الحلقة السابعة
مرة يضحكني ...ومرة يبكيني
وأنا طفلة كان أحد أخوالي في المرحلة الثانوية
خالي ده ماكانش بيفتح كتب المدرسة أبدا معظم السنة
وكان عنده كتيبات أغاني فريد الأطرش ..هي دي اللي بيذاكرها
وكان يجيب مشط ويحط عليه ورقة شفاف ويعزف أغاني فريد
بواسطة هذا المشط..شوية يعزف وشوية يقلد صوت فريد
اللي بيتداخل معاه صوت جدتي وهي بتقول
والله عمرك ماحتفلح لا في الدراسة ولا في الغنا
سيب الهباب ده وامشي ذاكرلك كلمتين ينفعوك
دي كانت الطريقة اللي اتعرفت بيها على أغاني فريد الأطرش
والمرة اللي حبست فيها دموعي بالعافية كنت في الأتوبيس إياه
وكان الوقت مابين العصر والمغرب..كنت راجعة من الكلية وأيامي
كان في حاجة اسمها ساعات الذروة ولتوضيحها للجيل الجديد هي ساعات
الزحام في المواصلات وكانت بتكون مرتين بس في اليوم
مابين الساعة السابعة والثامنة صباحا ومابين الثانية والثالثة بعد الظهر
غير كده بيكون الأوتوبيس شبه فاضي
المهم كان الأوتوبيس هادي وكنت قاعدة في الكرسي اللي جنب الباب
السواق طلع ومعاه راديو ترانزستور- وماحدش يسألني يعني إيه
ترانزستور كل اللي اعرفه إنه راديو صغير بيشتغل بالبطارية القلم
وبعدين السواق الذي تعدى الأربعين ربط الراديو بحتة سلك في العمود اللي
علي يمينه وشغل الراديو..وإذا بفريد يغني اغنية ياحبيبي طال غيابك
وإذا بالسواق يبكي وهو يشاركه الغناء
مش عياط عادي..لا ده كان نحيب بصوت عالي ودموع ومناديل
وكان عايش في جو لوحده لدرجة إنه كان بينسى يقف في المحطات
فضلت مركزة نظري عليه...وحسيت إنه بيعاني فعلا من فقد حد
عزيز عليه وإن اللي فرقهم أكيد الموت
ياترى مين...أكيد إبنه أو بنته...وكان نفسي اطبطب عليه
وأقول له معلش يا عمو وكفاية قطعت قلبي
المرة اللي ضحكت فيها دي كانت من حوالي اربع سنين
كنا في ماليزيا وصادف عيد الاستقلال..
وكانوا حاطين سماعات ضخمة جدا في الشارع وسمعنا
أغنية يازهرة في خيالي وقلنا ياترى مين من العرب اللي بيغنيها
لما قربنا لقيناه شاب ماليزي هو اللي واقف بيغني
وطبعا ضحكنا عشان مااتوقعناش إننا نسمع فريد في ماليزيا
وفرحنا إن الأغاني العربية لها رواج ومعجبين حتى في الدول التي لاتتحدث العربية
وبعد ما سلمنا عليه وشكرناه طلبنا منه إنه يغنيها تاني وقد كان