[عمار النعمان]

أستاذي الكريم ....
والله لقد أدهشتني ........ سحرتني .......... يا أستاذ خوتتني بالشامية
نهر متدفق من العطاء ...............
شاعرية لا تنضب .....................
سأقول لك وأبوح لك بسري مع الشعر والأدب عموماً
أستاذي الكريم ....
عندما كنت في صف الخامس الإبتدائي ، كنت مغرماً بقصص أدهم صبري رجل المستحيل وملف المستقبل وقصص توتو وتختخ ، أقرأها أخر الليل والأهل نيام ، آخذها مع إلى المدرسة وأضعها في الدرج وأقرأها والمدرس يشرح ، بالخلاصة أدمنتها
وفي إحدى الليالي أكتشف الوالد يرحمه الله صنيعتي ، وفي اليوم الثاني أهداني مجموعة وحي القلم للرافعي وصادر ممتلكاتي من القصص ، ووعدني بعد أن أنتهي من وحي القلم سيفاجئني .
عند الانتهاء من المجلدين ولم أكن قد تعلقت بهما ولكن حرصاً على المفاجئة أهداني يرحمه الله المجموعة الكاملة لروايات أجاتا كريستي وقال لي أنها خير من تكتب في الجريمة بشرط واحد ؟ أن أقرأ بالإضافة لقصص أجاثا كتاب كليلة ودمنه .
بعد الانتهاء جائت وقت المحاكمة العقلية من الوالد ، ماذا استفدت من كل منهما؟
غلب رأي الوالد بأهمية الكتب الأدبية واقتنعت بذلك فقام بتحذيري من بعض الكتب كالأغاني للأصفهاني ومن بعض كتب التسالي ومن بعض الشعراء بأعينهم كنزار قباني وشعر النقائض .
وإلى الآن وأصدقك القول أستاذي الكريم أصبح لدي ذائقة أدبية معينة ، فأنا أحب الشعر الأموي والعباسي وقليل من الجاهلي الذي أراه جامد لا يتطرق إلى مواضيع شتى ، فقط النسيب والغزل والتفاخر ، وقليل من الحكمة .
في شعر العباسيين أكره ابن برد ومن على شاكلته وأعشق المتنبي وأبو فراس وأبو العلاء وأبو تمام .
حديثاً أحب الأمير شوقي ومحمود سامي البارودي وحافظ إبراهيم ومعرف الرصافي وخير الدين الزركلي وعمر أبو ريشة و إلياس فرحات .
سامحني لكن لا أحب شعر محمود درويش أو أمل دنقل أو أحمد عبد المعطي حجازي أو إلياء أبو ماضي
وحديثاً جدا أحبك في الله أستاذي الكريم وأصبح لدي نوع من الإدمان اللذيذ على هذه الصفحات وعلى صفحات أشعارك
أهديك ابياتاً أحبها جداً
طوى الدهر من عمري ثلاثين حجة ...... طويت بها الأصقاع أسعى و أدأب
أغرب خلف الرزق وهو مشرق ......... وأقسم لو شرقت راح يغرب
نبيت بأكواخٍ خلت من أناسها .............. وقام عليها البوم يبكي وينعب
مفككة جدرانها وسقوفها .............. يطل علينا النجم منها ويغرب
فنمسي ، وفي أجفاننا الشوق للكرى ........ ونضحي وجٌمر السهد فيهن يلهب
ولنفس الشاعر
يا عيد عدت و أدمعي منهلة ...... والقلب بين صوارم و رماح
و الصدر فارقه الرجاء فقد غدا .... و كأنه بيت بلا مصباح
يمشي الأسى في داخلي متغلغلا ..... بين العروق كمبضع الجراح
أسعر فيهما بصدق الشاعر وغربته عن لبنان
تقبل إحتراماتي.