رد: نوتات متنوعة
هذا الشكل من التحريف هو بلا شك غير مقبول، وأنت تذكر بلا شك الفرق النحاسية أو آلة الهارمونيوم أو البيانو التي كانت مستعملة في السابق بالبلاد التونسية، وأثرها السلبي في بعض خصوصيلت الموسيقى التونسية، وقد وقع التخلي عن الهارمونيوم إلى آلة القانون بغرض تلبية هذه الحاجيات واليوم نشهد إكتساح الأرغن الكهربائي والذي يمكن أن يقوم بالعديد من الوظائف من بينها المسافات الصغيرة (ثلاثة أرباع البعد) ومحاكات عدّة آلات موسيقية. ويكمن الخطر في هذا الجانب الأخير مع هذه الآلة ذات الأصوات الصناعية والتي جنت على الوتريات وغيرها من الآلات والتي ذاع إنتشارها خاصة في حفلات الزفاف.
وقد قام في بداية القرن العشرين أحد الفرنسيين المقيمين بتونس وهو أنطونين لافاج بتدوين مقاطع من نوبات المالوف في كتابه "موسيقى عربية" وجعل هذه المدونة لآلة البيانو. وهذا العمل يُعد كذلك تحريفا لطريقة الأداء والتي حذفت منها درجات الموسيقى التونسية المميزة. غير أن الرواية التي قدمها في كتابه هذا تختلف عن الرواية الرسمية التي تتضمنها أسفار نوبات المالوف المعتمدة اليوم، ومن هذا الجانب تكمن أهمية هذه المدونة والتي تمكننا اليوم من الإطلاع على هذا التعدد في روايات المالوف الذي كان سائدا في السابق. كما أن المخطوط المحفوظ في المعهد الرشيدي والذي وقع تدوينه من قبل عدد من ضباط المدرسة الحربية بباردو يحتوي بدوره على رواية أخرى لنوبات المالوف وللبشارف التونسية، مما قد يمكننا من إحيائها بالأداء إذا توفرت العزيمة لذلك.
|