عجبتُ لِسَعْيِ الدهر
إذا قلتُ هـذا حين أسـلو يَهيجُني ـ نسيمُ الصبا من حيثُ يَطّلِعُ الفجرُ
وانّي لَتَعْروني لـذِكـراكِ فَـتْـرةٌ ـ كَما انْتَفَضَ العُـصفورُ بَلّلهُ القَطْرُ
هَجَرْتُكِ حتّى قيـل لا يَعْرِفُ الهوى ـ وزُرْتُك حتى قـيل ليس لـه صبرُ
صَدَقْتِ؛ أنا الصّبّ المُصاب الذي به ـ تباريحُ حُبٍّ ؛خامرَ القلبَ أو سِحْرُ
أما والذي أبكى ؛ وأضْحَكَ والذي ـ أمـاتَ وأحـيا والذي أمرهُ الأمرُ
لقد تَركَتْني أحْسُدُ الوحشَ أن أرى ـ ألِـفَـيْنِ مـنها ؛لا يَروعُهما النّفْرُ
فيـا هجرَ ليلي قد بلغتَ بِيَ المَدى ـ وزِدتّ على مـا لم يكن بَلَغ الهجرُ
ويـا حبَّها زِدْني جَـوىً كـلّ ليلةٍ ـ ويـا سَـلوةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ
عجبتُ لِسَعْيِ الدهرِ ؛ بيني وبـينها ـ فلمّا انقـضى ما بينَنا سكن الدهرُ
وأنّي لآتيها وفي النـفس هَـجْرُها ـ بَتاتاً لأُخرى الدهر ما وَضَح الفجرُ
فمـا هو إلاّ أن أراها ؛فُـجـاءةً ـ فـأبُهْتُ لا عُـرْفٌ لدََيّ ولا نُكْرُ
تكــاد يدي تَنْدَى إذ ا ما لمستُها ـ ويَنْبِتُ في أطرافِها الورقُ الـحُضْرُ
أبو صخر الهذلي
__________________
ألِفَ الـحزنَ قـلـبـُهُ فــتـســـامَا ــ وقرى الهمَ فاستـطاب المُقامَا
واستَــدَارَتْ به الـعُـيـونُ فَـآسٍ ــ قد رثـــى حـــالـه وآخــــرَ لاما
لـم يعد في يديــه غـير حـروفٍ ــ قـاسمته الأسى فَبتنَ ندامـى
حارس الفنار