي ستزيدنا ألما كلما شاهدناها .
لا دخل لنا بمُسبّبات الحادث الذي كان من شأنه الإتيان على العمارة بالكامل بما فيها ومن فيها ، ولن نتباكى على تأخـّر سيّارات المطافي وعند وصولها وجدوها غير مُجهَّزة وغير قادرة على التعامل مع مثل هذا الحريق !!! ، ولن نتكلـّم على انعدام الرقابة على هذه ( المشروعات ) الإنتاجية التي يقيمها البعض داخل العمارات وبين الشقق المأهولة ، وهي ليست مشروعات إنتاجية وإنما هي مستودعات قنابل موقوتة ... الذي يعنينا هو غياب الدولة التي لم تعد تحترم قيمة مبدعيها ، الدولة التي تركت مجموعة من البشر يتصرّفون في فيللا أمّ كلثوم وكأنها خـُصّ بناهُ أحد عابري السبيل على نيل الزمالك ، ليتحوّل هذا الأثر ـ الفيللا ـ المعادل للأهرام ، إلى برج سكني فج ينضح بالقبح ، ويشير إلينا بعلامات الاستهزاء والنـُكران والاستنكار ، ويؤكد أننا دولة تأكل أبناءها !! أين الدولة من محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وبليغ حمدي وعبدالحليم حافظ ووووووووكلّ السلسلة الطويلة من أهرامات الموسيقى والغناء ؟؟ ماذا فعلت وزارة الثقافة تجاه أركان القرن العشرين الذين جعلوه رأس هرم الحضارة بما أبدعوا وقدموا للأجيال المقبلة ؟؟ هل تعتبر وزارة الثقافة أنها تقوم بدورها على أكمل وجه عندما تجمع لنا مجموعة من الشباب المساكين الذين يعملون بالفرق المختلفة بدار الأوبرا ليقوموا بغناء ألحان هؤلاء وأغنياتهم ؟؟ هل هذا هو التكريم الذي يحفظ لنا تراث هؤلاء ؟؟ لن أطالب بأن تقوم وزارة الثقافة بإقامة متحف خاص لكل منهم فهذا فوق طاقة الوزارة بل وطاقة الدولة لكثرة ما لدينا من العظماء في الإبداع والفنون كافة و
ليس على مستوى الموسيقى والغناء فقط ، ولكن ليس كثيرًا على هؤلاء أن نشيّد لهم مُتحفـًا كبيرًا من عدة طوابق ـ وليكن بُرجًا ـ نخصص لكلٍّ منهم ركنـًا فيه يضم أشياءه وألحانه / أعماله النادرة ، وصوره الخاصة وتسجيلاته ـ حواراته ـ وكتابًا صغيرًا عنه . هذا البرج / المُتحف سيكون رمزًا معبّرًا عن دولة غنيّةٍ كبيرةٍ كثيرةٍ بأبنائها ، وسيجبرُ كل الورثة على المسارعة بتزويد ركن أبيهم أو من يخصهم بكل ما لديهم ، وسوف يصرف على نفسه من عائد التذاكر وبيع التماثيل الصغيرة والصور والكتب الخاصة بهؤلاء ، لكن أن نترك كلّ شيء للظروف وللقضاء والقدر فليس أمامكم سوى رجل يُلقي بتراث بليغ حمدي
في الشارع تحت الأمطار وكأنه يتخلّص من بعض الفئران النافقة ، وآخرين يبيعون فيللا الراحل العزيز أو الراحلة الكبيرة ، وليس سوى أناس لا يقيمون وزنا لحياة الآخرين فيضرمون الحرائق بعد منتصف الليل في فترة نوم سيارات الإطفاء الخربانة ، فأبشروا بعشرات الخسائر الآتية تباعًا وفي مواعيدها ، وأبشروا بضياع الكثير من الكنوز التي لا تـُقدّرُ بمال ، فقط نطالبكم بالكفِّ عن ذكر أننا خمسة وسبعون مليونا ، وأن تحطـّموا الاسطوانة المشروخة المملة التي أرهقتنا من كثرة سماعها ، اسطوانة الريادة ، أو أن تريحونا منها إلى الأبد بأن تلقوها في نار مثل النار التي التهمت ما تبقـّى من محمّد الموجي !!
بشير عياد
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع بشير عياد المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة بشير عياد