أصبت يا أخي شكيب، وهذا مردّه إلى عدم الإهتمام والتركيز الكافيين على الدّقائق والتفاصيل ومن بينها تحقيق التوازن بين مختلف الآلات الموسيقيّة، وإنّك تذكر موضوع ناجي حبشي وإصراره في الملف الثّالث على الإهتمام بأدق الأشياء وإنعكاس ذلك على الإبداع، هذا مع أن ناجي تطرق إلى هذا الجانب من الناحية الحياتيّة إلا أن ذلك يدخل في سياق الجانب الفني وضرورة الحرص على التنظيم في كل إنجاز فني. ونحن نشهد مدى إنعكاس نظام حياة الأفراد في الشعوب الآسيوية مثلا (الصين واليابان...) وتأثير هذا في أدائهم التقني فيما يتعلق بالفن الموسيقي وغيره من المجالات. وعلى النقيض من ذلك تتجلى حالة الصخب في حياتنا اليومية بعروضنا الموسيقية فتستمع إلى حديث الجمهور حال عزف الفرقة وصفيرهم ومقاطعاتهم اللّفظية، وترى الضوضاء المنبعثة من مضخمات الصوت والتي تؤثر سلبا على جرس الآلات الموسيقية، خاصة في حفلات الأعراس والمناسبات، كل هذا دون أن تظهر الشكوى والتذمر من هذه العادات السيئة مع الأسف، وهكذا تنشأ الأجيال لدينا على فساد الذوق والتعفّن السمعي...